11-يناير-2025
مناخ

عام 2024 هو الأكثر سخونة (جيتي)

 

أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريرًا يفيد بأن عام 2024 سجل أعلى درجات حرارة على سطح الأرض والمحيطات في التاريخ الحديث. ووفقًا للتقرير، تم تسجيل درجة حرارة سطح الأرض أعلى بنحو 1.55 درجة مئوية من المتوسط المسجل، قبل الثورة الصناعية (1760ـ 1840)، مما يجعل عام 2024 الأكثر سخونة منذ بدء التسجيلات.

التقرير الذي تم نشره يوم الجمعة 10 يناير/كانون الثاني 2025، استند إلى بيانات من ست مؤسسات دولية، وأشار إلى أن عامي 2014 و2015 كانا من بين "أكثر 10 سنوات حرارة" على الإطلاق. هذا، وقد شهد عام 2024 درجات حرارة استثنائية، مما يبرز التحديات المناخية المتزايدة التي يواجهها كوكب الأرض.

 عام 2024 سجل أعلى درجات حرارة على سطح الأرض والمحيطات في التاريخ الحديث، وتم تسجيل درجة حرارة سطح الأرض أعلى بنحو 1.55 درجة مئوية من المتوسط المسجل

وبالرغم من هذه الأرقام القياسية، أكد التقرير أن هدف اتفاقية باريس للمناخ، الذي ينص على الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، لا يزال قائمًا لكنه مهدد بشكل خطير.

وبيّنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تقريرًا مفصلًا حول "حالة المناخ العالمي لعام 2024" سيصدر في آذار/مارس 2025، ويتضمن جميع المؤشرات الرئيسية لتغيّر المناخ مثل انبعاثات الغازات الدفيئة، ودرجات الحرارة السطحية، وحرارة المحيطات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتراجع الأنهار الجليدية.

 

مناخ
معدل الارتفاع السنوي لدرجات الحرارة

 

من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تعليق له على التقرير، أن الاحتباس الحراري أصبح حقيقة لا يمكن إنكارها. وأضاف أن تسجيل درجات حرارة تتجاوز متوسط ما قبل الثورة الصناعية بـ1.5 درجة مئوية في بعض السنوات يعكس ضرورة اتخاذ إجراءات مناخية أكثر جدية.

ودعا غوتيريش القادة العالميين إلى التحرك الفوري في عام 2025 للحد من تداعيات هذه الظاهرة، مؤكدًا أنه رغم أن الوقت لا يزال كافيًا لتجنب أسوأ السيناريوهات المناخية، إلا أن الإجراءات الفورية حاسمة.

فيما أضافت سيليستي ساولو، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن العالم يشهد فترة تاريخية من درجات الحرارة القياسية، مشيرة في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للأمم المتحدة أن هذه الظاهرة ترافقها أحداث مناخية شديدة مثل العواصف المدمرّة، ارتفاع مستويات البحار، وذوبان الجليد، مدفوعة بمستويات غير مسبوقة من انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية.

كما حذر مدير وكالة ناسا الفضائية، بيل نيلسون، من أن هذا التحطيم الجديد للرقم القياسي يعد تذكيرًا بأهمية فهم التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض، مشيرًا إلى أن الحرائق في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، تعد واحدة من الآثار الواضحة لهذا الاحترار المتسارع.

وقدر العلماء في ناسا أن درجة حرارة الأرض في عام 2024 ستكون أعلى بنحو 2.65 درجة فهرنهايت (1.47 درجة مئوية) مقارنةً بمتوسط منتصف القرن التاسع عشر (1850-1900). وبيّنت "ناسا" أن أكثر من نصف أشهر عام 2024 شهدت درجات حرارة أعلى من المعدل بأكثر من 1.5 درجة مئوية، مما يثير القلق بشأن استدامة الأهداف المناخية العالمية.

جافين شميت، مدير معهد جودارد للدراسات الفضائية التابع لناسا، أكد أن الأرض أصبحت في منتصف الطريق للوصول إلى درجات حرارة أعلى، مشابهة لتلك التي كانت في فترة "البليوسين" منذ حوالي ثلاثة ملايين عام. هذه الفترة كانت تتميز بارتفاع مستويات سطح البحر بمقدار عدة أقدام مقارنة بالوضع الحالي.

 عزت "ناسا" هذا الاتجاه الاستثنائي للحرارة إلى الزيادة الكبيرة في انبعاثات الغازات الدفيئة، خاصةً ثاني أكسيد الكربون والميثان

وعزت "ناسا" هذا الاتجاه الاستثنائي للحرارة إلى الزيادة الكبيرة في انبعاثات الغازات الدفيئة، خاصةً ثاني أكسيد الكربون والميثان. ووفقًا لتحليلها، فقد شهدت الأرض زيادات غير مسبوقة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال عامي 2022 و2023. واليوم، يبلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي حوالي 420 جزءًا في المليون، وهو ما يعادل ضعف المستوى المسجل في القرن الثامن عشر.

وحسب "ناسا، فعلى الرغم من تأثير "ظاهرة النينيو" التي ساعدت في رفع درجات الحرارة في عام 2023، إلا أن الارتفاع في الحرارة استمر في 2024، مما تجاوز التوقعات رغم تراجع هذه الظاهرة. ويعمل الباحثون على دراسة العوامل المؤثرة الأخرى، مثل ثوران بركان تونجا في يناير 2022 والتغيرات في مستويات التلوث.

ومن خلال تحليل بيانات درجة حرارة الهواء السطحي ودرجة حرارة سطح البحر من محطات الأرصاد الجوية والأدوات البحرية، أكدت وكالة ناسا أن التغيرات المناخية أصبحت واضحة بشكل متزايد على مستوى محلي، مما يتيح للمجتمعات التأقلم مع الظروف المناخية المتغيرة.