07-أبريل-2019

قد يصبح الممثل الأوكراني فلودومير زيلينسكي رئيسًا للبلاد (Getty)

لدى الحديث عن رجال السياسة من رؤساء ووزراء وحكّام، تتراءى أمامنا الصورة النمطية عن المسارات التي سلكتها حيواتهم للوصول إلى ما هم عليه: انخراط  في العمل السياسي والحزبي منذ الصغر، دراسة العلوم السياسية  أو الحقوق أو الاقتصاد، التدرج  في المهام والمناصب الحزبية وصولًا نحو المناصب العليا. إذ يختار الكثير من الناشئة التوجه نحو عالم السياسة، حيث يجذبهم العمل في الشأن العام، مع ما يترتب عليه من شهرة وسلطة.

لعب زيلينسكي في العام 2015 دور رئيس الجمهورية في المسلسل الشهير "خادم الشعب". ويبدو أن الفكرة راقت لفلاديمير فقرر أن يحول التمثيل إلى حقيقة

ومع ذلك فقد وصل البعض إلى مراتب سياسية عبر سلك طرق مختلفة، وحصل على المال أو على الشهرة، وأتى انخراطه في العمل السياسي كنتيجة لنجاحه في المجالات الأخرى. ويبرز هنا بشكل خاص في عالميْ الرياضة والفن، حيث تبوّأ الكثير من رجالات الرياضة والفن مناصب سياسية عديدة. فيما لم يتوان بعض الفنانين والرياضيين عن إظهار وجهات نظرهم السياسية، وإعلان دعمهم أو انحيازهم لبعض القضايا، كما هي الحال مع الفنانين المصريين المعارضين خالد أبو النجا وعمرو واكد، الذين ينتقدان علانية تجاوزات النظام المصري، أو مع بعض لاعبي فريق برشلونة الذين ينحازون تمامًا لمطلب كاتالونيا بالانفصال عن إسبانيا.

جوليا سالازار.. شباب الهامش في مركز السياسة الأمريكية

جورج وياه: الجمع بين الكرة الذهبية ورئاسة الجمهورية

لم يتمكن أي لاعب أفريقي من الظفر بجائزة الكرة الذهبية، باستثناء مهاجم ليبيريا ونادي ميلان الإيطالي جورج وياه في العام 1995. ويعتبر جورج وياه واحدًا من أفضل اللاعبين في تاريخ القارة السمراء، وأحد أهم المهاجمين في أوروبا في حقبة التسعينات. امتلك جورج وياه مكانة عالية في أوروبا، وتميز أيضًا باتساع ثقافته وبراعته في الكلام، واشتهر بأعماله الخيرية وتشجيعه للأكاديميات الكروية التي ترعى الأطفال وتنمي مواهبهم في البلاد الفقيرة وخاصة في أفريقيا. وقد اختارت الأمم المتحدة وياه ليكون سفيرًا لها في العديد من المجالات الإنسانية.

اعتزل جورج وياه اللعب في العام 2003، وبدلًا من دخول عالم التدريب كما يفعل اللاعبون عادة، توجّه وياه نحو عالم السياسة، وقد ترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2005، وخسرها أمام منافسه ألين جونسون سيريليف، قبل أن يترشح ثانسة في العام 2017، وينجح في الوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية. مع العلم أن وياه هو ليس أول رئيس أفريقي كان لاعب كرة قدم محترفًا، فالرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بيلا، كان لاعبًا في صفوف مارسيليا الفرنسي في أربعينات القرن الماضي، قبل أن يترك كرة القدم وينضم لصفوف الثورة الجزائرية.

أرنولد شوارزينيغر: نجم هوليوود يحكم كاليفورنيا

في ثمانينات القرن الماضي، كان الممثل الأمريكي الألماني الأصل أرنولد شوارزينيغر وبطل أفلام الأكشن الشهير، المثل الأعلى لآلاف المراهقين حول العالم الذين قلدوا حركاته، وترك بصمة كبيرة في عالم السينما، وبات اسم "أرنولد" رمزًا للقوة والشجاعة.

خلف القوة الجسمانية والعضلات المفتولة، والرشاقة والبراعة في تأدية المشاهد الجريئة، كان أرنولد يخبّئ ثقافة واسعة واطلاعَا كبيرًا على الشأن العام، ولم يتوان عن إطلاق المواقف السياسية.

اقرأ/ي أيضًا: بيرني ساندرز في مواجهة الفصل العنصري.. سيرة غير مروية لمناضل أتقن التواضع

في العام 2003 ترشّح أرنولد شوارزيغر لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، ونجح في الفوز في الدورة الثانية بعدما حصد نصف الأصوات تقريبًا. وأعيد انتخابه مرة أخرى في العام 2006، وقد حصل تقريبًا على مليون صوت أكثر من الانتخابات السابقة.  

فلاديمير زيلنسكي: هل يتحول التمثيل إلى حقيقة؟

ولد الممثل والمخرج الأوكراني فلادمير زيلينسكي في العام 1978، وترك بصمة كبيرة في عالم السينما، وخاصة من خلال فيلم كفارتال 95 الذي كتبه وأخرجه وقام ببطولته بنفسه. وقد لعب زيلينسكي في العام 2015 دور رئيس الجمهورية في المسلسل الشهير "خادم الشعب". ويبدو أن الفكرة راقت لفلاديمير فقرر أن يحول التمثيل إلى حقيقة، فانخرط في العمل السياسي مستفيدًا من شهرته وثقافته.

تبوّأ الكثير من رجالات الرياضة والفن مناصب سياسية عديدة. فيما لم يتوان بعض الفنانين والرياضيين عن إظهار وجهات نظرهم السياسية، وإعلان دعمهم أو انحيازهم لبعض القضايا

أعلن زيلينسكي ترشحه للانتخابات الرئاسية الأوكرانية في العام 2019، ونجح في الدورة الأولى من الانتخابات، والتي أجريت في مارس/آذار الماضي، في حصد 31% من أصوات الناخبين، ويستعد لخوض المرحلة الثانية من الانتخابات التي ستجرى خلال الشهر الحالي، وتبدو فرصه كبيرة في الوصول إلى كرسي الرئاسة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نساء ملونات وسكان أصليون في الكونغرس.. هل تغير مزاج الناخب الأمريكي؟

هالة الانتخابات الأمريكية