18-أبريل-2018

نادين لبكي في مهرجان كان 2015

مر على "مهرجان كان السينمائي" المرموق عامان مضطربان. في هذه السنة لن تكون هناك أفلام من شبكة "نتفلكس"، وثلاثة فقط من إخراج النساء. المادة المترجمة الآتية عن الواشنطن بوست تحفل بمزيد من التفاصيل حول الإشكاليات التي يعانيها المهرجان لهذا العام.


في هذه المرة، شرع المهرجان في تطبيق قاعدة جديدة، التي تتطلب من الأفلام المتنافسة أن تُعرض أولًا في دور السينما قبل أن تُعرض عبر شبكات الترفية الخاصة في المنازل، مما أثار غضب تيد سارندوس، مدير المحتوى في نتفليكس، الذي يفضل عرض الأفلام التي تنتجها شبكة نتفليكس في دور السينما والمنازل بالتزامن، وبالتالي أعلنت شركة "نتفليكس" أنها ستسحب كل أفلامها من مهرجان كان السينمائي. إنها معركة فريدة في القرن الحادي والعشرين.

أعلنت شركة نتفليكس أنها ستسحب كل أفلامها من مهرجان كان السينمائي. إنها معركة فريدة في القرن الحادي والعشرين

كما تواجدت مشكلة إقصاء طال أمدها وسط كل هذه الضجة، التي يواجهها 18 فيلم مشارك هذا العام، تتمثل تلك المشكلة في وجود ثلاثة أفلام فقط من إخراج نسائي. وذلك نفس عدد المخرجات اللاتي شاركن العام الماضي، عندما فازت صوفيا كوبولا عن فيلم "المخدوع - The Beguiled" بجائزة كان لأفضل إخراج، وهي تُعد المرأة الثانية التي تفوز بتلك الجائزة.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Spirited Away" رحلة شجاعة يقودها السحر

بدأ مهرجان كان منذ 72 عامًا. وقد تنافست اثنتان من النساء الثلاثة هذا العام، نادين لبكي وأليس رورفاشر وإيفا هوسون، في المهرجان من قبل. سيُعرض للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، التي انتقلت من التمثيل إلى الإخراج، فيلم "كفرناحوم - Capernaum"، والذي يستكشف حياة المهاجرين في بيروت. كما انضمت لبكي التي تخرجت من برنامج Résidence الدراسي التابع للمهرجان، إلى لجنة التحكيم عام 2015، وعُرض اثنان من أفلامها من قبل في المهرجان، "كاراميل" Caramel عام 2007 و"وهلأ لوين؟" Where Do We Go Now عام 2011. وستشارك الكاتبة والمخرجة الإيطالية رورفاشر هذا العام بدراما السفر عبر الزمان "هابي، لازارو - Happy, Lazzaro". فازت رورفاشر بجائزة المهرجان للمرة الأولى عن فيلم "Corpo Celeste" عام 2011، وفيلم الدراما الريفية "العجائب - The Wonders" عام 2014 بالجائزة الكُبرى  The Grand Prix، وهي جائزة تأتي في المرتبة الثانية بعد جائزة السعفة الذهبية Palmer d’Or.

تشارك المخرجة الفرنسية هوسون للمرة الأولى في مهرجان كان بفيلم "بنات الشمس - Girls of the Sun"، والذي يتناول قصة فتاة مقاتلة كردية تقاتل في إحدى الكتائب. حصل فيلم هوسون الأول "بانغ جانغ - Bang Gang" على ردود فعل إيجابية في مهرجان تورونتو الدولي للأفلام عام 2015.

ذكرت صحيفة إينديواير أن المدير الفني لمهرجان كان تييري فرمو، قد صرح في مؤتمر صحفي صباح الخميس أن العالم "لن يكون أبدًا كما كان عليه من قبل، في أعقاب ادعاءات الاعتداء الجنسي ضد هارفي فاينشتاين، والتي أثارت حركة وسم مي تو #MeToo. وأضاف أن مشكلات عدم المساواة بين الجنسين في مجال صناعة الأفلام وقلة مشاركة المخرجات في كان غير مرتبطين ببعضهم البعض.

وأردف قائلًا: "لا يوجد ما يكفي من المخرجات، ولكن ليس لدينا متسع من الوقت للحديث عن ذلك هنا. تتمثل وجهة نظرنا في أن الفيلم يتم اختياره على أسس المواصفات الجوهرية. ولن يكون هناك اختيار وفقًا للتمييز الإيجابي لصالح المرأة".

صرحت صحيفة إينديواير أنه بالرغم من أخذ تلك المواصفات في الاعتبار، فإنه لا يزال من المستغرب أن نرى تجاهل فيلم "فيجن - Vision" للمخرجة اليابانية نعومي كاواسي، ومن بطولة النجمة جولييت بينوش. شاركت المخرجة اليابانية في مهرجان كان عدة مرات في السابق، وعُرض لها سبعة أفلام. كما خرج من القائمة فيلم دراما الخيال العلمي "هاي لايف - High Life" للمخرجة  كلير دينيس بطولة روبرت باتينسون، والذي تشارك في بطولته بينوش أيضًا، وقد أشارت مجلة "هوليوود ريبورتر" (Hollywood Reporter) إلى أن السبب وراء ذلك يُعزى إلى تأخر الفيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج.

نيكول كيدمان: يجب علينا كنساء دعم المخرجات. على أمل أن يحدث تغيير مع مرور الوقت

كما ذكر فرمو أنه يوجد عدد لا بأس به من النساء في لجنة التحكيم، وسوف تكون الممثلة كيت بلانشيت، التي ساعدت في إطلاق مبادرة حركة  "تايمز أب" (Time’s Up) في بداية هذا العام لمكافحة سوء السلوك الجنسي، المرأة الثانية عشر لتولي منصب رئاسة اللجنة. ولكن لم يكن الأمر بالمثل ابدًا للمتنافسين الحقيقيين. إذ أن السيدة الوحيدة التي فازت بجائزة الإخراج قبل المخرجة صوفيا كوبولا، كانت المخرجة السوفيتية يوليا سولنتسيفا، والتي فازت بها عام 1961 عن إخراجها فيلم "Chronicle of Flaming Years"، الذي يتناول المقاومة السوفيتية للحركة النازية. وفي خطاب مُعد مسبقًا، شكرت كوبولا، المخرجة الأسترالية جين كامبيون، المرأة الوحيدة التي فازت في تاريخ مهرجان كان بجائزة السعفة الذهبية عن فيلم "البيانو - The Piano".

اقرأ/ي أيضًا: "صيف تجريبي".. الشعور بصدق الأشياء أهم من فهمها أحيانًا

كما لن ينسَى التاريخ حصول الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، التي رشحت لجائزة الأوسكار وفائزة بجائزة الجولدن جلوب عن فيلم "إيلي - Elle" على جائزة Women in Motion العام الماضي. وصرحت في احتفال المهرجان بمناسبة الذكرى السنوية السبعين "سبعين عامًا مرت على المهرجان، قدم خلالها 76 جائزة السعفة الذهبية، وحصلت امرأة واحدة فقط على تلك الجائزة، لا تعليق". قالت أوبير، لاحقًا للبي بي سي: "أعتقد أن الرسالة قد سُمعت بوضوح، ولكن من الناحية الأخرى، نحن لا نريد مشاركة النساء فقط من أجل أن يكون هناك مشاركات نسائية. الفيلم الجيد يجب أن يكون جيدًا حقًا. ولكن ينبغي أن نُهيئ أفضل الظروف المُمكنة حتى يكون هناك المزيد من الأفلام النسائية".

وحثت نيكول كيدمان، التي شاركت بأربعة أعمال مختلفة في مهرجان كان العام الماضي، على تقديم الدعم للمخرجات. وصرحت في ذلك الوقت إلى صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد، أنه من الضروري بالنسبة لها أن تكون قادرة عن قول إنها "تشارك تقريبًا في صناعة فيلم كل 18 شهرًا مع مخرجة"، وأوضحت ذلك بالتفصيل أثناء مؤتمر صحفي لفيلم "المخدوع - The Beguiled".

ونقلت صحيفة الغارديان أنها قالت: "تصل نسبة النساء اللواتي أخرجن أفلامًا رئيسية عام 2016 إلى 4.2 % فقط، وفقًا لإحصائية صادرة عن جمعية Women in Film". وأضافت قائلةً: "عرض على الشاشات 4000 حلقة تلفزيونية في العام الماضي، وقد قامت 183 امرأة فقط بإخراجها. يجب علينا كنساء دعم المخرجات. على أمل أن يحدث تغيير مع مرور الوقت، إلا أن الجميع مستمرون في القول مرارًا وتكرارًا،  إن الأمر أختلف الآن، بينما لم يتغير شيء".

شاركت الممثلة الأمريكية جيسيكا شاستاين، في لجنة التحكيم العام الماضي، وألقت الضوء بجرأة على مشكلة تمثيل المرأة في المهرجان، واصفةً ذلك "بأنه أمر مقلق" أن نرى كيف تعامل النساء في الـ 20 فيلم المشاركين، وفقاً لما نقلته صفحة فانيتي فير.

وأضافت: "حينما يكون لدينا المزيد من كاتبات القصص النساء، سيكون لدينا المزيد من النساء اللاتي نقابلهن في الحياة اليومية، نساء أكثر فاعليةً، ويملكن مؤسساتهن الخاصة، ولسن خاضعين للرجال من حولهن. ولديهن وجهات نظرهن المستقلة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "الزوجة الثانية".. القصة كتراث إنساني

فيلم "Going in Style".. هل يستحق المشاهدة؟