20 عامًا على رحيل لور دّكاش.. موهبة فريدة جمعت بين التلحين والغناء
12 أكتوبر 2025
عندما رحلت عن الحياة في القاهرة في مثل هذا اليوم منذ 20 عامًا، كانت أخبارها قد انقطعت عن الساحة الفنية ولم يعد يذكرها سوى فئة محدودة من "السميعة" وهُواة الطرب الأصيل. فكان ظهورها الاستثنائي في إحدى حلقات البرنامج الذي كان يقدمه الموسيقار عمّار الشريعي بمثابة لمسة وفاء لفنانة عاشت عمرها مخلصة للغناء وأوتار العود.
قد لا يتذكر كثيرون اسم لور دكاش، لكنّهم حتمًا سيتذكرون ذلك الصوت الجميل وهو ينشد "آمنت بالله/نور جمالك آية/آية من الله". فهي لور دقاش المولودة في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت عام 1917. كان والدها جورج دقاش تاجر أقمشة بيروتي لديه حُب شديد للموسيقى والغناء. عندما استمع إلى طفلته، وهي تغنّي أدرك بفطرته أنها تمتلك موهبة خاصة وميلًا نحو النغم والموسيقى. فأحضر لها مدرسًا ليعلّمها العزف على العود. وكانت أولى تجاربها الغنائية، أغنية بعنوان "طلوع الفجر". فقامت شركة "بيضافون" بتكرار التعاون معها في تسجيل ثانٍ بعنوان "بدي أروح" من نوع الفرانكو-آراب.
يقول المؤرخ فارس يواكيم إن زيارتها الأولى للقاهرة كانت عام 1933، حيث سجّلت لصالح شركة بيضافون أغنيتي "يا ويل حالي" و"سوء تفاهم". أثناء زيارتها الثانية عام 1939 سجلّت أغنيتها الأشهر "آمنت بالله". في عام 1945، دعتها الإذاعة المصرية لتسجيل بعض الأغنيات، ومنذ ذلك التاريخ لم تغادر القاهرة إلا لإحياء حفلات في دول عربية أخرى. حصلت على الجنسية المصرية عام 1970.
ابتكرت إيقاعًا جديدًا في تلحين قصيدة بعنوان "ليلة الأحد" كتبها صالح جودت، وهو إيقاع 17/8 وكان عبد الوهاب من أشد المعجبين به
كانت لور قد خفّفت الاسم من دقّاش إلى دكّاش ليصبح أكثر مرونة، لم تكن تضمر في قلبها غيرة نحو أحد. فقد أحبت الجميع، وكانت أم كلثوم تأسرها في قصيدة "يا غائبًا عن عيوني" ومحمد عبد الوهاب في "كليوباترا" وهو أعظم ملحني الشرق في نظرها. مالت إلى الغناء القديم فأحبّت أدوار وموشحات محمد عثمان، وداود حسني، وسيد درويش، ومحمود صُبح.
يشير الناقد الموسيقي أسعد مخّول إلى أن متعهد الحفلات أحمد الجاك قد اختارها مع صباح لاستقبال أم كلثوم عند زيارتها للبنان.
عُرفت لور بمجموعة من الأغنيات المتميزة، نذكر منها: "مستحيل تقدر تنسى الليالي"؛ "ودعت دنيا الغرام"؛ إن قلت لك". كانت تقول إنها ابتكرت إيقاعًا جديدًا في تلحين قصيدة بعنوان "ليلة الأحد" كتبها صالح جودت، وهو إيقاع 17/8 وكان عبد الوهاب من أشد المعجبين به.
زارت تونس أكثر من مرة في الفترة بين 1949 و1970، حيث قدّمت مجموعة من الموشحات المتميزة. شاركت في تأبين الفنانة التونسية عليا عام 1990، وفي مهرجان للموسيقى العربية بفرنسا 1991، وكانت ترتل في الكنيسة المارونية في ضاحية مصر الجديدة التي استقرت بها.
قدمت فيلمًا واحدًا من بطولتها بعنوان "الموسيقار" (1949) من إخراج السيد زيارة، وظهرت في دور عابر في فيلم "يا نحب يا نقب" (1994) وهي تغنّي "آمنت بالله".