06-ديسمبر-2018

تصوير: من مدونة ولاية إدرار

ألترا صوت – فريق التحرير

بادرت تعاونيّة "النّخلة" لفنون العرض والتّراث الشّعبي، في مدينة أدرار، 1700 كيلومتر إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، إلى إطلاق مقهى ثقافيّ قال عنه رئيس التّعاونية النّاشط الثّقافيّ جلّول حدّادي إنّه سيكون بؤرة إشعاع أفريقيّ، "بحكم أنّ مدينة أدرار لعبت تاريخيًّا دور الحاضرة الأفريقيّة الجامعة، وهي تضمّ الجامعة الأفريقيّة، التي يقصدها الطّلبة من مختلف الدّول الأفريقيّة".

لعبت مدينة أدرار الجزائرية تاريخيًّا دور الحاضرة الأفريقيّة الجامعة، وتضمّ الجامعة الأفريقيّة

يضيف محدّث "الترا صوت" أنّ المدينة تتوفّر على العديد من الجمعيات الثّقافية النّشيطة، التّي استطاعت، رغم بعد المسافة وقلّة الاهتمام الإعلامي وقلّة الإمكانيات المالية، أن تؤثّث المشهد الإعلاميّ في المنطقة، وتوصل كثيرًا من المواهب إلى واجهة الضّوء، "إلّا أنّه حان الوقت لإطلاق مشاريع ثقافيّة أكثر إشعاعًا وإصرارًا على الحضور".

اقرأ/ي أيضًا:​ جائزة امحمد بن قطّاف للنصّ المسرحي

لطالما حدث قطيعة سلبية، يقول جلّول حدّادي، بين المثقفين الجزائريين في شمال البلاد ونظرائهم في جنوبها، وسيعمل "المقهى الثقافي" على ردم هذه القطيعة، بحيث يستقدم وجوهًا مبدعة من الشّمال إلى أدرار وتوفير الفرص لمبدعيها لأن يتألّقوا هناك.

في السّياق، قال حدّادي لـ"الترا صوت" إنّ هناك قطيعة أخرى وجب الانتباه إليها، هي القطيعة بين الفنون والفنّانين، بحيث بات التّشكيليّ يجهل الشّاعر وهذا الأخير يجهل المسرحي، الذي يجهل بدوره الكاتب، "وسيجمع "المقهى الثّقافيّ" هؤلاء في منصّة واحدة، حتّى يمنح كلّ واحد منهم خبرته وجمهوره للآخر".

من جهته، قال الأكاديميّ والقاصّ عبد الله كرّوم إنّ "المقهى الثقافي" في أدرار، سيكون طرفًا في الإبداع لا الصّراع، "وسيكون متفتّحًا على مختلف الوجوه والاتّجاهات والمكوّنات الثقافيّة والاجتماعية، حتّى يستطيع أن يكرّس الفعل لا الانفعال، الذي جعل من مثقفي البلاد جزرًا متباعدة".

"من هنا، سوف لن يكتفي المقهى الثّقافيّ بجلسات دوريّة، بل سيتعدّاها إلى إطلاق ورشات وإقامات إبداعية في الكتابات الشّعريّة والسّرديّة والمسرحية، كما سيطلق منشورات خاصّة به، تحتفي بما تزخر به المنطقة من أقلام موهوبة، إلى جانب جائزة وطنيّة وازنة وحقيقية نعلن عن تفاصيلها قريبًا".

يستضيف العدد الأوّل من "المقهى الثّقافيّ" في أدرار، الذي اتّخد شعارًا له "تُؤخذ الدّنيا جمالًا"، الرّوائيّ الصدّيق حاج أحمد والموسيقيّ كمال عبد الواحد والتّشكيليّ يوسف دبّاغ والشّاعر الشّعبيّ عبد الله برمكي ودار "بوهيما" للنّشر.

 

اقرأ/ي أيضًا:​

محمود درويش في الرّباط

رجاء الطالبي.. الشعر هو الملاذ