03-يناير-2019

شعار المقهى الثقافي في الأغواط (فيسبوك)

أصدرت أسرة المقاهي الثقافية في الجزائر، وهو مشروع بدأ يكتسح المدن الجزائرية في الآونة الأخيرة ويفرض نفسه بديلًا للترهل، الذي بات يهيمن على المشهد الثقافي الجزائريّ، بيانًا ذكرت فيه الأطراف، التّي ليست معنية بهذا المشروع

  1. إنّ مشروع المقاهي الثقافية ليس معنيًّا بالكائنات التّي تتمترس خلف الشّاشات، وتنتظر أن تضاء. فإذا دعيت مَدحت وإن لم تُدعَ جرحت.
  2. ليس معنيًّا بالكائنات، التّي تشترط تحرّكها بدعم الحكومة، وإن لم يحدث الدّعم غرقت في التبرّم والشكوى.
  3. ليس معنيًّا بالمتعالين والمتكبرين الذين يكتفون بتسفيه أحلام المواهب الجديدة من غير أن يقدّموا لها خبرة أو نافذة أو يدًا.
  4. ليس معنيًّا بالكائنات، التّي تتحرّك بمنطق الشلّة، فهي تتبادل معها الدّينار والحوار والأفكار، وتختصر المشهد فيها.
  5. ليس معنيًّا بالكائنات السّلبية في حضورها. فمن عجز عن الإضاءة حتّى على مستوى فيسبوكه، وهو مجّاني، لا يُنتظر منه أن يضيء في الواقع وهو مكلِّف.
  6. ليس معنيًّا بالكائنات، التّي تنظر إلى واقعها بعين الأمس وتتعاطى معه وفق أحكام جاهزة من غير أن ترصد التحوّلات الواقعة فيه، مكتفية بالقول عنه إنه لا يحبّ ما هو ثقافي.
  7. ليس معنيًّا بالغاسلين وجوهَهم بماء الوقاحة والآكلين في كلّ الصّحون وفي كلّ المراحل مع كلّ العابرين من غير أن يتركوا أثرًا ثقافيًّا محمودًا.
  8. ليس معنيًّا بالكائنات العاشقة للقاعات المغلقة والمنصّات المورّدة، ولا تساهم في زرع الجمال حتى في عمارتها وشارعها.
  9. ليس معنيًّا بالكائنات، التي تخوض حروبًا بالوكالة عن شخص أو جهة باسم الخطاب الثقافي.
  10. ليس معنيًّا بالكائنات المتعودة على تبييض المال العام باسم النشاط الثقافي بالتواطؤ مع بعض الفاسدين من المسؤولين. ولا يهمّها ألا يحضر النشاط أحد.
  11. ليس معنيًّا بالكائنات، التي تركب النشاط الثقافي لتحقيق مآرب شخصية أو انتخابية أو حزبية.
  12. ليس معنيًّا بالكائنات، التي تنتهز مصداقية المسعى لتسترجع مصداقيتها المهدورة، ونجاحَه لتعويض فشلها ونبلَه لتغطية ماضيها الذي قام على اللّؤم..
  13. ليس معنيًّا بالقوّادين والفاسدين والمحتكرين والاستعراضيين والرديئين والجهويين والنّفعيين والطفيليين والمتسلّقين والعنصريين والإقصائيين والاستعراضيين ومختصري الهوّية في بعد واحد والعدوانيين بمجانية والبخلاء.

يذكر أن مشروع المقاهي الثقافية استطاع أن يردم الهوّة بين الجمهور والفعل الثقافي، إذ باتت نشاطاته في مختلف المدن تتميّز بكثافة الحضور من مختلف الشّرائح. يقول المسرحي إسماعيل قربون، المشرف على المقهى الثقافي في مدينة الأغواط، 400 كيلومتر إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، إنّ أسرة المقاهي الثقافية بصدد تطوير تجربتها في خلق أفكار وطرائق جديدة لردم الهوّة بين الشّارع والفعل الأدبي، "من السّهل والجاهز أن نكتفي باتهام الجمهور بكونه لا يُقبل على ما هو أدبي وثقافي، وحتى حين يقبل مثلما يحدث في معرض الكتاب، عوض أن نحتفي بالأمر ونبني عليه، نقول إنّه جاء ليتفسّح".

يضيف محدّث "الترا صوت": "صحيح أن النشاط الأدبي نخبوي. لكننا نتحدث عن فشلنا حتى في ذلك. لقد مضى عقد من الزمن على الأقل ظل النشاط الأدبي والثقافي فيه خاليًا من الجمهور، مع تواطؤ النخب والوصاية على الصمت، رغم أنه كان يستهلك أموالًا من الخزينة العامّة". يختم: "علينا الاعتراف بوجوب تجاوز هذا الواقع بالبحث في أسبابه واقتراح رؤى جديدة وعميقة ومبتكرة. ما ينقصنا اليوم روح الابتكار".

 

اقرأ/ي أيضًا:

المقاهي الثقافية في الجزائر.. سلطة الطريق الثالث

​مقهى ثقافي بأبعاد أفريقيّة في الجنوب الجزائريّ