11-نوفمبر-2016

أفراد من الشرطة المصرية في ميدان التحرير في 25 كانون الثاني/يناير 2016(Getty)

إذا كنت تشاهد قنوات جماعة الإخوان اليوم  فإنّ "السيسي كاد أن يسقط" اليوم، الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، بيد احتجاجات "ثورة الغلابة"، أما لو كنت تشاهد قناة "بي بي سي" فـ"مظاهرات محدودة جابت شوارع القاهرة والمحافظات"، بينما صحف مصرية أخرى قالت إنه لا شيء جرى، لا مظاهرات في الشوارع، ولا معارض واحد تجرأ على النزول.

من أسباب فشل 11/11، الانتشار الأمني الكثيف، والمدرعات في كل مكان، فيما بدا أن "قوات خاصة" تستعد لسحق المتظاهرين

لكن التوقعات قبل "11 نوفمبر" كانت تقول إنه لا شيء سيحدث، سيمرّ اليوم دون أي آثار، وتفشل "ثورة الغلابة"، التي انطلقت دعوتها من تركيا، عبر عدّة صفحات أبرزها "جياع" و"ضنك" و"عصيان" و"غلابة"، احتجاجًا على الإجراءات الاقتصادية "الصعبة" المفروضة، مؤخرًا، على المصريين.

اقرأ/ي أيضًا: هل ينتحر المصريون في 11 نوفمبر؟

وهناك خمسة أسباب وراء فشل الدعوة للتظاهر ترصدها "الترا صوت" في هذا التقرير:

"فرد العضلات" الأمنية

بكل الطرق، استعدت قوات الأمن المصرية للاشتباك، حتى سرى بين المواطنين أن من ينزل الشارع سيقتل، وفي اليوم السابق لـ"11 نوفمبر"، انتشرت مدرعات شرطة، وتشكيلات عسكرية، وعربات نقل المجندين في عدّة أماكن بالقاهرة، وتمّ إلقاء القبض على مجموعة نشطاء، حيث سقط 14 مشتبهًا به في الإسكندرية.

وكان "مخيفًا" بالنسبة للمواطنين مشهد "الملثّمين" الذين يرتدون "زيًا عسكريًا"، وانتشروا بكثافة في الشوارع حاملين "رشّاشات"، فيما بدا أن "قوات خاصة" تستعد لسحق المتظاهرين. بدأ ذلك قبل موعد التظاهر بعدّة أيام، وسبق "11 نوفمبر" بيوم واحد في عدة مناطق بالقاهرة، أبرزها ميدان "التحرير"، ما دفع المصريين، المتضررين من الإجراءات للاقتصادية، للاحتماء بمنازلهم، بمبدأ "السلامة".

صفحة "غلابة" المزيَّفة

دعت صفحة "حركة غلابة"، التي قدّمها الناشط السياسي ياسر القاضي، إلى التظاهر في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، احتجاجًا على السياسات الاقتصادية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لتصل إلى 111 ألف "لايك" على موقع "فيسبوك"، تحمل خطابًا يحرِّض المصريين على النزول لثورة جديدة في ميادين مصر، على غرار "25 يناير" تحديدًا، إلا أنّ هناك جهة ما، غير معلومة، أنشأت صفحة أخرى تحمل الخطاب ذاته، تحمل اسم "ثورة الغلابة".

كانت تتوافق مع الصفحة الأصلية في كل شيء، وتنشر صورة محمد مرسي، الرئيس المعزول، وتقول إن "11 نوفمبر" هو يوم ضد "الانقلاب"، وليس ضد أي شيء آخر، هكذا نقل الإعلام المصري عنها، وقال إن "الدعوة إخوانية"، وهو ما أثار "الغلابة"، الذين يقفون في منطقة وسط بين "مرسي" و"السيسي"، ويخافون من المواقف السياسة، وفضّهم من حول الدعوة.

اقرأ/ي أيضًا:  مصر..حملات أمنية على "بيت أشباح" يناير قبل 11/11

الإلغاء الوهمي لـ"الثورة"

إلى جانب موقفها الذي حمل "اضطرابًا" من "11 نوفمبر"، نشرت الصفحة الوهمية بيانًا بإلغاء الدعوة خوفًا من "حملة اعتقالات" ربما يتعرّض لها الداعون إلى التظاهر، والمتظاهرون، وتولّت صحف القاهرة، والقنوات، نشر الخبر وترويجه والدعاية المالية له على "فيسبوك"، وهو ما خدع بعض الذين حملوا "نية" التظاهر، أو المشاركة في حالة خروج مجموعات للتظاهر.

شائعات "الاشتباكات"

بعض الحسابات، مجهولة النسب، والقنوات المحسوبة على جماعة الإخوان، مثل "مكملين" و"الشرق"، في محاولة لدفع المتابعين إلى المشاركة، قالت إن مظاهرات تجوب ميادين القاهرة أوشكت على الاشتباك مع قوات الأمن، وخرجت أخرى في الإسكندرية، وأنّ مجموعة من ضاحية "عزبة سعد" تهزّ أرجاء المحافظة.

وادّعت أن الجيش يستعدّ لنزول الشارع، اعتقادًا بأنّ "أخبار الاشتباكات" ستدفع المواطنين للانضمام، إلا أنها أتت بنتائج عكسية، حيث تخوّفت الأغلبية من المشاركة، خاصة وأن التظاهرات "المحدودة" لم تتطور للاشتباك.

تفريغ الطاقة 

سبب خامس لفشل "ثورة الغلابة"، وهو الإعلان عنها قبل موعدها بفترة طويلة، ما أتاح لها فرصة الانتشار وتحمس البعض تجاهها ثم تم نقدها والتشكيك في الداعين لها واتهامها بالغموض وعدم وضع مطالب محددة، وبالتالي حين حان وقتها كانت الدعوة بالفعل قد خسرت الكثير ممن تحمسوا لها في البداية.

اقرأ/ي أيضًا:

 ماذا بعد تعويم الجنيه؟.. إجراءات و"ثورة"؟

صحف مصر توحد هجومها ضد الإخوان.. اسألوا المخابرات