15-مايو-2019

استطاع كلوب أن ينتشل ليفربول من حالة تخبط واضح في المستوى والأداء (Echo)

في عام 2013، كان ريال مدريد أبرز المرشحين للظفر بدوري أبطال أوروبا، وتحقيق الكأس العاشرة التي ينتظرها عشاق النادي منذ عام 2002. وأوقعت قرعة نصف النهائي ريال مدريد الذي كان يضم يومها نجومًا في قمة مستواهم كأوزيل، وديماريا، ومودريتش، وكاسياس، وهيغوايين والدون كريستيانو رونالدو بطبيعة الحال، في مواجهة بروسيا دورتموند الألماني.

الكاريزما والحيوية على خط الملعب وقدرته على تحفيز اللاعبين، كلها عوامل أدخلت كلوب بسرعة إلى قلوب جماهير ليفربول

كانت الترجيحات تصب بمعظمها لصالح الفريق الملكي، لكن الفريق الأصفر قدم مباراة العمر في الذهاب في الفيستفالين، ليفوز بأربعة أهداف سجلها المهاجم الواعد حينها روبرت ليفاندوفسكي، فأصبح اسمه على كل لسان في أوروبا.

اقرأ/ي أيضًا: 3 سنوات ليورغن كلوب في ليفربول.. السعي البطيء نحو المجد

لم يكن كثيرون يومها يعرفون ماريو غوتزة ورويس وغاندوغان وليفاندوفسكي وهاميلز، لكن مدربًا في بداية مسيرته التدريبية، آمن بهم وقرر مقارعة كبار أوروبا من خلالهم، إنه يورغن كلوب، مدرب ماينز السابق، والمدرب الذي نجح في عام 2012 بالفوز بثنائية الدوري والكأس في ألمانيا، على حساب فريق بايرن ميونيخ بقيادة يوب هاينكس، بعد أن كان قد فاز ببطولة دوري 2011.

كلوب يرفض كل العروض ويختار ليفربول

في حين كان ليفربول يتخبط، ويبدّل المدربين دون النجاح بالتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الغائب منذ عقود، كان كلوب قد قرر بشكل ودي أن ينهي تجربته مع بروسيا دورتموند، ويسلم الأمانة للمدرب توماس توخيل، وهو المدرب الذي كان خلفه أيضًا عندما ترك ماينز في 2008.

يورغن كلوب
اختار كلوب ليفربول من بين عدة فرق كانت تريد التعاقد معه أبرزها مانشستر يونايتد

وجد ليفربول في كلوب ضالته، علمًا بأن المدرب كان مطلوبًا في عديد الفرق الأوروبية يومها، وأبرزها مانشستر يونايتيد، لكن كلوب فضّل الذهاب إلى  الميرسيسايد، وأصبح ابتداءً من موسم 2015 المدرب الجديد للريدز.

الكاريزما التي يمتلكها كلوب، وحيويته على خط الملعب، وقدرته الكبيرة على تحفيز اللاعبين والتفاعل مع مجريات المباراة؛ كلها عوامل جعلت كلوب يدخل بسرعة إلى قلوب جمهور الأنفيلد رود، وهي الجماهير المعروفة بوفائها ووقوفها الدائم خلف فريقها، وهو أمر خبره كلوب جيدًا في السيغنال إيدونا بارك مع بروسيا دورتموند، وعليه فقد كان يعي جيدًا شغف هذه الجماهير وتعطشها للألقاب.

قبل وصول كلوب إلى ليفربول، كان الفريق يعاني تذبذبًا واضحًا في المستوى، فيظهر الفريق في بعض المواسم ويقدم مستويات كبيرة، ثم يختفي لعدة مواسم متتالية بعدها، وهكذا دواليك.

توج الفريق في 2005 بدوري الأبطال ضد ميلان في نهائي إسطنبول الشهير، قبل أن يعود ميلان وينتقم منه بعد سنتين في نهائي أثينا. وكانت أمام الفريق فرصتان كبيرتان للتتويج بلقب البريمييرليغ، الأولى في 2009 بقيادة رافا بينتيز، وبتواجد جيرارد وتوريس، لكن الفريق خسر السباق أمام مانشستر يونايتيد في نهاية المطاف. 

والفرصة الثانية كانت في 2014 بقيادة سواريز وسترلنغ وكوتينيو، وخسروا السباق أمام مانشتسر سيتي، في الموسم الذي شهد التعثر الشهير لجيرارد في مباراة الفريق ضد تشيلسي، وبالتالي خسارة المباراة وتلاشي الآمال بالتتويج.

لكن كلوب، وفي سنته الأولى مع الفريق، نجح في الوصول لنهائي الدوري الأوروبي الذي خسره أمام إشبيليه الإسباني بقيادة أوناي إيمري 3-1، علمًا بأن الفريق كان قد أخرج بروسيا دورتموند بعد مباراة إياب مجنونة، حقق فيها رجال كلوب ريمونتادا مدهشة، جعلت كلوب يحتفل بطريقة جنونية.

كان من الواضح أن العناصر المتواجدة في ليفربول لا تستطيع أن تعيد الفريق إلى مصاف المستوى الأول في إنجلترا، وأنه لا بد من إحداث ثورة على صعيد التعاقدات، وخاصة بعد رحيل سواريز إلى برشلونة، ورحيم سترلنغ إلى مانشستر سيتي.

يورغن كلوب
حيوية كلوب على خط الملعب من الأمور التي أدخلته قلوب مشجعي ليفربول سريعًا

وبعد سلسلة من الصفقات المخيبة التي لم تأتِ بما هو مرجو منها، تعاقد الفريق في موسم 2016 مع فيرمينو، قبل أن يوقع في السنة التالية مع ساديو ماني لتتوج الصفقات في موسم 2017/2018 باستقدام الفرعون المصري محمد صلاح، ليتكون رباعي مرعب في خط هجوم ليفربول، فيما بقيت المشكلة الأساسية في خط الدفاع.

بعد خسارة الدوري الحلم يتجه نحو الأبطال

حقق ليفربول مستويات كبيرة في موسم 2017/2018. وبالرغم من رحيل كوتينيو إلى برشلونة في الميركاتو الشتوي، فقد نجح صلاح وفيرمينو وماني في تشكيل ثلاثي هجومي ناري. وتألق الفريق خاصة في مبارياته ضد فرق "التوب 6"، فهزم مانشستر سيتي وتشيلسي ومانشستر يوناتيد، كما اكتسح أرسنال بخماسية. 

لكن ما عاب الفريق إهداره النقاط السهلة ضد فرق متوسط وأسفل الجدول، كما برزت ثغرات دفاعية في مركزي حراسة المرمى والدفاع. ومع ذلك نجح الفريق في بلوغ المباراة النهايئة لدوري أبطال أوروبا، والتي خسرها المدرب المنحوس أمام ريال مدريد بقيادة زين الدين زيدان 3-1. وفي هذا الموسم فاز صلاح بلقبي هداف وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي.

ولمعالجة الثغرات الدفاعية، تعاقد ليفربول مع فيرجيل فان دايك، الشتاء الماضي، قبل أن يعود ويتعاقد مع الحارس البرازيلي أليسون في الصيف. ومع ارتفاع مستوى الظهيرين روبرتسون وأرنولد، حصل تطور كبير في دفاع ليفربول، وتلقى الفريق 22 هدفًا فقط في 37 مباراة، وحقق أليسون 21 "كلين شيت" (شباك نظيفة)، وهو رقم قياسي لليفربول.

يورغن كلوب
أمام كلوب فرصة لفك عقدة النحس بالتتويج بدوري الأبطال

قدم ليفربول هذا العام أفضل مواسمه منذ عقود كثيرة، ونجح في تحقيق 97 نقطة، هي الأعلى للفريق في تاريخ البريميرليغ. ومع ذلك فقد احتل الفريق المركز الثاني بالدوري، بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي، لتتبخر آمال الجماهير التي تنتظر هذا اللقب منذ عقود. 

فيما تلوح فرصة ذهبية أمام كلوب، الذي لم يفز بأي لقب مع ليفربول خلال ثلاث سنوات، ونجوم الفريق كصلاح، ماني، وفان دايك، لتتويج جهودهم بلقب كبير في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي سيقام في ملعب أتلتيكو مدريد الجديد مطلع الشهر القادم.

تلوح فرصة ذهبية أمام كلوب الذي لم يفز بأي لقب مع ليفربول خلال 3 سنوات، ليتوج جهوده وجهود نجوم فريقه بدوري أبطال أوروبا

تنتشر طرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أن كلوب قد شارك في برنامج من سيربح المليون، ووصل إلى السؤال الأخير وخسر، في إشارة إلى قلة التوفيق الذي يرافقه دائمًا في خطوته الأخيرة، فهل ينجح هذه المرة في فك النحس وتحقيق النجمة السادسة لليفربول، ليتفوق على بايرن ميونيخ وبرشلونة؟ فلننتظر ونرَ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

يورغن كلوب والدفاع.. المشكلة الكبيرة والحلول

يورغن كلوب على خُطى شانكلي "المُلهم"