07-يونيو-2016

مسلسل العراب

انتهى انتظار ملايين عشاق الدراما السورية لبدء الموسم الجديد مع بداية رمضان 2016، حاملًا معه أسئلة كثيرة وكبيرة، عن مصير واحد من أهم المشاريع الفنية والإبداعية العربية، خاصة بعد المسارات المختلفة التي اتخذها بعد الثورة. فكانت الأعمال التي لم تستطع الانفصال عن الواقع المتغير باستمرار للثورة السورية، وكانت الأعمال التي فضلت الذهاب بعيدًا عن الحدث. على أية حال كان الموسم الماضي محلًا لنقاشات طويلة لا مجال للخوض فيها، لكننا آثرنا أن نقدم لكم في هذا الموضع مجموعة من أهم أعمال الموسم الفائت مع بدء الموسم الجديد بكل إشكالياته ومتغيراته.


العرابّ: نادي الشرق

سيناريو رافي وهبي وإخراج حاتم علي، وبطولة جمال سليمان، باسم ياخور، ورافي وهبي، وباسل خياط، وأمل بوشوشة، ودانا مارديني، وآخرين. يقدم المسلسل المقتبس عن رواية ماريو بوزو المعروفة، وعن فيلم فرانسيس فورد كوبولا، تجربة جديدة للدراما العربية المقتبسة، التي قدمت في سياق محلي خاص. 

قدم العمل صورة عن الفساد، الذي لا يرتبط بعصابة مافيا فحسب، ولكن بعصابة من رجالات النظام السياسي نفسه، من خلال عائلة واحد من قيادات النظام، وعرض التطورات التي تطرأ على نفوذ العائلة بعد مجموعة من التغيرات الاقتصادية والسياسية على المجتمع السوري، تتكون عقدة العمل مع محاولة القيادات السياسية التقليدية، ومنها العائلة المرصودة، التأقلم مع التغيرات الجديدة. يقدم رافي وهبي واحدة من تجاربه الجديدة في توظيف أعمال عالمية معروفة، بعد مسلسل "سنعود بعد قليل" (2013)، وبعد مختارات مختلفة من مسلسل "بقعة ضوء". ومع أن العمل ليس الأول الذي يأخذ من الفيلم والرواية العالميين، حتى في الدراما السورية نفسها، إلا أنه استطاع بقدرة غير مسبوقة على وضع العمل في سياق جديد، وكأنه منفصل بشكل كامل عن العمل المقتبس منه. 

يذكر أن العمل كان على جزئين من بداية الشروع بإنتاجه، لكن طاقم العمل لم يستمر كما هو في الجزء الثاني الذي سيظهر على الشاشات في هذا الموسم، إذ حدث خلاف بين الكاتب وبين المنتجين، ما أحال العمل إلى نقاش واسع، ما زال مفتوحًا عن مصيره بعد انفصال رافي وهبي عنه. يذكر أيضًا أن من كتب الجزء الثاني من العمل هو السيناريست والروائي السوري خالد خليفة، ما جعل الاختيار يزيد هذه الأسئلة سؤالًا إضافيًا، عن إمكانية إنتاج جزء ثان متصل ومتسق مع الجزء الأول، من نص كاتب جديد.


بقعة ضوء: الجزء 11

للمخرج سيف الشيخ نجيب، ولمجموعة كتاب، وبطولة ديمة قندفلت، وأيمن رضا، ومحمد حداقي، وأندريه سكاف، وفادي صبيح، وفايز قزق، ووفاء موصلي، ووممثلين آخرين كثر. يعود واحد من أهم أعمال الكوميديا السياسية والاجتماعية السورية، للظهور في عامه الحادي عشر على التوالي. تميز هذا الجزء من المسلسل بتطرق معظم حلقاته للسجالات السياسية والاجتماعية المتعلقة بالأحداث في سوريا، من خلال نصوص قصيرة ومكثفة، تستند في معظمها على مفارقات كوميدية.

قسمت معظم حلقات المسلسل إلى قسمين، يكون القسم الأول مكونًا من نص طويل نسبيًا، يأخذ معظم مساحة ووقت الحلقة، وأحيانًا يأخذ هذا القسم جزأين، في العادة يعتمد هذا القسم على سرد الأحداث أو سرد قصة معينة، وينتهي بمفارقة كوميدية. أما الجزء الثاني من كل حلقة، الذي يطلق عليه القائمون على العمل اسم "وطن بدل ضائع"، فيعتمد بالأساس على الحوار، وهو حوار بين شخصيتين، يمثل أدوارهما دائما الفنانان محمد حداقي وأندريه سكاف. 

 


غدًا نلتقي

سيناريو وليد أبو الشامات، وإخراج رامي حنّا. ومن بطولة مكسيم خليل، وكاريس بشار، ومنى واصف، وعبد المنعم عمايري، وعبد الهادي الصباغ، ومحمد حداقي وآخرين. يأخذ المسلسل من يوميات مجموعة لاجئين سوريين في لبنان، مادته الأساسية، فيتتبع خساراتهم وتصوراتهم عنها، وآمالهم ومواقفهم من الحدث. فيروي قصة وردة، المرأة غسالة الموتى، التي تجيء من الهامش، فتعيش حب عمرها مع محمود الشخصية المعارضة للنظام، بينما يحبها أخو محمود، جابر الواقف مع النظام والموالي له. 

تتساوى كل هذه التناقضات في مكان واحد، ويلغي النزوح كل الفوارق بينها، فتجمع مدرسة اللاجئين في بيروت، بين المعارض والموالي، وبين السكير والمتدين، وبين المثقف والأميّ.

إنه جزء من الأعمال التي قدمت نموذجًا لفهم الأحداث الجارية في سوريا من خلال الناس أنفسهم، ومن خلال الضحايا الذين يتم نسيانهم في العادة أثناء النقاشات الكبرى. يروي المسلسل قصة الناس المتناقضين، حاملي الآراء المتعددة، العشاق، الأصدقاء والغرماء. يحسب للقائمين على العمل أنه استطاع تقديم نقاش سياسي كامل في غير ميادين السياسة، ومن خلال قصص ويوميات بعيدة عن هذا النقاش بمباشرته الفظة. فمن خلال نموذج غير مباشر وغير دائم، يتكئ أحيانًا على الكوميديا، وفي أحيان أخرى على حوارات جدية مكثفة، استطاعوا القفز عن مباشرة المقولة السياسية، من دون القفز عنها نفسها. 


بانتظار الياسمين

إخراج سمير حسن، وسيناريو أسامة كوكش، وبطولة غسان مسعود، وسلاف فواخرجي، وأيمن رضا، وصباح الجزائري، ومحمد حداقي وآخرين. واحد آخر من المسلسلات التي أخذت قضية اللاجئين السوريين موضوعها الرئيس، فرصد المجتمعات المتشكلة، والتي تتشكل يوميًا من المهجرين الذين لا يعرفون بعضهم، فيعرفهم النزوح. مكان العمل هو حديقة يجتمع فيها اللاجئون الهاربون من الحرب، أو المدمرة بيوتهم ولا أماكن غير الحديقة تأويهم. 

استطاع العمل أن يقدم من مكان ضيق ومحدود، ومؤقت، مجتمعًا كاملًا يقوّم قصته كلها. فيعتمد بالأساس على المشاكل اليومية التي يواجهها هؤلاء الناس، وعلى قصصهم المتخلقة باستمرار إثر وجودهم في هذا المكان. يقوم المسلسل الذي صور في دمشق على مجموعات من القصص القصيرة التي تحدث بين الناس سواء في الحديقة، أو في بيوت المدينة، وعلى حوارات ظلت على اتصال مع الحدث.


اقرأ/ي أيضًا:

وليد سيف.. 5 مسلسلات لا تفوّت

8 من أجمل الأفلام الأوروبية خلال الـ5 سنوات الأخيرة