لليوم الـ300 على التوالي، تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وسط مخاوف من اندلاع صراع شامل في المنطقة عقب اغتيال "إسرائيل" رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران؛ والقائد العسكري في "حزب الله"، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتسود حالة من القلق والترقب في المنطقة بانتظار رد إيران و"حزب الله" على عمليتي الاغتيال. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد نقلت، أمس الأربعاء، عن 3 مسؤولين إيرانيين، قولهم إن المرشد الأعلى، علي خامنئي، أمر بتوجيه ضربة مباشرة لـ"إسرائيل" ردًا على اغتيال هنية.
وذكرت الصحيفة أن خامنئي أصدر الأمر في اجتماع طارئ عقده المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني صباح أنس الأربعاء، بعد وقت قصير من إعلان اغتيال إسماعيل هنية. وأشارت إلى أنه من بين الخيارات التي تدرسها طهران للرد على تل أبيب هجوم مركّب ومنسق، من إيران وجبهات أخرى، بالمسيّرات والصواريخ على قواعد عسكرية في حيفا وتل أبيب وغيرهما.
تزداد المخاوف من احتمال اندلاع صراع شامل في المنطقة عقب اغتيال "إسرائيل" لفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وإسماعيل هنية في طهران
من جهتها، أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلًا عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أن الولايات المتحدة حشدت 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر.
في المقابل، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن "إسرائيل" أبلغت لبنان وإيران، من خلال قنوات دبلوماسية، أنها مستعدة لحرب شاملة، مضيفةً أن المؤسسة الأمنية في "إسرائيل" تستعد لمجموعة من الردود المحتملة.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الضربتين في كل من بيروت وطهران "تشكلان تصعيدًا خطيرًا"، بحسب ما أعلنه المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك.
وقال دوجاريك للصحفيين، أمس الأربعاء، إن الأمين العام للأمم المتحدة يعتبر: "أن الهجمات التي رأيناها في جنوب بيروت وطهران تشكل تصعيدًا خطيرًا في وقت ينبغي أن تفضي كل الجهود إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، مع زيادة كبيرة في المساعدة الإنسانية للفلسطينيين في غزة وعودة الهدوء إلى لبنان وعلى الخط الأزرق".
وكانت قطر ومصر، اللتان تشاركان في جهود الوساطة بين "إسرائيل" وحركة "حماس" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قد قالتا، أمس الأربعاء، إن اغتيال إسماعيل هنية قد يعرض جهود التوصل إلى هدنة وصفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين في غزة للخطر.
العدوان مستمر وأعداد الضحايا في ازدياد
وتعرضت مناطق متفرقة من قطاع غزة، في اليوم الـ300 من العدوان، لقصف جوي ومدفعي عنيف تزامنًا مع أنباء عن توغل جزئي لقوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب غرب مدينة غزة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن مدفعية الاحتلال استهدفت جنوب غزة وسط تقدم جزئي لآلياته التي أطلقت نيرانها تجاه منازل المدنيين جنوب غرب المدينة. وقالت أخرى إن آليات الاحتلال تقدمت، جزئيًا، على شارع الرشيد غرب المدينة.
وسُمعت ليل الأربعاء - الخميس، أصوات انفجارات في محيط أنصار والميناء غرب مدينة غزة. بينما قصفت المدفعية حي الزيتون جنوب شرق المدينة، وأُصيب عدة أشخاص جراء قصف منزل في حي التفاح.
واستشهد 8 أشخاص، وأُصيب العشرات، إثر قصف قوات الاحتلال مركبة في محيط مدخل مخيم المغازي وسط قطاع غزة. وارتقى 3 شهداء، وأُصيب 4 أشخاص، جراء قصف قوات الاحتلال منزلًا لعائلة "سعد" شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقصفت مدفعية الاحتلال وآلياته مخيمي البريج والمغازي، تزامنًا مع شن طائراته الحربية عدة غارات على مخيم النصيرات، وذلك في وقت تعرضت فيه المنطقة الشمالية الشرقية من مدينة خانيونس، جنوب القطاع، لقصف مدفعي عنيف.
وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى نهاية تموز/يوليو الفائت، إلى 39.445 شهيدًا و91.073 مصابًا، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
وقالت الوزارة، أمس الأربعاء، إنه وصل إلى مستشفيات غزة 45 شهيدًا و77 مصابًا خلال الـ24 ساعة الأخيرة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع. كما لفتت إلى أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الأربعاء، ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين بغزة إلى 165 شهيدًا بعد ارتقاء مراسل قناة "الجزيرة" في مدينة غزة، إسماعيل الغول، والمصور الصحفي رامي الريفي؛ إثر استهدافهما من قِبل مسيّرة إسرائيلية، بشكل متعمد، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
المقاومة تواصل ضرب قوات الاحتلال في غزة
ميدانيًا، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية عملياتها النوعية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في مختلف محاور القتال في قطاع غزة.
وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أمس الأربعاء، استهداف دبابة "ميركافا" إسرائيلية وجرافة "D9" عسكرية بقذيفتي "الياسين 105"، وذلك في عملية مركبة بمنطقة الشوكة شرق مدينة رفح.
وقالت الكتائب، في بلاغ عبر "تلغرام"، إنها استهدفت قوات النجدة فور وصولها إلى مكان العملية، حيث دمرت ناقلة جند وجرافتين من نوع "D9" بقذائف "الياسين 105".
واشتبك مقاتلو "القسام" و"سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، مع قوة إسرائيلية في مخيم الشابورة بمدينة رفح، والإجهاز على أحد أفرادها من مسافة صفر، إضافةً إلى استهداف دبابة صهيونية من نوع "ميركافا 4" بقذيفة "الياسين 105" وقصف محيط مكان العملية بقذائف الهاون.
