25-أكتوبر-2022
أغلفة الروايات

أغلفة الروايات

تقول الرواية التاريخية ما لا تقوله كتب التاريخ، تحديدًا لجهة التفاصيل الصغيرة والعابرة التي يهملها المؤرخ عادةً، ويأخذها الروائي بعين الاعتبار، ما يمنح تناوله لحدث تاريخي، أو حقبة معينة، معنىً عميقًا يجعل النص أكثر حميمية وقربًا من القارئ. فالرواية، وعلى العكس من كتب التاريخ التي تصف حدثًا ما، تتناول الحياة ذاتها وتسعى إلى استكشاف الخبرات والتجارب المعاشة التي يهملها المؤرخون.

هنا وقفة مع 5 روايات تاريخية عربية، 2 منها ثلاثيات، تتناول أحداثًا ووقائع مهمة من وجهة نظر الفرد لا الجماعة.


1. الثلاثية التاريخية – نجيب محفوظ

تضم ثلاثية الروائي المصري نجيب محفوظ التاريخية روايات: "عبث الأقدار" (1939)، و"رادوبيس" (1943)، و"كفاح طيبة" (1944)، وهي أولى روايات الحائز على نوبل للآداب 1988، الذي تناول فيها مراحل تاريخية مختلفة من حكم الفراعنة لمصر، بدءًا من عهد الملك خوفو الذي بُنيت فيه أهرام الجيزة، مرورًا بعصر الأسرة السادسة، وصولًا إلى عهد الملك أحمس، مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، الذي سلط محفوظ الضوء على نضاله ضد الغزاة الهكسوس، وإنهائه لوجودهم في مصر.


عبث الأقدار

2. سمرقند – أمين معلوف

يروي الروائي اللبناني أمين معلوف في روايته "سمرقند" (دار الفارابي/ ترجمة عفيف دمشقية)، حكاية مجموعة من الشخصيات التاريخية المهمة في بلاد فارس وآسيا الوسطى خلال القرن الحادي عشر، مثل الشاعر عمر الخيام، وحسن الصبّاح مؤسس الطائفة الإسماعيلية النزارية المعروفة باسم "الحشاشون"، والعالم جمال الدين الأفغاني، ونظام الملك كبير وزراء سلطان الدولة السلجوقية ألب أرسلان، وغيرهم من الشخصيات التي كتب معلوف عبر حكاياتها قصة بلاد فارس على امتداد مراحل تاريخية مختلفة.


سمرقند

3. ثلاثية غرناطة – رضوى عاشور

تتناول رواية "ثلاثية غرناطة" (منشورات الهلال، 1994) للروائية المصرية رضوى عاشور، واقع المسلمين في الأندلس بعد سقوطها، ومعاناتهم مع السلطات القشتالية التي أجبرتهم على تغيير هويتهم الدينية والقومية في سياق مساعيها لإلغاء جميع ما يدل عليهما، سواءً من خلال حرق الكتب العربية، أو عبر اعتماد الإسبانية لغة رسمية بدلًا من العربية التي مُنعوا من التحدث بها، وصولًا إلى تعميدهم قسرًا، ومنحهم أسماء مناسبة لديانتهم الجديدة.


ثلاثية غرناطة

4. أرض السواد – عبد الرحمن منيف

"أرض السواد" (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) هي آخر أعمال الروائي السعودي عبد الرحمن منيف. صدرت الرواية بين 1997 – 1999 في ثلاثة أجزاء يروي منيف فيها حكاية داود باشا والصراعات التي خاضها بعد تعيينه واليًا على بغداد، من أجل تثبيت حكمه، مع أعوان الوالي السابق، والكرد، والبدو، والقنصل البريطاني الذي أقلقه صعوده ونزعته الاستقلالية. ومن خلال داود باشا، يستكشف منيف أهم التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها العراق خلال القرن التاسع عشر.


أرض السواد

5. دروز بلغراد – ربيع جابر

تسلط رواية "دروز بلغراد" (المركز الثقافي العربي/ الآداب، 2010) للروائي اللبناني ربيع جابر، الضوء على أحوال الدروز الذين نفتهم السلطنة العثمانية إلى بلغراد بعد الحرب الأهلية بين الطائفتين الدرزية والمسيحية المارونية في جبل لبنان عام 1860، من خلال قصة بائع بيض مسيحي يقوده حظه العاثر إلى رصيف ميناء بيروت لحظة ترحيل مجموعة من المقاتلين الدروز، الذين يضمّه الجنود إليهم بدلًا من شخص درزي آخر أُطلق سراحه بعد دفع والده رشوة ضخمة لأحد كبار الضباط العثمانيين.

دروز بلغراد