02-يونيو-2022
مصر والسنغال

"Getty"

كانت سنة 2022 عصيبة على المصريين، تفاصيل صغيرة حوّلت أحلامهم الكرويّة إلى كوابيس، كانوا قاب قوسين أو أدنى من جعل هذا العام الأفضل في تاريخ الرياضة المصرية، لكنّ سوء الطالع جعلها سنة سوداء لكرة القدم المصرية، على صعيد الأندية والمنتخب ونجمها الأوّل محمد صلاح.

سنة 2022 كانت قاسية على مصر ومحمد صلاح، فكاد هذا العام أن يكون الأفضل في تاريخ الكرة المصرية، لكنّ تفاصيل صغيرة حوّلت الأحلام إلى كوابيس

قبيل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها الكاميرون مطلع العالم الحالي، كانت جماهير الكرة المصرية تمنّي النفس بحصول منتخبها الوطني على اللقب الثامن في البطولة، وتعزيز الرقم القياسي كأكثر منتخبات القارة تتويجًا بالكأس، في ظل تواجد نجم المنتخب وأحد أفضل لاعبي العالم محمد صلاح، بالإضافة إلى عدد من لاعبي الأهلي حاملي لقب دوري أبطال إفريقيا يومها، ونجوم محليين ومحترفين في الدوريات الاوروبية في تشكيلة المدرب البرتغالي كيروش، وبالتالي فإن الفرصة كانت سانحة لكسر النحس الذي لازم المنتخب في البطولات السابقة، من بينها خسارة نهائي نسخة 2017 أمام الكاميرون في الغابون. مع الإشارة إلى أن مصر أحرزت البطولة للمرة الأخير في بطولة 2010، وأصبحت يومها أول منتخب يحقق اللقب لثلاث دورات على التوالي.

مصر والسنغال

بالإضافة إلى الطموح الأفريقي، أمِل المصريون أن ينجح منتخبهم في التأهل إلى مونديال قطر 2022، وتكرار إنجاز بلوغ مونديال روسيا قبل أربع سنوات، بعد انقطاع دام 28 سنة عن العرس الكروي العالمي، وهو تأهل يدينون به إلى نجمهم محمد صلاح الذي سجّل هدف الفوز في المباراة الحاسمة ضد الكونغو.

مصر والسنغال

بالتزامن، نجح محمد صلاح في تسجيل بداية موسم ممتازة مع ليفربول، قادته إلى تصدّر لائحة الهدافين وصانعي الأهداف منذ الجولات الأولى، وبرز اسم الفرعون كمرشح فوق العادة للظفر بجائزة الكرة الذهبية للعام 2022، مع خروج تصريحات من نجوم سابقين ومدربين ومحللين خلال الخريف والشتاء الماضيين، ترى أن محمد صلاح وصل إلى القمة، وتعتبره اللاعب الأفضل في العالم.

الركلات الترجيحية تعاند المصريين مرتين ضد السنغال

أزاح المصريون منتخبات عريقة في طريقهم لبلوغ نهائي كأس الأمم الإفريقية، فأقصوا ساحل العاج في ثمن النهائي، ثم هزموا المغرب في نهائي مبكر بنتيجة 2-1 بفضل تألق صلاح بشكل خاص، قبل أن يزيحوا الكاميرون المضيفة من نصف النهائي، ليجدوا السنغال بانتظارهم في النهائي، في مباراة توجهت أنظار متابعيها إلى المواجهة الخاصة بين صلاح وصديقه اللدود ساديو ماني. انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، ولعب المصريون الركلات الترجيحية للمرة الثالثة في البطولة، لكن الحظ عاكسهم هذه المرة وخسروا المباراة، ليتوّج أسود التيرانجا باللقب للمرة الأولى بتاريخهم.

مصر والسنغال

حصلت مصر على فرصة للانتقام من السنغال بعدها بفترة قصيرة، إذ تواجه الفريقان ضمن المرحلة النهائية من تصفيات مونديال قطر، وبعد لقاءين مثيرين في الذهاب والإياب، احتكم الفريقان مرة أخرى للركلات الترجيحية، وخسر المصريون مجددًا وخسر صلاح الذي أهدر الركلة الأولى بطريقة غريبة، أمام ماني للمرة الثانية خلال فترة وجيزة، ليبلغ الأخير مع بلاده نهائيات المونديال، بالرغم من اعتراضات الاتحاد المصري على استخدام الجماهير السنغالية لأشعة الليزر في وجه اللاعبين المصريين.

موسم محمد صلاح.. نهاية مخيبة رغم البداية الواعدة

الخيبتان الكبيرتان التي تعرّض لهما المنتخب المصري أمام السنغال، كانت لهما آثار سيئة على الجمهور المصري الكبير الذي يعشق كرة القدم، لكن الخاسر الأكبر كان محمد صلاح الذي فشل في تحقيق أول ألقابه مع المنتخب الوطني، بالإضافة إلى غيابه عن مونديال قطر.

صلاح

بعد العودة من كأس إفريقيا، تراجع مستوى صلاح بشكل ملموس. إحدى الإحصائيات أظهرت أن صلاح سجل 23 هدفًا وصنع تسعة في 26 مباراة مع ليفربول قبل كأس الأمم الإفريقية، وانخفضت أرقامه التهديفية بشكل واضح بعد البطولة، حيث اكتفى الفرعون المصري بتسجيل سبعة أهداف وصناعة ستة في أول 21 مباراة مع فريقه بعد الكان، ما أعطى الفرصة للكوري الجنوبي هيونغ مين سون للّحاق به والتساوي معه بصدارة الهدافين نهاية الموسم.

صلاح

تراجُع مستوى صلاح مع ليفربول، بالإضافة إلى خيبات المنتخب المصري، أخرجت اسمه من التداول في بورصة الكرة الذهبية، وحلّ ساديو ماني بديلًا عنه كمنافس شبه وحيد لكريم بنزيما صاحب الحظوظ الأوفر. في الجولة الأخيرة من الدوري، سجّل صلاح هدف التقدم لليفربول في الدقائق الأخيرة ضد وولفرهامتون، وهو هدف كان من شأنه أن ينقذ موسم صلاح لو قدّر لليفربول التتويج بالدوري الإنجليزي، لكن الحظ عاند صلاح مرة أخرى، حيث نجح مانشستر سيتي في تحقيق ريمونتادا مدهشة ضد أستون فيلا وظفر بلقب البريميرليغ.

ليفربول

الفرصة الأخيرة لصلاح عام 2022، كانت في نهائي دوري الأبطال، لكنه اصطدم هذه المرة بحارس ريال مدريد تيبو كورتوا، الذي قدم مباراة إعجازية وتصدى لجميع محاولات صلاح ورفاقه، لتنتهي المباراة بفوز ريال مدريد بالبطولة، ويخرج صلاح من الموسم بلقبين يتيمين هما كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الكاراباو، بعد خسارته مباراتين نهائيتين مع النادي والمنتخب، ولقب الدوري في الجولة الأخيرة، بالإضافة إلى خسارة المواجهة الفاصلة المؤهلة إلى المونديال، أما فرديًا، فسيكتفي صلاح بجائزتي الهدّاف وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي باختيارات الجمهور، بعدما تلاشت فرصه في المنافسة على الكرة الذهبية.

الأهلي يُجرّد من لقبه الأفريقي ويكمل سلسلة أحزان المصريين

لعنة المباريات النهائية التي عصفت بالكرة المصرية ، وأصابت المنتخب الوطني ونجم المصريين الأول على حدّ سواء، لم تتوقف عند هذا الحد، وأبى عام 2022 إلا أن يسقي النادي الأهلي من الكأس المرة نفسها، حيث خسر زعيم القارة السمراء نهائي بطولته المفضلة، أمام مضيفه الوداد المغربي بهدفين نظيفين في المباراة النهائية.

وداد

 ليفشل الفريق القاهري في التتويج باللقب للمرة الثالثة على التوالي وتحقيق إنجاز غير مسبوق، ويتوقّف معها عدّاد ألقابه عند الرقم عشرة، فيُسدل الستار عن الموسم الكروي الحالي، الذي سيخلّد طويلًا في أذهان عشاق الكرة المصرية، كواحد من أسوأ المواسم، بعدما واجهوا فيه سوء الحظ وغياب التوفيق في النهائيات، ليكون عنوانه الرئيسي الأسى والدموع بعد توالي الخيبات.