01-مارس-2020

نزار صابور/ سوريا

منتظم وهادئ

صوت أنفاسكَ قربي

أنني أسمع ذلك جيدًا

كما لو أنك غارق في نوم طويل

مريح وهانئ

وأنه يجدر بطمأنينتك هذه

أن تسعدني

غير أنني سمعت مرة

صوت اضطرب أنفاسك

انخفاضها وعلوها

وأنت تقع في حبي

وأنا أقع في الحيرة

تركض ثم لا تلتفت

دون أن أعلم

هاربًا كنت مني

أم هاربًا إلي!

*

 

لقد جعلتني أحلم

وإنني أقدّر صنيعك هذا

كم مرة حدثتني عن أحلام لم تتحقق

لكنها خففت وطأة السوء الذي كان يعتريك

أحلام كثيرة عبرت رأسي

نسيتها كلها

لكنني ما زلت

كل يوم

أستيقظ من النوم بفضلها

آخذ فرصتي من الشمس والتراب

حيث كل شعاع على وجهي يأخذ مكانه

وبكل تربة حمراء بذرة من سيرتي

البارحة مرّرنا بتلال بعيدة

فأردت بيتنا هناك

وحيدًا ومُعَرَّضًا

كل قطرة ماء تصل سقفنا

تستقر به

وكل حافلة أسمع صوت

هديرها

تقصدني.

*

 

فقد الرجال السكينة والأمل

في حروب ليست حروبهم

والنساء ذرفن الدموع والأسى

على الوسائد والطرقات

ما جدوى الخلود إذًا

إن كان كل من ناله حقًا

لم يكن بالواقع يسعى إليه!

لطالما اعتقدت ذلك يأسًا

هوسًا أو جنونًا

حتى صار الآخرون

يستدلون عليّ بخطوات ثقيلة

يحادثونني بكلمات قلقة

ويحدجونني بنظرات مرتابة

أهذا هو الفرق الذي أردنا أن نصنعه؟

هدأة تشي بالجنون!

أيعقل أن هذا الفجر المعتم

قد سال من عينيك،

وأن أسئلة حاسمة كهذه

قد خرجت من فمك!

 

اقرأ/ي أيضًا:

هُجنةُ الأشواق والكتابة

لو كنا في عالم افتراضي