21-فبراير-2018

كازا 24

سعى معرض الدّار البيضاء الدّوليّ للكتاب في المغرب، عل مدار دوراته الـ24 إلى أن يفرض نفسه، ضمن أقوى المعارض في الفضاءات الأفريقية والعربية والمتوسّطية، ويربط نفسه بالرّهانات الاقتصادية والسّياسية والثّقافية في البلاد، حتى بات يشكّل الحدث الثقافيّ الأبرز داخلها.

ما يميّز معرض الدّار البيضاء الدّولي للنّشر والكتاب برنامجه الأدبي والثقافي، الذي يحرص على خلق حوار بين الجغرافيات الثقافية في العالم

استقطبت الدّورة الـ24 من المعرض، منذ افتتاحها يوم 8 فبراير/ شباط الجاري 709 دار نشر من 45 دولة، كانت مصر ضيف الشّرف من بينها، وهو ما حوّل العاصمة الاقتصادية في المغرب إلى سوق ثقافية على مدار عشرة أيام. يقول جهاد أبو حشيش مدير دار "فضاءات" في الأردن لـ"الترا صوت" إن الناشر العربي لا يفوّت فرصة المشاركة في معرض المغرب، رغم بعد المسافة وما يترتّب عنها من تكاليف نقل الكتب، "لأنه فضاء حي، يعتمد على القرّاء المتعطّشين للكتاب، أكثر ممّا يعتمد على البهرجة".

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يغيب الرئيس المصري عن معرض الكتاب؟

يقول القاص المغربي أنيس الرّافعي إن ما يميّز معرض الدّار البيضاء الدّولي للنّشر والكتاب برنامجه الأدبي والثقافي، الذي يحرص على خلق حوار بين الجغرافيات الثقافية في العالم، من خلال استضافة مئات الأقلام، "صحيح أن المغرب بات فضاء يستقبل الكتّاب والمفكرين والفنانين على مدار العام، لكن فرصة معرض الكتاب تبقى الأفضل للقاء الكاتب والقارئ المغربيين بأهمّ الفاعلين عالميًا في مجال الكتابة وإنتاج الأفكار".

حضر حوالي 300 كاتب من القارّات الخمس، منهم غيّاث المدهون وصنع الله إبراهيم وعبد الرحمن بسيسو ومحمد حسين علوان وفوزي كريم وكمال داود وعيسى مخلوف ورشا الخطيب ونوري الجراح وخلدون الشمعة من الفضاء العربي، إلى جانب نخبة من المثقفين المقدسيين، مثل ناجح بكيرات مدير قسم المخطوطات في المسجد الأقصى وخليل تفكجي مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق.

 ومن خارج الفضاء العربي المترجمة الصّينية تشنغ تشنغ والشاعر السينيغالي أمادو أمين سال والشاعر الفرنسي جوليان بلان والروائية الألمانية جيني إربينبيك والشاعر والمترجم الأمريكي غاي بنيت والشاعرة المكسيكية مريم موسكونا والكاتبان الكولومبيان بيرتا لوسيا إسترادا، وهيكتور والباحث الشيلي باتريسيو غونزاليس.

وتميّزت دورة هذا العام، بحسب الشاعر والأكاديمي مراد القادري، بتوزيع العديد من الجوائز الوازنة، مثل جائزة "الأركانة الذهبية" التي ينظمها "بيت الشّعر" في المغرب، وقد عادت إلى شاعر الطوارق محمّادو خوّاد، وجائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات، وعادت إلى الروائي التّونسي كمال الرّياحي، "وهو ما ربط فعل القراءة الذي يتوخّاه المعرض، بفعل التثمين الذي يتوخّاه الكتّاب".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"معرض الدوحة للكتاب".. الدورة 27 بدأت

معرض الجزائر للكتاب.. كأن شيئًا ينقص