15-مارس-2019

رواية فرج لـ رضوى عاشور (فيسبوك)

ألترا صوت - فريق التحرير

نختار لكم هنا مجموعة من الروايات، يغلب عليها الطابع النسائي، أو مكتوبة بأقلام نساء، لتكون بمثابة تحية للعالم الذي تصنعه النساء، ككاتبات أو كشخصيات في كتب.


1- الأم: روح تصنع الحياة

"الأم" رواية للكاتب الروسي مكسيم غوركي، صدرت عام 1907. تصوّر الرواية المجتمع الرأسمالي وقهره للإنسان، من خلال مأساة العامل ميخائيل فلاسوف الذي كان يتعاطى الخمور لينسى آلامه، ويصب جام غضبه على زوجته المسكينة بيلاجيا نيلوفنا الشخصية الرئيسية.

بيلاجيا التي لم تعرف في سنواتها الأربعين إلا العذاب والخوف كانت امرأة حساسة ومنفتحة. لم تحزن كثيرًا على موت زوجها ميخائيل نتيحة ظلمه لها، فأقبلت على حياتها الجديدة كأرملة في نوع من الرضا، لكنها تتفاجأ بأن ابنها يحذو حذوَ أبيه في شرب الخمر والقسوة عليها.

بعد وقت، يظهر تحول كبير على هذا الفتى، الذي يعتكف في غرفته ليقرأ الكتب، وينتقل من حالة القسوة إلى المسؤولية.

بإحساس الأم الفطري، رغم أنها لا تعرف القراءة والكتابة، تدرك بيلاجيا أن ابنها يسير في طريق خطير ويكرس نفسه لقضية كبيرة. تبدأ تستمع إلى الجلسات السرية التي يترأسها في البيت فتشعر بالفخر به رغم أنها لا تدرك شيئًا مما يقوله.

تتحول بيلاجيا إلى أمّ لجميع أصدقاء ابنها، وتفيض بحنانها عليهم، وتحاول أن تفهم ما يقولونه في تلك الاجتماعات، فتبدأ بتعلم القراءة بمساعدة أحدهم.

حين يعتقل الابن تتابع الأم مهمته في توزيع المنشورات، وقد تحولت من زوجة خائفة مسحوقة إلى روح ثورية قادرة على صنع الحياة.

2- الحفيدة الأمريكية: سؤال الوطن

"الحفيدة الأمريكية" رواية للكاتبة العراقية إنعام كجه كجي صدرت عام 2009.

بطلة الرواية هي الفتاة العراقية الأمريكية زينة بهنام التي تعود إلى العراق كمترجمة مع جيش الاحتلال الأمريكي.

العراق الذي غادرته زينة مراهقة لم يبق لها فيه إلا الجدة رحمة التي تجاوزت الثمانين. زينة الشابة السمراء التي أقسمت على الولاء لبلدها الجديد وحبه تلبس بدلته العسكرية وتركب طائرة الاحتلال، من أجل الحصول على مبلغ 186 ألف دولار، سيساعدها على مشاكلها العائلية مع الأم المريضة والأخ مدمن الكحول.

تعود زينة إلى العراق بلا أوهام عن الوطن، متحمسة للحرب ومشجعة عليها، ومصدقة كذبة الديمقراطية التي سوف يحصل عليها ذلك البلد الحزين، لكن اصطدامها بالواقع، ومشاهدتها حقيقة ما يفعله الجيش الأمريكي يجعل الألم يعتصر قلبها، فيمتزج الماضي بالحاضر. بعد معرفة الجدة بأن حفيدتها قادمة مع جيش الغزاة تقع الصدمة، فيكون على زينة أن تعيد نعريف كل شيء، بدءًا من نفسها إلى انتمائها.

"الحفيدة الأمريكية" تكتشف ذاتها من جديد، فتنسى حكاية الطاغية وفكرة الديمقراطية، وتتأكد من أنه لا يمكن أن يكون للإنسان سوى وطن واحد، هو مسقط رأسه وقلبه.

3- قواعد العشق الأربعون: ظلال شمس الدين التبريزي

إيلا روبنشتاين بطلة رواية "قواعد العشق الأربعون"، للكاتبة التركية إليف شافاق سنة 2009.

إيلا ربة منزل أربعينية، كان كل قرار تتخذه، خلال عشرين سنة، يحدّق من خلال منظار زواجها. تبدو حياتها مثالية، لكن انقلاباً كبيراً سيحدث من خلال عمل بسيط حصلت عليه كقارئة غير متفرغة لأعمال أدبية، وذلك عبر رواية بعنوان "الكفر الحلو" لمؤلف يدعى أ. عزيز زاهارا، حيث ستجد نفسها تعيش، من خلال أحداث الرواية المتعلقة بالعشق في صورته الأسمى، قصة حب عاصفة مع الكاتب.

بدأت الحكاية من خلال المراسلات على الإيميل وانتهت بلقائهما، ومن ثم موت الكاتب. هذه العاطفة غيرتها من امرأة باردة بلا قلب، إلى أنثى ذات روح تعرف العشق كلذة سامية تذوب فيها بكيانها كله، وذلك من خلال 40 قاعدة للحب الخالص على لسان الدرويش شمس التبريزي، رفيق جلال الدين الرومي، في أحداث الرواية ضمن الرواية.

تقول الكاتبة: "كأن هذا البيت لم يعد يخصها ولم يعد أكثر من غرفة في فندق، كما لو أنها زائرة هنا، في حين أن نفسها الحقيقية كانت تنتظر في مكان آخر".

4- فرج: حمامة في المعتقل

فرج شخصية غير متوقعة ترد في الفصل الأخير من الرواية التي تحمل الاسم ذاته للكاتبة المصرية الراحلة رضوى عاشور التي صدرت سنة 2008.

الرواية التي تحكي عن أجيال من المعتقلين السياسيين في مصر والجزائر وأوروبا، تركز على سرد ندى عبد القادر لحكاية سجن أبيها في عهد عبد الناصر، وحكاية سجنها في عهد أنور السادات، إلى جانب زميلاتها وزملائها في الجامعة، ومن ثم تتطرّق إلى سجن أخيها الصغير في عهد مبارك.

فرج فرخ الحمام يقود القدر إلى السجن. استمد فرج الدفء والأمان من المساجين الذين استمدوا منه الشيء نفسه. وجدوه مصاباً في جناحيه، فراحوا يطببونه ويصنعون له من بقايا أرغفة الخبز طعامًا له. استأنسوا به واستأنس بهم، خفف وحشة السجن. اشتد عود فرج وحلّق عالياً كي يعود مع شريكته من جديد ليؤنس وحدة المساجين الذين أُفرج عنهم بعد فترة.

فرج رمز الفرح الذي أزال عتمة السجن، ورسول البشارة والحرية. تقول الكاتبة: "شبه عار إلا من الزغب. ريشه جديد وقليل، فقط على ظهره. يرتجف. ساقه مثنية ورأسه يسقط على صدره. قلبه ينبض، ينبض بشدة. جنبه متورم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

5 من أبرز الروايات النسائية العربية

4 روايات مترجمة عن الإيطالية