ولدت ميريل ماري لويز ستريب في عام 1949 في ولاية نيو جيرسي. لكنها من أصول متشعبة ومتنوعة فوالداها من أصول ألمانية وسويسرية وإنجليزية وإيرلندية. في جعبة الممثلة 21 ترشيحًا للأوسكار. فازت بثلاثة منها. هي لا تبحث عن أي أدوار عادية، إنما يمكن القول إن قبولها دورًا ما يعد مسألة ذات صعوبة كبيرة. وعن عملها الفني تقول "بغض النظر عما سيحدث، فإن عملي الفني سيبقى".
ومن أجل الاحتفاء بموهبتها بعد الأداء الجميل في فيلم Don’t look Up هذا العام. نعرض في هذا المقال أبرز أدوارها المبدعة التي نالت شهرة طوال مسيرها الفنية المستمرة منذ 45 عامًا، وتحديدًا من عام 1977، العام الذي سجل أول ظهور لها على الشاشة في فيلم جوليا. وفي العام التالي، أي في عام 1978، لفتت ستريب انتباه المشاهدين في فيلم "صياد الغزلان" حين أدت دور فتاة تدعى ليندا إلى جانب روبيرت دينيرو وكريستوفر واكين ومن إخراج مايكل كيمينو.
Kramer vs Kramer
تؤدي ميريل ستريب في هذا الفيلم دور الزوجة المحبطة، وتدعى جوانا كرايمر، حيث تطلب الانفصال عن زوجها وتكافح من أجل الحصول على حضانة طفلها. أدى دور الزوج إلى جانبها داستن هوفمان وشكلا سويًا ثنائيًا رائعًا في هذا الفيلم. في البداية ترحل جوانا لمدة 18 شهرًا بعيدًا عن زوجها، تيد كرايمر، وذلك بفعل انهيارها العاطفي وبعد أن حسمت قرارها النهائي بإنهاء زواجها. مما يجبر الزوج، وهو مدير إعلانات دائم الانشغال، على تعلم مهارات الأبوة والأمومة التي أهملها منذ فترة طويلة، والتي أدت إلى تخلي زوجته جوانا عنه بعدما نفذ صبرها. إلا أن معركة قضائية ساخنة تفتح أبوابها بين الزوجين المنفصلين من أجل الفوز بحضانة ابنهما البالغ من العمر 6 سنوات. فازت بجائزة الأوسكار لأول مرة عن دورها في هذا الفيلم، وهو من إخراج روبرت بينتون وتم إنتاجه عام 1979.
Doubt
تدور أحداث الفيلم عام 1964، وتؤدي ميريل ستريب في هذا الفيلم دور راهبة صارمة وتقليدية تدير مدرسة كاثوليكية تدعى ألوسيوس بوفييه. تبدأ بالبحث خلف علاقة غامضة نشأت بين كاهن (الأب فلين يؤدي دوره الممثل فيليب هوفمان) مع إحدى الصبيان الصغار البالغ عمره 12 عامًا. وسرعان ما يتخذ البحث والتنقيب عن هذه العلاقة نوعًا من التصادم والصراع مع الكاهن الذي يحاول بدوره دحض الشائعات والاتهامات الموجهة ضده. ويبدأ هنا الصراع العاطفي والصراع على السلطة طارحًا تساؤلات حول الإيمان والعدالة ضمن هذه المؤسسة الدينية المنعزلة. وكما يطرح الفيلم الانتقال من العالم القديم الذي تمثله الأخت ألوسيوس والمبني على الخوف بهدف التأكد من فعل الصواب، في مقابل العالم الجديد الذي بدأ يظهر خارج المؤسسة الدينية على أعتاب نهاية القرن العشرين. يشار ويشار إلى أن مدة الفيلم 104 دقائق ومن كتابة وإخراج جون باتريك شانلي وصدر عام 2008.
The Devil Wears Prada
تؤدي ميريل ستريب دور ميراندا بريستلي، وهي رئيسة التحرير لإحدى مجلات الأزياء الراقية Runway. تبدأ أحداث الفيلم الكوميدي عندما تتقدم أندي ساكس (آن هاثاواي) لوظيفة في المجلة وهي خريجة جامعية ذكية جاءت للتو إلى نيويورك محملة بأحلام كبيرة للعمل في مجال الصحافة. لكن سرعان ما تدفع رئيسة التحرير بالموظفة الجديدة إلى حافة الجنون. لكن أندي ساكس تصر على المضي في هذه المهمة الشاقة والعمل مع رئيسة التحرير على أمل الحصول على وظيفة أخرى بعد سنة. لاقى الفيلم ثناءًا من النقاد لا سيما عن دور ستريب التي ترشحت للعديد من الأوسكارات عن دورها. وقد حقق الفيلم أكثر من 326 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، مقابل ميزانيته البالغة 41 مليون دولار. مدة الفيلم 109 دقائق ومن إخراج ديفيد فرانكل وصدر عام 2006.
Adaptation
كاتب سيناريو محبوب يدعي تشارلي كوفمان يصبح شخصًا يائسًا بعد عدة محاولات فاشلة من أجل تحويل رواية الكاتبة سوزان أورليان إلى سيناريو سينمائي. يصور الفيلم محنة كاتب السيناريو في خلق الأحداث وبناء شخصياته. فالفيلم يضيء حقيقة على المتاعب والصراعات الداخلية التي واجهت الكاتب تشارلي كوفمان، وخاصة حين يعاني الكاتب من حالة writers block المانعة للكتابة. كما أن به جانب خيالي وجزء رومانسي حين تبدأ المشاعر بالظهور بين كاتب السيناريو وكاتبة القصة الأساسية سوزان أورليان. يؤدي نيكولاس كيج دوران هما دور كاتب السيناريو وكذلك دور أخيه التوأم (دونالد كوفمان)، إلى جانب ميريل ستريب التي تؤدي دور الكاتبة سوزان أورليان. مدة الفيلم 115 دقيقة، وصدر عام 2002 ومن إخراج سبايك جونز.
Julie & Julia
فيلم دراما كوميدي مقتبس عن قصص حقيقية تعود إلى الطاهية جوليا تشايلد والطاهية جولي باول. وبصفتها الطاهية الأمريكية المحبوبة جوليا تشايلد، التي توصف بكونها "المرأة التي علمت أمريكا الطبخ"، تقدم ميريل ستريب أحد عروضها الأكثر جاذبية. إنه دور يتجاوز مجرد التقليد لشخصية ومحاولة نسخ اداءها على الشاشة. وأما الطاهية جولي باول فأدت دورها آمي أدامز. تدور أحداث الفيلم في أزمنة مختلفة تحكي قصة امرأتين مشغوفتان بالطهي، وتتشابك أحداث الفيلم وتتناقل بين الأمكنة والأزمنة عارضة أجزاء من حياة جوليا تشايلد وجولي باول ومسيرتهما في مجال فن الطبخ وتأليف كتب الطبخ ذات الوصفات الشهية. مدة الفيلم 123 دقيقة، وصدر عام 2009، ومن إخراج نورا إيفرون.
تعتبر ستريب رائدة في مجال التمثيل بما يمكن وصفه بأنها أنشأت مدرستها الخاصة التمثيلية أو بالأحرى منهجها الخاص في كيفية بناء الشخصية. وتجدر الإشارة إلى أن أدوار ستريب غيرت في بعض المفاهيم الاجتماعية ومنها على سبيل المثال النظرة إلى المرأة في سبعينيات القرن الماضي وتحديدًا في فيلم Kramer vs Kramer حيث كانت الحركة النسوية تتصاعد بقوة في الدول الغربية. وعن منهجها في التمثيل تقول ستريب "التمثيل لا يعني أن تكون شخصًا مختلفًا، بل إنها العملية التي أجد من خلالها التشابه مع ما يبدو مختلفًا بالنسبة لي، ثم أجد نفسي هناك"، وتضيف "مع أي دور يؤديه الممثل، هناك قدر معين من الذات بداخله. يجب أن تكون هذه الذاتية موجودة، وإلا فهو ليس تمثيلًا، إنه كذب".
المزيد من الأفلام
هذه لائحة إضافية بأدوار بديعة قدمتها ميريل ستريب يمكن الاطلاع عليها ومشاهدتها.
Postcards From the Edge (1990)
The Bridges of Madison Country (1995)
اقرأ/ي أيضًا: