12-أبريل-2021

مقطع من عمل فني لـ ستيف سابيلا/ فلسطين

دعوهُ يبكي أيّها الرّجال،

يخبركم عَنْ عَدِّهِ أكثرَ من ستّةِ آلافِ مرّةٍ

كلَّ صباح،

عَنْ جسدِهِ الآخذِ شكلَ الإسمنتِ وحديدِ البُرْش،

عَنِ البُقِّ يريدُ أن يعيشَ فيمصُّ دمَهُ،

يلاحقُهُ بالماءِ المغليِّ ولا يموت،

عَنِ الزّجاجِ يرتفعُ بينَ لحمِهِ ولحمٍ جاءَ مِنْهُ

يريدُ أنْ يشمَّهُ ولا يستطيع،

عَنِ الأعيادِ تمرّ

عَنْ أخبارِ الموتِ

والزّواجِ والولادةِ والاجتياحاتِ

والتّخرّجِ والحروبِ والكوارثِ والثّوراتِ

تمرّ،

عَنْ وَحْدِهِ في قفصٍ في قلبِ القفصِ

حيثُ لا شمسَ ولا إنسَ ولا حِسَّ

سوى خشبِ الذّاكرة

يشتعلُ فتأتي صورٌ للحبِّ والخوفِ والسّؤالِ والهلوسات،

عَنِ انتفاخِ الدّمِ أزرقَ، مِنْ أثرِ القيدِ في اليدينِ والرّجلينْ

وكلابٍ تعضُّ بلا جوعٍ

وهراواتٍ تخوضُ في عمقِ العظمِ

وأصابعِ غازٍ تشدُّ على أعناقِ الرّئات،

عَنْ عجلاتٍ يمشي عليْها العذابُ كلّما أوشكَ البدنُ أنْ يستريح

يأخذُهُ مِنْ صقيعِ "نفحةَ" إلى قيظِ "عسقلان"

عَنْ بريدٍ لا يصلُ أبدًا إليهِ،

وأصواتٍ يريدُ أن يسمعَها

ولا يعرفُ كيفَ السّبيلُ إليْها في الحنينْ

 

دعوهُ يبكي،

فالدّمعُ ما يحتاجُ إليهِ الآن،

لا تجزعوا مِنْ ضعفِهِ يدوسُ على ألقابِنا النّاجِزَة،

يُحْرِجُ ركضَ فحولتِنا الوطنيّةِ في بلاغةِ الشّعارِ

نُجَمِّلُ بِهِ حصّتَنا مِنْ سببِ الهزيمة،

 

كيفَ نعرفُ أنّهُ يريدُ أثوابَنا الجمعيّةَ بَعْدَ أَنْ نسيْناها

ليأكُلَها العراءُ؟

مَنْ يقولُ إنّهُ يريدُ بعدَ الآنَ أن يكونَ "عملاقَ صَبْرٍ"

أو "جنرالَ صمودٍ" يُذيبُ الحديدَ

ولا يذوب؟

 

يا إسرائيلُ

إنّنا لا نستطيعُ معكِ صبرًا

ولا نريدُ أن نستطيع

 

اقرأ/ي أيضًا:

خمسُ مقاطعَ للرّيح

عباس بيضون: صُوْر