01-فبراير-2021

واجهت السلطات الروسية الاحتجاجات بالقمع (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير 

اعتدت شرطة مكافحة الشغب الروسية، يوم الأحد، على احتجاجات انطلقت في جميع أنحاء روسيا ضد اعتقال المعارض المعروف للرئيس فلاديمير بوتين، أليكسي نافالني، بينما اعتقلت قوات الأمن أكثر من 5000 شخص تحدوا البرد القارس والاحتياطات الأمنية المكثفة والتهديد بالملاحقة القضائية.

اعتدت شرطة مكافحة الشغب الروسية، يوم الأحد، على احتجاجات انطلقت في جميع أنحاء روسيا ضد اعتقال المعارض المعروف للرئيس فلاديمير بوتين، أليكسي نافالني

وحسب وكالة رويترز، فإن الشرطة الروسية، فرضت في استعراض مكثف للقوة، منع تجول أمنيًا شاملًا في قلب موسكو، وأغلقت الشوارع أمام المشاة بالقرب من الكرملين، وأغلقت محطات المترو ونشرت المئات من شرطة مكافحة الشغب.

اقرأ/ي أيضًا: بعد الكشف عن قصر بوتين السري.. عشرات المدن الروسية تحتج

ورفع المحتجون  حسب رويترز صور نافالني وشعارات "أطلقوا سراحه!"، بينما رفع آخرون أيديهم فوق رؤوسهم أمام شرطة مكافحة الشغب وهتفوا "لسنا أعداءكم". واعتقل نافالني (44 عاما) في 17 كانون الثاني/يناير بعد عودته إلى موسكو من ألمانيا حيث كان يخضع للعلاج بعد تعرضه للتسمم الصيف الماضي. وتتهم تقارير على نطاق واسع الرئيس فلاديمير بوتين بمحاولة اغتياله، وهو ما ينفيه الكرملين.

Woman walks in front of national guard officers during the demonstration. Protest against the detention of the opposition leader Alexey Navalny in...
امرأة تمر من أمام مجموعة من رجال الأمن خلال الاحتجاجات في سان بطرسبرج (Getty)

وتوضح الوكالة أن عودة المعارض البارز الدرامية إلى موسكو على الرغم من التهديد الواضح بالاعتقال، واستمرار الاحتجاجات لعطلتي نهاية أسبوع على التوالي، تمثل تحديًا لهيمنة بوتين المستمرة على المشهد السياسي الروسي لأكثر من عقدين.

في السياق، قالت الشرطة إن المتظاهرين قد يواجهون محاكمة جنائية لمشاركته في أو دعوتهم إلى مظاهرة غير مصرح بها، متذرعة بأن تجمعهم من شأنه أن يساهم في نشر فيروس كورونا الجديد. ووفقًا لرويترز، فقد استخدم حلفاء نافالني وسائل التواصل الاجتماعي لتغيير مكان تجمعهم مرارًا وتكرارًا، مما أدى إلى تشتت الحشود في أجزاء مختلفة من موسكو وجعل من الصعب تفريقهم.

وفي سان بطرسبرج وموسكو، استخدمت الشرطة القوة لاعتقال المتظاهرين، بما في ذلك الصعق الكهربائي.  وحسب إحصاءات نقلتها الوكالة عن مجموعة OVD-Info لمراقبة الاحتجاجات، فقد تم اعتقال ما لا يقل عن 5021 شخصًا في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك 1608 في موسكو، من بينهم يوليا نافالني، زوجة أليكسي نافالني، غير أنه تم إطلاق سراحها فيما بعد. فيما كتبت على حسابها عبر إنستغرام قبل بدء الاحتجاجات: "إذا التزمنا الصمت، فيمكنهم القدوم إلى أي واحد منا غدًا".

Riot police officers detain a participant in an unauthorized rally in support of Russian opposition activist Alexei Navalny in Komsomolskaya Square....
رجال الشرطة يعتدون على متظاهرة خلال الاحتجاجات في موسكو (Getty)

ولاقت الأحداث في روسيا إدانة أمريكية، حيث شجب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين الاستخدام المستمر لأساليب عنيفة ضد المحتجين السلميين والصحفيين، ودعا إلى إطلاق سراح نافالني. فيما ردت وزارة الخارجية الروسية باتهام الولايات المتحدة بالنفاق والتدخل والسعي لتشجيع الاحتجاجات كجزء من استراتيجية لاحتواء روسيا.

اعتقلت قوات الأمن الروسية أكثر من 5000 شخص تحدوا البرد القارس والاحتياطات الأمنية المكثفة والتهديد بالملاحقة القضائية

لم تقتصر الإدانات على الولايات المتحدة، حيث قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أيضًا إن بريطانيا تدين اعتقال المتظاهرين والصحفيين، مضيفًا في تغريدة: "أدعو الحكومة الروسية إلى احترام حق الناس في الاحتجاج السلمي. يجب حماية حرية الصحافة".

وكان للتحقيق الاستقصائي المرتبط بأحد قصور بوتين السرية دور بارز في تأجيج مشاعر الغضب لدى الروس ضد فساد النخبة الحاكمة، إذ أن التحقيق الذي نشره مركز مكافحة الفساد في روسيا، وهو منظمة غير حكومية يديرها نافالني عينه، سلط الضوء على أحد قصور بوتين السرية في منتجع غيلينجيك على البحر الأسود، بكلفة مالية تقارب 1,37 مليار دولار، تم الحصول عليها من شركات النفط الروسية ورجال الأعمال المقربين من بوتين.

التحقيق الذي نشر بعد اعتقال نافالني بيومين تقريبًا، تضمن عرضًا لأهم الوثائق المالية والتفاصيل الداخلية للقصر، وأوضح نافالني الذي ظهر يعلق على الوثائق في الفيديو المصور أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يمتلك 70 كم من الأراضي الخاصة المحيطة بالقصر، مضيفًا أن القصر محاط بـ"أسوار منيعة وميناء خاص وقوات أمن خاصة وكنيسة ونظام تصاريح خاص ومنطقة حظر طيران، وحتى نقطة تفتيش حدودية خاصة به"، وأنه يضم كازينو وملعب هوكي الجليد وحقل كروم لصناعة النبيذ تحت الأرض.

 

اقرأ/ي أيضًا: