28-فبراير-2022

(Getty Images)

ألتراصوت- فريق التحرير

يعيش البشر في أجزاء معتبرة من المعمورة، ولاسيما في المنطقة العربية، حالة من الكارثة المستمرّة، التي لا يخفّف من صدمتها سوى آلية التعوّد النفسي، الفردي والجمعي، إضافة إلى آليات التعويد السلطوي على مدى سنوات عديدة لجعل الكارثة أو ارتقابها نظام حياة لملايين البشر، بل والإيهام بأن مجرّد عدم وقوعها نعمةً تستحقّ الشكر والعرفان. ومع هذا التعوّد على الكوارث، يصبح الحديث عن النصائح النفسية للتعامل مع أخبار الحروب والنزاعات، نوعًا من الترف والتكلّف بالنسبة لكثيرين، يرونه مادّة ملائمة على صفحات مجلّة أجنبية، أو بأحسن الظروف نوعًا من المعلومات الترفيهية التي لا يضرّ الاطّلاع عليها.

 إنكار الأثر السلبي الذي يتركه هضم ومعالجة الأخبار في دورتها اليوميّة المليئة بالمآسي والإحباط والخيبة، قد يترك عواقب وخيمة على مستهلكي الأخبار

وقد يكون هذا صحيحًا، لولا أنّ إنكار الأثر السلبي الذي يتركه هضم ومعالجة الأخبار في دورتها اليوميّة المليئة بالمآسي والإحباط والخيبة، قد يترك عواقب وخيمة على مستهلكي الأخبار، دون وعي منهم، وقد يفاقم من حالة اللاقدرة على التعاطف، مع الذات ومع الآخرين، ويرسّخ اليأس من العالم بما ينعكس على طبيعة المعاش اليوميّ للإنسان الفرد، ويعيق قدرته في المحصّلة على التفاعل السليم مع الأشياء والأحداث.

فبصرف النظر عن ادعاءات الصلابة المعنويّة أو الليونة النفسيّة لمن مرّوا بتجارب الحروب والهجرة والنزوح، يبقى للأخبار المتعلقة بالمآسي البشرية وقع مؤلم ومؤثر بشكل أو بآخر، ويتفق معظم الخبراء على أن المعالجة المستمرة لهذه الأخبار تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان بالعديد من الأشكال والصور، وأن الصدمة لا تنزاح بمجرّد المكابرة أمامها أو التنكّر لوجودها. ففي لحظة ما، قد تنفجر تلك المشاعر المكتومة، مع استمرار التخاطر القسري للصور والمشاهد المؤلمة في مخيلة المشاهد، وقد يصعب توقّع عواقب تلك اللحظة وكيفية التعامل معها ومع الأسئلة الصعبة التي تثيرها.

لذا، قد يكون من المهمّ التذكير بهذه الخطوات البسيطة، للتعامل مع ضغط الأخبار اليومية.

1) خذ لحظة للتأمل والتنفس العميق

لو شعرت بضيق في صدرك أو جسدك أو شعرت بالضغط الذي تظهر علاماته كاحترار زائد، اترك كلّ مهمّة تعمل عليها، وخذ نفسًا عميقًا في مكان مفتوح. يمكنك هنا الاطلاع على بعض تمارين التنفس والتعرف على 3 أشياء على الجميع فعلها قبل الثامنة صباحًا من أجل الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية.  

2) تحرّك.. تحرّك.. تحرّك!

أسدِ خدمة لجسدك مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل. الحركة تساعدك على التخلص من الأفكار السلبية المتراكمة في رأسك، وكسر دورة الأيام الروتينية. يمكنك على موقع التراصوت، الاطلاع على العديد من المقالات المتخصصة التي تساعدك على التخلّص من الكسل والخمول وبدء حياة نشيطة بأبسط الطرق. تعرّف هنا على القدر الذي تحتاجه من الرياضة لعمر أطول وصحّة أفضل، كما يمكنك هنا قراءة 9 إستراتيجيات للحفاظ على اللياقة البدنية رغم ضيق الوقت. وقد تحدثنا في مقال مترجم مطوّل سابق عن ماذا يقول العلم عن حاجتنا اليومية من التمارين الرياضية.

كل هذه المقالات وغيرها من المقالات المتخصّصة تجدها عبر تبويب خاص لنصائح اللياقة البدنيّة والرياضة.

3) اقض المزيد من الوقت في المطبخ

قد يكون المطبخ مساحة آمنة لكثير منّا في أوقات التوتر والكآبة، وقد لا يغيّر المزاج المتعكّر أفضل من طبخة جيّدة تتناولها مع الأسرة أو الأصدقاء، أو حتى مع نفسك. كما أنّ تعلم الطبخ يعدّ وسيلة جيدة لترك الهاتف وتنبيهاته المستمرة. يمكن أيضًا أن تنشغل قليلًا في ترتيب المطبخ وتنظيفه والتخلص من الكراكيب الزائدة فيها. تذكّر في الوقت ذاته أن لا تفرط في تناول الطعام، لما لذلك من أثر سلبي على الحالة النفسية والصحية العامة.

4) تواصل مع الآخرين

أمام الموجة العارمة من الأخبار اليومية السلبية، سيكون أمامك خيار عملي لتتجاهل الأخبار وتنشغل عنها، وذلك بالتواصل مع الأصدقاء أو العائلة والحديث معهم عبر الإنترنت، أو إرسال رسائل نصية لزملاء أو أشخاص لم تتواصل معهم منذ زمن. قد تكون ممارسة بعض الألعاب الجماعية في البيت أمرًا حسنًا، مثل الكلمات المتقاطعة أو الشطرنج أو قراءة القصص أو مشاهدة التلفاز. وإن كان لديك أطفال، تذكّر أن تخصص لهم وقتًا أطول للحديث واللعب معهم.

اقرأي أيضًا: لم يجب عليك التوقّف عن الصراخ في وجه أطفالك.. الآن!

5) اقطع الاتصال

لا تنس أنك تملك التحكّم بالأخبار والمعلومات التي تصل إلى انتباهك. إما أن تغلق الهاتف تمامًا، أو تعدّل نظام التنبيهات على الهاتف المحمول لتجنّب التلفّت المستمر للأخبار العاجلة، كما يمكنك أن تحذف عن الهاتف التطبيقات التي تشكّل مصدرًا مستمرًا للمعلومات والأخبار، مثل تويتر وفيسبوك وغيرها. يمكنك عبر هذا المقال المترجم على التراصوت أن تطلّع على خطوات بسيطة من أجل مواجهة كارثة استلاب التركيز في العالم الرقمي.

تذكّر أخيرًا أنّه من الجيّد أن تكون مطّلعًا على الأخبار ومواكبًا لها، لكن عليك أن تعرف دومًا الحدّ الذي سيكون لتجاوزه أثر سلبيّ عليك وعلى من حولك من الأسرة والأصدقاء.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف نواجه كارثة استلاب التركيز في العالم الرقمي؟ حوار مع يوهان هاري

تيك توك تطبّق سياسات استخدام جديدة لمكافحة "التنمّر الجنسي" على المنصّة