13-يناير-2017

الصورة التي نشرتها هدير مكاوي على السوشيال ميديا (فيسبوك)

من هي هدير مكاوي؟، كيف أصبحت خلال ساعات إحدى نجمات مواقع التواصل؟، لماذا استفزّت جميع المتابعين في مصر؟ هل هي فعلًا  أول Single Mother؟. أسئلة بلا إجابات، قدَّمتها أزمة طفل مجهول النسب، رفض والده الاعتراف به فانقلبت من أزمة نسب إلى قضية رأي عام حركت مواقع التواصل الاجتماعي، وناشطات حقوق المرأة.

تصطدم هدير مكاوي مع عدّة ثوابت لدى المصريين، الأول ذكوريتهم المتطرِّفة، التي تجعل منها عبرة إذا أرادت الخروج عن السياق الاجتماعي

هدير، التي كان يتابع حسابها خمسة آلاف فقط، قرَّرت أن تنشر صورتها بصحبة طفلها على فيسبوك مع كلمة مختصرة تفيد أنها أم لطفل بلا أب قررت أن تحتفظ به، ولا تجهض عملية ولادته، ولا تسقطه كي تتخلّص من الفضيحة.. حافظت عليه في رحمها رغم ضغوط الأهل، والأب، والأقارب، وأسمته آدم ثم.. كشفت القضية للجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. وصوَّبت سهامها تجاه الأب، وفضلت أن "تبدأ لعبة جديدة على المكشوف".

اقرأ/ي أيضًا: الزواج في مصر بعد تعويم الجنيه.. معجزة!

صيغة الخطاب العاطفي الذي صاحب صورة هدير كانت غامضة ومبهمة فاتهمتها شريحة واسعة من المتابعين أنها "أنجبت ابن زنا لا بدّ أن تتحمل وزره وحدها". قبل أن تعلق هدير على صفحتها الشخصية: "أوضح لكم إني رافعة قضية جواز وإثبات نسب على محمود مصطفى فهيم برغوت. آدم ابن علاقة شرعية بورق جواز ومعرفة المقربين مننا وبعض من الأهل لي وله، والبلد الذي تم فيه الزواج كان كله على علم بأني زوجته، وتنصله من الحمل والولد هي خناقتي اللي ممكن تكون طويلة جدًا".

هناك رواية أخرى صاغها من ادّعوا أنهم من المقربين إلى هدير، وهي أنها هربت من أبويها، واختارت الزواج عرفيًا من علي محمود مصطفى، وحين ماطل في الموافقة على الإنجاب، وألحّ في طلب إجهاض الطفل بناء على اتفاق بينهما على تأجيل الإنجاب، رفضت، وعادت للاحتماء بأهلها، وحرَّكت قضية إثبات نسب لضمان حقوق آدم.

اقرأ/ي أيضًا:عودة "كشف العذرية" إلى مصر: الطالبات في المصيدة!

تصطدم هدير مع عدّة ثوابت لدى المصريين، الأول ذكوريتهم المتطرِّفة، التي تجعل منها عبرة إذا أرادت الخروج عن السياق الاجتماعي، الذي يعتبر الأوراق الرسمية الموثّقة والفرح والمأذون شروطًا لا يجوز الزواج بغيرها، لتتحوَّل إلى مومس وعاهرة في نظر الجميع.. وكما جرى.. يطالبون برجمها.

يتهم جزء من المصريين هدير مكاوي أنها كانت تبحث عن الشهرة على السوشيال ميديا وقد كان من الممكن أن تلتجئ إلى طرق قانونية

هنا يظهر الثابت الثاني، الذي يحتجب خلفه عدد كبير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي عن دعمها، وإعلان التعاطف معها بسببه، إنها، من وجهة نظرهم، "زانية" أنجبت طفلًا من علاقة غير شرعية.

الثابت الثالث، الذي تعدّت هدير عليه، ما اعتبره المتابعون فضيحة للطفل، الذي ستلاحقه حتى نهاية حياته، "جريمة" لم يكن طرفًا بها. ستمرّ الأيام بأبويه بينما سيظل هو "ابن حرام" في نظر من عرفوا القصة، ورجّح أصحاب وجهة النظر تلك حلًا  بديلًا  كان لا بد أن تسلكه الأم، وهو طريق المحاكم حتى تأخذ حقها بالقانون، وتثبت نسب طفلها في سرية تامة.. حيث أنه، في الغالب، تكسب الأم المعركة القضائية بعد تحليل "DNA" كما جرى في قضية الفنانة زينة مع طليقها أحمد عز، وهند الحناوي مع طليقها الممثل أحمد الفيشاوي.

الثابت الرابع يتلخَّص في حبل المشنقة، المعلّق أمامها من قطاعات واسعة، باعتبارها باحثة عن الشهرة (خاصة بعدما ارتفع عدد متابعيها في ساعات إلى خمسين ألف)، فهي ليست مطالبة، فقط، بمراعاة طفلها حتى تثبت نسبه إلى والده، والدفاع عن قضيتها حتى النهاية، إنما إثبات أنها حين نشرت القضية على الانترنت على حسابات صديقاتها، طالبة الدعاء والتعاطف والإعجاب وعلى حسابها الرسمي، لم تكن تبحث عن الشهرة.. إنما باحثة عن حق ابنها في أن يحمل اسم أبيه، وتستغلّ مجموعة طرق للضغط.. من بينها "السوشيال ميديا".

اقرأ/ي أيضًا:

زواج الواحات.. طقوس مصر الشعبية

العروس المصرية تتنازل عن "الشبكة"؟