07-ديسمبر-2021

لوحة لـ سي تومبلي/ أمريكا

بَدتْ هيأتُه وحياتُه تأخذ دائمًا شكلَ رقمٍ مقلوبٍ، فأبدى انزعاجًا حادًّا لهذه الحادثة، التي عرّضته إلى الهتكِ وعدّ التدهور.

صارَ سلعةً محسوبةً؛ حتّى السيّدة العجوز التي استوقفته عند كوّة بيع تذاكر العروض المسرحيّة، لم يرتح لحديثها، حين حثّته على إحصاء أحلامه.

فقد ذكّرته بالأعداد، إدمانه حيث لا فكاكَ منه، وهذا ما ساعد على تلاشيه، حين تركته في حيرة بالغة وغابت في المكان.

باتَ هذا يلاحقه مُلقيًّا ظلالَه على سلوكه.

 

دخولُ المقهى يعني انكشافًا حادًّا لخباياه..

يُحوّله إلى سبورة فارغة، وكأنّه يدعو الناسَ إلى خربشة عابرة على قيعان روحه.

 

فكّر أن يلحس مخّه ذات مساء، وهو يعلم ما سينجمُ عن هذا السلوك اللّزج

تفاقم ورمُ حياته فصار يتردّد على شكل أرخبيل مفعمٍ بالقرى والألسن،

لكنّه فوجئ بزيادة تصوراته الجغرافية المسكون بها عن القارات السبع برقمين.

 

صرخ مندهشًا وهو يتعرّف إلى شكله الجديد، بعد أن بلع نفسه عدّة مرات قائلًا: يا لهذه التسعة المقلوبة!

وصار يصدر أصواتًا تُشبه حلزونًا مبحوحًا...

 

دورة أشجار القيثال التي زرعها في رأسه تسعة أشهر. خروجه من صلابة الغيب، ودخوله حيّز الحياةِ اللّدنةِ تسعة أشهر.

ظلالُه المعقوفة على بلاطات فناء البيت تشي دائمًا بتسعةٍ مقلوبةٍ

الطبيب الذي قلعَ سنّه التاسعة، استأجر بيتًا في البناية ذاتها التي يسكن بها، ما أكّد له حالة الدرد التي هو

عليها: حتّى حاصل ضرب أربعة في خمسة، راح يجمعها فتصير تسعة فحسب

تبدو مشاغله تتّسع أكثر، عندما يرى العالم على شكلِ رقمِ تسعةٍ مقلوبٍ مِثل حالِه التي انتهى إليها.

يُحاول التملّص مرارًا من خداع حياته، فهل يفلح في ذلك؟ ولكنّه، ما يزال

 يُمرّن حياته على تلك الرؤيا الجهنميّة لمصيره وعلى انتهاء الأشياء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عن قلب كسول وسنوات أريد أن أهديها

معي ثيابٌ وبكاءٌ لشخص لا أعرفه