27-يوليو-2017

تطبيق لإنقاذ المصريين من غول الغلاء

لم يتمالك المصريون أنفسهم أمام إجراءات سحق الفقراء، التي يتّبعها ويوجّه بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تنفيذًا لوعود صندوق النقد الدولي، فانطلقوا إلى آفاق أرْحَب تستوعب الورطة، التي وجدوا أنفسهم فيها، ودمجوا الخدمات بالتكنولوجيا في محاولة للوصول إلى مصادر دخل تداوي جراح النظام المصري القائم، أو على الأقل توفّر لهم من مصاريف حياتهم اليوميّة، فمن كان يركب تاكسي اتَّجه إلى أوبر وكريم، ومن كان يركب أوبر وكريم اتَّجه إلى مواصلات جماعية، ومن كان يأكل من المطاعم الفخمة اتَّجه إلى تطبيقات على الهاتف المحمول لطلب ما يعرف بـ"الأكل البيتي".. لم تقتصر المحاولات على ذلك، لكن الجديد أن الأمر اتخذ شكلًا أكثر تنظيمًا عبر تطبيقات موبايل مُعدَّة للاقتصاد التشاركي، هناك من يريد مالًا فيقدّم خدماته وعلى الجانب الآخر من يبتغي التوفير فيطلب الخدمة، ويحصل عليها برفاهية أقل، وسعر أقل أيضًا.

أمام سحق الفقراء المتواصل في مصر، ظهرت تطبيقات موبايل مُعدَّة للاقتصاد التشاركي لمساعدة المصريين في توفير المال ومجابهة الغلاء

ونستعرض الآن خمسة تطبيقات لمواجهة الغلاء في مصر:

1 - أكلة بيتي.. كن "شيف" أو أطلب بسعر رخيص

إذا أردت طعامًا جيدًا فعليك التواصل مع صنَّاعه عبر تطبيق "أكلة بيتي" فهم يقدّمونه بسعر أرخص، وإذا كنت تمتلك مطبخًا ولديك القدرة على صنع وجبات جيدة، فلتدخل إلى عالم "أكلة بيتي" كأحد أفراده (طباخيه)، سيوفر لك التطبيق زبائن مقابل نسبة من الإيراد اليومي.

"أكلة بيتي" انطلق مؤخرًا لينقذ المصريين من غول الغلاء، ويضم 12 "شيف" يقدمون 12 "قائمة طعام" مختلفة للطعام المنزلي والحلويات المصري والشامي، بأسعار مخفَّضة. يتيح التطبيق فرص عمل للسيدات اللاتي يعشقن الطبخ ولا يجدن فرص عمل مناسبة في ظل الأزمة الاقتصادية المحيطة بالمصريين، وتمنح السيدات العاملات، اللاتي لا يجدن وقتًا للطبخ، فرصة للحصول على وجبتي الغداء والعشاء جاهزتين بسعر مناسب حسب الكمية، أقل ممَّا تطلبه المطاعم.

تختار مالكتا الموقع والتطبيق "شيفات" جديدات بعد عدّة اختبارات تبدأ بزيارة منزلية لضمان جودة المكان، الذي يُعد فيه الطعام، وتقييم مستواه وفقًا لعدّة شروط، من بينها جودة الخامات والنظافة والمذاق، وإتاحة التقييم بعد الطلب

اقرأ/ي أيضًا: أسواق بقايا الطعام في مصر: كل ما تبقى للفقراء

2 - "توفير".. طوق النجاة من جشع التجار

بعد الغلاء الطاحن، الذي أجَّل حفلات زفاف، وأضر بالمستهلك المصري، ورفع أسعار السلع المستوردة بنسبة 200% في أغلب الحالات بسبب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، وهو ما استغلته المحال التجارية لرفع الأسعار ومنع استقرارها، واجه موقع وتطبيق "توفير" تلك المشكلة بإمداد المستخدم بقوائم وأسعار السلع المعمّرة في عدّة منافذ بيع، مع توفير مقارنة بينها.

ويوفر التطبيق لمستخدميه عددًا ضخمًا من المعلومات والمتاجر والمعلومات عن كافة السلع المعمّرة: أجهزة كهربائية ووسائل تنظيف وحاسوب، وموبايلات، وأدوات طهي، ووضع هامش للمواصفات والجودة والأسعار الحقيقية ومقارنتها بعيدًا عن استغلال التجار.

3 - "جو آند باك".. وداعًا لـ"أوبر وكريم"

انطلق، قبل أيام، تطبيق "جو آند باك" الذي يوفر حافلة واحدة لأكثر من شخص متجهين إلى جهات متقاربة، مقابل نصف الثمن، ليدخل عالم خدمات النقل الجماعي، منافسًا لعدة تطبيقات مثل "هاتاكسي وأوبر وكريم وتاكسي لندن"، ووفقًا لعدة تقديرات فإنه سيحقق نجاحًا هائلًا لأنه انطلق بالتزامن مع موجة غلاء جديدة فشل أغلب مستخدمي التاكسي، من الطبقة الوسطى، في مجابهتها.

انتقلت الفكرة إلى أرض الواقع بعد رصد عدّة مشكلات في مواقف النقل العامة، لتتيح للجميع المشاركة في سعر التوصيل بحافلة واحدة تنقل الجميع إلى نقاط محدّدة على "جوجل ماب".

دفع الفكرة إلى حيز التنفيذ مشاركة بعض السائقين، الذين تأثروا بغياب السياحة عن مصر، فخصَّصوا حافلاتهم لنقل الركاب من الطبقة الوسطى، الذين لم يعودوا قادرين على دفع أجرة التاكسي، لكنهم يريدون توصيلة أكثر أمانا وراحة وبها "مبرّد هواء" مقابل مبلغ رمزي، يصل إلى ضعف ثمن تذكرة أوتوبيس النقل العام فقط، فسعر تقديم الخدمة يصل إلى عشرة جنيهات (نصف دولار) في حالة الانتقال لمسافة 40 كيلو متر، ويزيد حسب المسافة.

4 - "فلوسي فين؟".. تطبيق لإدارة جيبك ذاتيًا

في محاولة لمواجهة الغلاء بالتوفير وإدارة الإنفاق، والمساعدة على الادخار، منعًا لتسرّب الأموال في أوجه إنفاق تافهة، خرج هذا التطبيق للنور.

يمكن للتطبيق أن يقوم بدلًا منك في حساب نفقاتك، والحد الأقصى للإنفاق المطلوب، وتخطيط المصروفات اليومية، وما يذهب للمواصلات، وما يذهب إلى المقهى، وما يمكن صرفه في "الخروجة الأسبوعية" لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتوفير من الراتب أيضًا. يعرف صانع التطبيق أن الناس لا يعرفون أين ينفقون أموالهم ولماذا؟، لكن رواتبهم تنتهي في منتصف الشهر، هو يحاول أن يحافظ على الراتب حتى نهاية الشهر.

يعتمد التطبيق على آلة حاسبة داخلية ومنبه، يحسب نفقاتك وإن زادت عن الحد المنطقي ينبهك. وفقًا لإحصاءات، فإن أغلب مستخدمي التطبيق من الشباب، الذين يريدون إدارة رواتبهم المحدودة بشكل جيد لمواجهة ارتفاع الأسعار اليوميّة.

5 - "ميني باص".. لأي مكان بنصف دولار فقط!

عن طريق تطبيق الموبايل "ميني باص"، يحجز الشخص كرسيًا فيه مقابل عشرة جنيهات (نصف دولار) أيًا كانت المسافة، يحدد المكان الذي سينطلق منه والذي يريد أن يذهب إليه. ما الفرق بينه وبين الأوتوبيس العادي؟ يوفر "ميني باص" الراحة لمستخدميه فلا زحام، ولا تدافع، بالإضافة إلى أن تعريفة الركوب مناسبة لمن كان يركب التاكسي قبل ارتفاع تعريفة ركوبه، ففي النهاية سيكون أرخص من سيارات الأجرة. 

يخدم التطبيق جانبيْن، الجانب الأول هو السائقين، فيرحمهم من المواقف وتحكم الدولة وبعض البلطجية فيهم لدفع الإتاوات وما يعرف بـ"الكارتة"، تعريفة مرور حكومية، والخلافات مع الركاب بسبب الأجرة، التي يتم تحصيلها تلقائيًا بالفيزا كارد. الجانب الثاني هو الركاب، الذين يحصلون على توصيلة كانوا يبحثون عنها بمقابل زهيد، كما أنّ الباصات تصل إلى مناطق مختلفة: القاهرة والجيزة والتجمع الخامس وحلوان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خصخصة المرافق العامة في مصر.. طحن ما تبقى

الطلاق في مصر.. فتش عن "واتساب" و"كاندي كراش"