07-مايو-2022
يوتيوب كيدز

يوتيوب كيدز ليست آمنة بشكل مطلق للأطفال (Getty)

عرضت منصّة يوتيوب المخصصة للأطفال (يوتيوب كيدز) مقاطع وصفها ناشطون بأنها تروّج لثقافة المخدرات، والجسد المثالي، وتغيير لون البشرة، واستخدام الأسلحة، وذلك أمام مستخدمين أطفال لا تتجاوز أعمارهم سنتين، بحسب تحقيق جديد استعرضته صحيفة الغارديان البريطانية.

منصة يوتيوب كيدز، هي تطبيق وموقع أطلقا في العام 2015، ليكون نسخة أكثر أمنًا ومناسبة للأطفال من المنصّة الأصلية.

منصة يوتيوب كيدز، هي تطبيق وموقع أطلقا في العام 2015، ليكون نسخة أكثر أمنًا ومناسبة للأطفال من المنصّة الأصلية. وتستهدف منصة يوتيوب كيدز الأطفال دون 13 عامًا، وتوفر محتوى تقول الشركة إنّه منتقى بعناية ليناسب ثلاث فئات عمرية. الفئة الأكبر بين 9-12، و4-7، وأقل من أربعة.

وبحسب الشركة، فإن مقاطع الفيديو على يوتيوب كيدز هي مناسبة للأسرة، وتعتمد في تصنيفها على الفلاتر التلقائية التي طورتها الشركة، إضافة إلى المراجعة البشرية والتعليقات من ذوي الأطفال، وذلك بهدف حمايتهم أثناء وجودهم على المنصّة من التعرض للمقاطع غير اللائقة أو المناسبة لأعمارهم. إلا أن الشركة تحذّر في الوقت ذاته من أنّ الأنظمة الآلية التي تعتمد عليها "ليست مثالية"، وهو ما يعني أن الأطفال قد يكونون عرضة لمشاهدة بعض المقاطع غير الملائمة لأعمارهم في حال إخفاق أنظمة المنصّة في رصدها وحذفها.

التحقيق الذي أجرته مؤسسة "مشروع شفافية التقنية" (Tech Transparency Project)، وهي مؤسسة أمريكية غير ربحية، يظهر أن النظام الذي تعتمد عليه منصة يوتيوب كيدز لتنقية المحتوى وضبطه أبعد ما يكون عن المثالية، وأنه فيه العديد من الثغرات التي تسمح برفع المقاطع غير المناسبة عليه ووصولها للأطفال الذي لا يفترض بهم أن يتعرضوا لمثل هذا النوع من المحتوى.

فقد أجرت المؤسسة تجربة عبر ثلاثة حسابات مختلفة، كل منها لفئة عمرية مختلفة ضمن الفئات المتاحة على المنصّة والمشار إليها أعلاه، وقد اكتشف المحللون المشاركون في التحقيق العديد من مقاطع الفيديو التي يفترض أن لا تتجاوز نظام فلترة المحتوى المطبّق على المنصّة، غير أن الحال لم تكن كذلك.

فقد عرض الباحثون مقاطع فيديو للأطفال تستلهم مسلسل الجريمة الأمريكي "بريكنغ باد"، وذلك في برنامج طبخ يرتدي به مقدم البرنامج أقنعة شبيهة بالأقنعة التي استخدمت في المسلسل لتصنيع المخدرات، ويمزح فيها مقدم البرنامج من خطورة استنشاق الأبخرة، بالتلميح إلى أنها قد تكون مخدّرة. وعلى الرغم من أن البرنامج قد يكون مناسبًا للتسلية للأطفال الأكبر سنًا (من الفئة الأعلى)، إلا أنه لا يمكن أن يكون كذلك للأطفال الأصغر (من الفئة الأدنى) بحسب التصنيف الذي وضعته المنصّة للبرنامج.

كما تمّ رصد أغانٍ مصنّفة في منصّة يوتيوب كيدز على أنها للأطفال الأصغر سنًا، رغم أنها تشتمل على كلمات عن المخدرات، مثل الكوكايين. إحدى الأغنيات التي صنفت على أنها للأطفال الأصغر سنًا (بين 4-7 سنوات)، تقول بترجمة تقريبية "حين تذوي المشاعر وتريد أن تمضي قدمًا، (عليك) بالكوكايين".  ثمة مقاطع أخرى مصنفة للأطفال الأصغر سنًا تشتمل على محتوى يتصل بالأسلحة وبعض المعدات المرتبطة باستخدامها.

إلا أن شكل المحتوى الأكثر خطورة بحسب التقرير فهو الذي اشتملت عليه بعض المقاطع التي قد تؤدي إلى مشاكل في نظرة الأطفال إلى أجسادهم وألوانهم. فمنصة يوتيوب كيدز لا تخلو من مقاطع لمؤثرات في عالم الموضة والمكياج يتحدثن فيه عن كيفية تعديل لون البشرة للأطفال. كما عرض مقطع مخصص للأطفال الأصغر سنًا (أصغر من 4 سنوات)، عن أهمية حرق السعرات الحرارية من أجل تخفيف الوزن والتخلص من الدهون.

حذفت يوتيوب كيدز العديد من المقاطع التي تم الإبلاغ عنها كما قامت بتعديل تصنيف مقاطع أخرى بحسب الفئة العمرية الأنسب 

وقد تفاعلت يوتيوب مع التقرير وأصدرت بيانًا أكّدت فيه على أن الهدف من يوتيوب كيدز هو توفير نسخة آمنة للأطفال وذويهم من التطبيق، بهدف "توسيع مداركهم وتغذية فضولهم، مع منح أولياء الأمور القدرة على التحكم بتجربة الأطفال". وأوضحت الشركة أنها لديها "معايير أعلى فيما يتعلق بالمقاطع التي تعرض على منصة الأطفال، مع تعزيز قدرة ذويهم على التحكم بالمحتوى". كما أكدت يوتيوب أنها قد عمدت إلى حذف جميع مقاطع الفيديو التي تخالف سياسات الاستخدام، أو إعادة تصنيف بعض المقاطع بحسب الفئة العمرية الأكثر ملائمة لها.

 

 

دلالات: