24-أكتوبر-2018

من فيلم يوم الدين

يبدو أن موسمًا سينمائيًا جديدًا انطلق في مصر مطلع الشهر الحالي، ومن المتوقع استمراره قرابة ثلاثة أشهر، ليملأ الفترة بين فراغ ما بعد موسم عيد الأضحى وموسم إجازة منتصف العام. بعض النقاد استحدثوا اسم "موسم الشتاء" لتمييزه أو ربما لتدشينه وافدًا جديدًا على أجندة المواسم السينمائية، مع توقعات بإحداث حالة من النشاط الفني الصحي تساهم في القضاء على حالة الوخم التي تصيب السينما في تلك الأيام، فلا تكاد تنتعش إلا بفيلمين أو ثلاثة على أقصى تقدير في انتظار موسم إجازة منتصف العام.

لو صحّت التوقعات والتصريحات، فإن وجود هذا الكم من الأفلام في موسم سينمائي  مصري  جديد سيشكّل سيولة وزخمًا يكفي لإنعاش هذه الصناعة

الجديد هو بروز عشرة أفلام بعضها ظهر بالفعل في دور العرض والبعض الآخر أعرب صناعها عن جاهزيتها لخوض الموسم الذي لا يزال يحبو خطواته الأولى، حيث لم يكن مألوفًا لدور العرض نزول أفلام مصرية في هذا التوقيت الذي عادةً تعتمد فيه على الفيلم الأجنبي لملء جداول عروضها. المؤكد أن حالة من الزخم التي ستشهدها دور العرض السينمائي خلال الأسابيع المقبلة، سيكون للجانب الاقتصادي نصيب كبير من أسبابها. عيون المنتجين تتجه نحو إغراق السوق بأكبر قدر من الإنتاجات السينمائية، للفوز بنصيب من كعكة المواسم المختلفة بعيدًا عن مواسم الصيف والأعياد التي تتزاحم فيها أعمال نجوم الشباك وأفلام التسلية السريعة.

 وإن كانت تصريحات صناع تلك الأفلام العشرة توحي بأنهم بصدد عرض أعمالهم، إلا أن هناك البعض منهم قرر تأجيل عرض فيلمه لموسم الإجازة المدرسية في كانون الثاني/ يناير، خاصة أن حساباتهم المنطقية تؤكد ضعف الإقبال إلى حد ما في الثلاثة شهور المقبلة لظروف مختلفة أبرزها الدراسة، ولكنها أيضًا تعتير فرصة لصناع تلك الأفلام في الفوز بنصيب ما من إيرادات شباك التذاكر ومخاطبة جمهور مختلف عن جمهور الأعياد.

لكن لو صحّت التوقعات والتصريحات، فإن وجود هذا الكم من الأفلام في موسم سينمائي جديد سيشكّل سيولة وزخمًا يكفي لإنعاش هذه الصناعة في وقت يراه الكثيرون ميتًا، وهو موسم الشتاء الذي ينتصر فيه دومًا الفيلم الأجنبي مع اقتراب ترشيحات الأوسكار. وهنا يكمن التحدي لبقاء هذا الموسم من اختبار مدى قوته في المنافسة مع الفيلم الأجنبي، والتي سيحسمها جودة تلك الأفلام العشرة ومدى نجاحها ومستواها الفني وحصدها لتذاكر الشباك. والأمر هنا يبدو مشابهًا للغاية بدراما الشتاء المطولة التي بدأت تزحف حثيثًا بعملين أو ثلاثة، على خلاف موسم رمضان، حتى إذا ما تثبّت نجاح تلك الأعمال، جماهيريًا على الأقل، وجدنا موسمًا دراميًا آخر موازيًا للموسم الرمضاني، وهو ما يحدث بالفعل حاليًا.

والحال، أننا في مرته الأولى، أمام موسم سينمائي شتوي يمزج بين أعمال فنية جيدة المستوى الفني مبدئيًا وأخرى تستقوي بشعبية أبطالها، وهي عمومًا حالة من النشاط السينمائي لم تحدث في هذا التوقيت منذ فترة طويلة. هنا قائمة بالعشرة أفلام المنتظر عرضها خلال الشهور الثلاثة القادمة.


1- يوم الدين

الفيلم الطويل الأول لمخرجه ومؤلفه أبو بكر شوقي، هو أول هذه الأفلام التي أعلنت مشاركتها في موسم الشتاء، حيث نزل إلى الصالات يوم 26 أيلول/ سبتمبر بعد ثلاثة أيام من عرضه العربي الأول في مهرجان الجونة السينمائي. الفيلم يأتي استكمالاً لمشروع شوقي الذي بدأ قبل عشر سنوات بفيلم تسجيلي حمل عنوان "المستعمرة"، وتناول فيه حكاية مريض بالجذام ومعاناته الإنسانية.

"يوم الدين" يستكمل الحكاية، عندما يخرج هذا المريض من مصحة العلاج، بعد تعافيه، ولكن بآثار المرض الباقية على جسده ووجهه. يبدأ رحلة البحث عن أهله في صعيد مصر، يصحبه في رحلته طفل يتيم يبحث عن أهله أيضًا. الفيلم إنساني للغاية، بسيناريو جيد ومباشر في حواره، وأداء تمثيلي لافت من بطله راضي جمال، وحصل على اهتمام كبير من قبل الصحافة الفنية والجمهور على السواء. عُرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الأخيره، وحصل على جائزة فرانسوا شاليه التي تُمنح للفيلم الأكثر قدرة على تقديم قيم الحياة الواقعية والتعايش.

2- عيار ناري

بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان الجونة السينمائي أواخر الشهر الماضي، تنتظر الصالات المصرية عرض فيلم "عيار ناري" الذي يحمل توقيع المخرج كرم الشناوي ويشارك في بطولته أحمد الفيشاوي وروبي ومحمد ممدوح. الفيلم يدور في إطار درامي سياسي حول طبيب شرعي يجد نفسه في مأزق بعد كتابته تقرير طبي يفيد بإصابة إحدى الجثث، الواردة إلى المشرحة نتيجة صدامات بين متظاهرين وقوات أمن، بطلق ناري من مسافة قريبة وليس مسافة بعيدة مثل بقية الجثث، لتبدأ المشاكل حين يتسرّب هذا التقرير الطبي للإعلام.

كريم الشناوي قال في تصريح خاص لـ "ألترا صوت" إنه عكف على التحضير للعمل منذ سنوات كأول عمل إخراجي له، وأكّد أنه سيكون مفاجأة للجمهور، كما شدّد على أنه لا يخشى عرض فيلمه في موسم استثنائي "لأننا مَن نصنع المواسم"، على حد قوله، كما سيشارك الفيلم في ختام مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد.

3- 122

فيلم "122" من بطولة مجموعة من نجوم التلفزيون، أبرزهم طارق لطفي وأمينة خليل وأحمد داود، ومن تأليف صلاح الجهيني. انتهي مخرجه العراقي ياسر الياسري من أعمال المونتاج ليكون جاهزًا للعرض خلال الشهر الحالي، بحسب تصريحات منتجه سيف عريبي. الفيلم ينتمي إلى سينما الغموض والإثارة، من خلال قصة تدور أحداثها في ليلة دموية في أكثر مكان، حيث يكافح شاب وحبيبته للهروب من إحدى المستشفيات.

 هناك بعض التوقعات الكبيرة حول الفيلم، خصوصًا مع إصرار الشركة المنتجة على التذكير بأن الفيلم يشهد عودة طارق لطفي إلى السينما منذ عام 2010 (بنتين من مصر(، بالإضافة إلى كونه أول فيلم مصري يعرض بتقنية 4DX.

4-  جريمة الإيموبيليا

آخر أفلام المخرج خالد الحجر، ومن المنتظر عرضه في أي وقت خلال الأسابيع المقبلة. "جريمة الإيموبيليا" يحكي عن جريمة قتل وقعت داخل عمارة "الإيموبيليا" السكنية الشهيرة التي تم بناؤها نهاية ثلاثينيات القرن الماضي في وسط القاهرة، وسكنها العديد من المشاهير ونجوم الفن والمجتمع، ومنهم نجيب الريحاني والموسيقار محمد عبد الوهاب وأنور وجدي وليلي مراد.

الفيلم من بطولة طارق عبد العزيز وهاني عادل ودعاء طعيمة ويوسف إسماعيل ولطيفة فهمي، ومن تأليف وإخراج خالد الحجر، وإنتاج أحمد عفيفي وخالد يوسف.

5- التاريخ السري لكوثر

يعود المخرج محمد أمين (فيلم ثقافي، ليلة سقوط بغداد) بعد غياب سنوات من خلال فيلم "التاريخ السري لكوثر" الذي انتهي من تصويره قبل ثلاثة أشهر، مع ليلى علوي وزينة وأحمد حاتم ومحسن محيي الدين. إلى الآن لم يُعلن أي تفاصيل بخصوص قصة الفيلم أو موعد عرضه، لكن ظهور بعض التصريحات لأبطاله مؤخرًا يشير إلى احتمالية ظهوره خلال موسم الشتاء.

6- أسوار عالية

فيلم يناسب تمامًا الموسم الجديد، فهو لا يعتمد على أي اسم معروف وراء الكاميرا ولا نجم سينمائي، بل على مخرج مغمور وإشكالي ونجمة من الصف الثاني التلفزيوني وبعض الوجوه الجديدة.

"أسوار عالية" من تأليف أمل عفيفي وإخراج هشام عيسوي، ويشارك في بطولته رانيا يوسف وأحمد العوضي وياسمين رحمي. تتابع حكاية الفيلم مسارات اجتماعية مختلفة داخل المجتمع المصري، متناولة العلاقات المتشابكة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، كما يعرِج على تجارة المخدرات وآثارها السلبية في المجتمع والناس.

7- الضيف

يأتي فيلم "الضيف" كأحد المنافسين المحتملين في هذا الماراثون، وهو من بطولة خالد الصاوي وشيرين رضا وأحمد مالك وجميلة عوض وماجد الكدواني، ومن تأليف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى وإخراج هادي الباجوري. ويُعد "الضيف" ثاني عمل يتعاون فيه الكاتب إبراهيم عيسي مع شركة "آي برودكشن"  بعد فيلم مولانا، وثاني عمل للمخرج هادي الباجوري مع الشركة بعد فيلم "هيبتا"، الذي حقق أعلى إيرادات لفيلم رومانسي في تاريخ السينما المصرية بـ27 مليون جنيه.

وبحسب المعلومات المتاحة، تدور أحداث الفيلم حول شاب يحل ضيفًا على أسرة خلال العشاء، ثم تتطور الأحداث في اتجاه غير متوقع.

8- يوم مصري

رغم تعثر تصوير "يوم مصري" أكثر من مرة، إلا أنه من المتوقع له اللحاق بالموسم الحالي. الفيلم دراما اجتماعية حول أمين شرطة أرمل يعاني الكثير من الأزمات والمشاكل، لكنه يحاول التعامل معها بسلاسة وبساطة، وأبرزها مشكلة ابنته ذات العشر سنوات التي تعاني من إحدي حالات التوحّد ولها متطلبات خاصة يسعي جاهدًا علي توفيرها ليمضي يوم علي غير المعتاد في حياته.

"يوم مصري" من بطولة خالد النبوي ودرة وأحمد الفيشاوي وهنا شيحا، ومن تأليف يحيى فكري وإخراج أيمن مكرم.

9+ 10- أفلام الكوميديا

أما بقية الأفلام المنتظر عرضها في الموسم فهي أعمال كوميدية خفيفة لا يتوقع منه إضافة أي جديد بل تأكيد الاتجاه العام السائد. من بين هذه الأفلام "ساعة رضا" للمخرج هاني حمدي ومن بطولة أحمد فتحي ومحمد ثروت ودنيا فؤاد. بينما يعود أحمد آدم للمرة الثالثة إلى شخصية القرموطي في فيلمه الجديد "قرمط بيتمرمط"، حيث يُنشئ القرموطي هذه المرة مقبرة لأجداده القراميط، ويجعلها مزارًا سياحيًا، ويحدد تذكرة لدخولها، مما يدخله في عدة مشكلات أهمها مع وزارة السياحة والآثار.

اقرأ/ي أيضًا:

"أم العروسة".. رسائل موحية وأشياء مندثرة

5 أدوار سينمائية دمّرت أجساد ممثليها