10-أبريل-2018

المدرب يورغن كلوب (Getty)

في تشرين الأول/أكتوبر 2015 وقّع المدرب الألماني يورغن كلوب عقدًا لمدة ثلاث سنوات لتدريب فريق ليفربول الإنجليزي، خلفًا للاسكتلندي برنارد روجرز الذي أقاله الفريق بسبب سوء النتائج. علمًا أن كلوب كان قد أعلن في نيسان/أبريل 2015 أن موسم 2014 / 2015 هو الأخير له مع فريق بوروسيا دورتموند، لينهي بذلك تجربته مع الفريق، والتي بدأها في العام 2008.  واستطاع خلالها إعادة الفريق إلى موقعه في مقدمة الفرق الألمانية، وأعاد لأذهان عشاق الفريق أمجاد الماضي، وقد توّج مسيرته مع النادي بالتتويج بلقب الدوري، الغائب عن خزائنهم منذ فترة طويلة، موسمي 2011 و2012 كما وصل الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2013 في ويمبلي وخسره بصعوبة أمام بايرن ميونيخ 2-1.

في موسمه الثاني فشل يورغن كلوب في تحقيق أية بطولة رفقة ليفربول، كما عانى الفريق من النتائج المتأرجحة

مسيرة كلوب المظفرة مع دورتموند، التي وإن شابتها بعض الشوائب في السنتين الأخيرتين بسبب تباين وجهات النظر بينه وبين إدارة النادي، الأمر الذي أثر سلبًا على النتائج، جعلت منه واحدًا من أهم المدربين في أوروبا، كما دفعت العديد من كبرى الأندية إلى محاولة التعاقد معه.

اقرأ/ي أيضًا: لبنانيات يخضن تجربة تحكيم مباريات كرة قدم.. صافرة للحرية في الملعب وخارجه!

يتميّز أسلوب المدرب الشاب باعتماد اللعب المباشر والكرة الهجومية، والتمريرات السريعة والعمل على الوصول إلى مرمى الخصم بأسرع وقت ممكن. لكن أكثر ما يميَز المدرب كان الروح القتالية التي يبثها في لاعبيه، وقدرته العالية على تحفيز واستثارة لاعبيه لإخراج الأفضل منهم، كما أن ردات فعله على خط الملعب واحتفاله بالأهداف تزيد من حماسة اللاعبين والجماهير.

المقومات الموجودة لدى يورغن كلوب كانت هي ما يحتاجه ليفربول، خاصةً وأن هناك تشابهًا بين ليفربول وبروسيا دورتموند لناحية القاعدة الجماهيرية الكبيرة المعروفة بإخلاصها، والحاجة إلى العودة إلى المجد مرة أخرى.

استلم يورغن كلوب الفريق بعد انطلاقة الموسم، وبالتالي لم يتسنَ له المشاركة صيفًا في اختيار اللاعبين المناسبين لطريقة لعبه، فكان عليه أن يتعامل مع المجموعة الموجودة ودفعها وتحفيزها لتقديم أفضل ما عندها. في الفترة الأولى استطاع الفريق تحقيق انتصارات كبيرة على مانشستر سيتي وعلى تشيلسي، كما استطاع كلوب الوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي الذي خسره بصعوبة أمام أشبيليه، بعدما أزاح فرقًا عريقة في طريقة، أبرزها فريقه السابق دورتموند في ربع النهائي، والغريم الأزلي مانشستر يونايتيد في نصف النهائي.

في موسمه الثاني فشل يورغن كلوب في تحقيق أية بطولة رفقة ليفربول، كما عانى الفريق من النتائج المتأرجحة، حيث كان يهزم فرق المقدمة، وبنتائج كبيرة أحيانًا، ويهدر النقاط السهلة أمام فرق وسط وأسفل الترتيب، نجح كلوب في خطف المركز الرابع من أرسنال في الجولة الأخيرة من الدوري، ما أتاح للفريق المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي.

اقرأ/ي أيضًا: من هو السبّاح المعجزة الذي حطّم الأرقام القياسية في عمر الـ 99؟

قبل انطلاقة الموسم الحالي، وخلال نافذة الانتقالات الصيفية، فعل برشلونة المستحيل للتعاقد مع نجم الفريق البرازيلي فيليبي كوتينيو، لكن كلوب اتخذ موقفًا حاسمًا وجزم بأن اللاعب لن يخرج من الفريق في الميركاتو الصيفي. وقفت إدارة وجماهير ليفربول خلف المدرب وقراره، وبدا واضحًا أن الموضوع تخطى الجانب الفني البحت، بل هو مؤشر على عودة ليفربول إلى أندية القمة التي لا تنهار أمام الإغراءات المالية، وأن النادي ليس محطة للنجوم ينتقلون من خلالها إلى فرق "أكبر".

يحتل ليفربول المركز الثالث حاليًا على سلم ترتيب الدوري. مستوى الفريق في تصاعد، وإن كان تصاعدًا بطيئًا

رضخ ليفربول للأمر الواقع في الميركاتو التالي واستغنى عن كوتينيو، إلا أن كلوب، والذي كان يعلم أن البرازيلي سيخرج من النادي عاجلًا، كان قد نجح في بناء فريق قوي يقدم كرة قدم هجومية ساحرة يقودها ثلاثي مرعب، المصري محمد صلاح مفاجأة الموسم والذي يقدم مستويات خيالية منذ انطلاقة الموسم جعلته يتربع على عرش الهدافين، كما جعلته مرشحًا فوق العادة للظفر بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، ليكرر إنجاز العربي الآخر رياض محرز الذي أحرز الجائزة قبل سنتين. كما يضم خط الهجوم السنغالي ساديو ماني الذي استقدمه كلوب الموسم الماضي وأثبت مع الوقت أنه واحدة من أفضل صفقات الفريق في السنوات الأخيرة، إضافة الى المهاجم البرازيلي فيرمينو الذي يقدم أدوارًا تكتيكية ممتازة ويتفاهم بشكل كبير مع زملائه.

يحتل ليفربول المركز الثالث حاليًا على سلم ترتيب الدوري. مستوى الفريق في تصاعد، وإن كان تصاعدًا بطيئًا. جماهير الفريق راضية إلى حد كبير عن الأداء تحت إمرة كلوب. كما أنها تعلم أن الفريق لا يمتلك الإمكانيات المادية والقدرة على الصرف في سوق الانتقالات، كتشيلسي وفريقي مدينتي مانشستر مثلًا، وبالتالي فهم يتحلون بالصبر ويؤمنون بأن الفريق الذي يبنيه كلوب اليوم قادر في المستقبل القريب على استعادة شيء من بريق الماضي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصة كأس العالم 1970..25 معلومة غريبة (6-6)

10 أهداف "دبل كيك" تنافس تسديدة رونالدو على لقب الأجمل في التاريخ