12-يناير-2019

من احتفالات رأس السنة الأمازيغية في المغرب (أ.ف.ب)

يوافق اليوم السبت، 12 كانون الثاني/يناير، رأس السنة الأمازيغية الجديدة، أو أوّل يوم في أول شهر من السنة، والذي يُسمى بـ"ينّار"، الذي هو أول أيام التقومي الزراعي الذي يستخدمه الأمازيغ منذ آلاف السنين.

بالإضافة إلى الفصول الأربعة، يضيف التقويم الأمازيغي مراحل زمنية أخرى لتناسب الدورات الفلاحية، مستلهمًا من بعض الأساطير الرائجة

أصل التقويم الأمازيغي

يرتبط التقويم الهجري بالمراحل القمرية، فيما يرتبط التقويم الميلادي بالتقويمات الشمسية، أما التقويم الأمازيغي فجاء موافقًا لنشاطهم الزراعي من حرس وغرس وحصاد. 

اقرأ/ي أيضًا: بعد الجزائر.. تصعيد في المغرب لإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدًا وطنيًا

ووفق بعض المؤرخين، يبدأ التقويم الأمازيغي مع حدث تاريخي بارز تاريخ الشعب الأمازيغي، قبل 950 عامًا قبل الميلاد، حينما حكم الملك شيشنق الأول مصر وامتدادها، مؤسسًا الأسرة الـ22 التي تعرف في المصريات بـ"الأسرة الليبية".

وجرى اعتماد هذا التقويم في مقاطعة موريتانيا كايسارينسيس الإفريقية، التي كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية، كما استخدم في بعض أجزاء أوروبا قبل اعتماد التقويم الميلادي، مع أسماء شهور مشتقة من اللاتينية. ومع ذلك، لا يعرف الكثير عن ميثولوجيا هذا النظام الزمني.

رأس السنة الأمازيغية
من طقوس الاحتفال برأس الأمازيغية، وجبات الطعام التقليدي الجماعية

وبالإضافة إلى الفصول الأربعة، يضيف التقويم الأمازيغي مراحل زمنية أخرى لتناسب الدورات الفلاحية، مستلهمًا من بعض الأساطير الرائجة، وهي:

  • الليالي: 

وهي أبرد فترة في فصل الشتاء، وتتكون من 40 يومًا، من 25 كانون الثاني/يناير إلى الخامس من شباط/فبراير، ويُطلق على نصفها الأول اسم "الليالي البيضا" فيما يسمى نصفها المتأخر بـ"ليالي السودا".

  • إمباركن: 

قبل أن ينتهي البرد تمامًا ويبدأ الربيع، تكون هناك فترة تتألف من 10 أيام، وتتميز بالرياح القوية، ولا يُنصح خلالها في الثقافة والعرف الأمازيغي بالعمل في الأرض أو الزواج  أو الخروج أثناء الليل.

  • جمرة الما: 

وهي الفترة التي تبدأ من السادس وحتى العاشر من آذار/مارس، والمعروف أنها تتميز بمزيج من الأمطار الغزيرة والطقس المشمس، حيث تصبح الأرض خلال هذه الفترة أكثر دفئًا على النبات.

  • الصمايم:

على غرار البرد الشتوي القوي، تطلق هذا الاسم على أشد أيام الصيف حرارة، والتي تمتد من 12 تموز/يوليو إلى الثاني من أيلول/سبتمبر، وفي هذه الأيام يصبح الماء أشد النعم طلبا للإنسان والحيوان والنبات.

  • إويجيبن: 

وهي فترة الحرث، التي تأتي بعد أيام من نهاية السنة وجني المحاصيل.

وبعد عقود من التفاعل بين الثقافة الأمازيغية والثقافة العربية الإسلامية، اختلطت بعض الاحتفالات المرتبطة بالتقويم الأمازيغي مع التقويم الإسلامي أحيانًا، ما أدى إلى نقل بعض الاحتفالات ذات الطابع الطقوسي إلى أعياد إسلامية.

الأمازيغ في المغرب
يطالب أمازيغ المغرب بإقرار رأس النسة الأمازيغية ضمن الأعياد الوطنية

ويعتقد الكثير من المغاربة أنه نظرًا للجذور الأمازيغية العميقة للبلاد، يجب أن يكون ينّار، رأس السنة الأمازيغية الجديدة، عطلة رسمية، مثلما فعلت الجارة الجزائر، التي أعلنت قبل عامين يوم 12 كانون الثاني/يناير عطلة وطنية، ويطالب النشطاء الأمازيغ في المغرب الحكومة بفعل نفس الشيء.

ولأجل تحقيق هذا الغرض، وقعت مجموعات أمازيغية مذكرة مُوجَّهة إلى رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، حثته فيها على إعلان رأس السنة الأمازيغية كيوم عطلة رسمية في كامل البلاد. وقال حول ذلك رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، إن "المبادرة جماعية ومهمة جدًا ولها دلالة سياسية".

احتفالات يناير

ويحتفل سكان شمال أفريقيا الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية الجديدة، بتنظيم وجبات جماعية من الطعام التقليدي والموسيقى والرقص، حيث يبدأ الاحتفال من الليلة الأولى لولادة العام الجديد، كطقوس رمزية تنعي السنة المنقضية وترحب بالعام الجديد وما يحمله من مستقبل غامض على محاصيلهم، لعلهم ينجون من أيام المجاعة والجفاف التي قد تأتي.

غالبًا ما يتم إعداد أطباق الكسكس التقليدية الغنية بالخضر في هذا اليوم، أو وجبة "التاكوولا" وهي عبارة عن طبق يتكون من حبات الذرة الممزوجة بالزبدة، مصحوبة بالسمن. 

وفي منطقة سوس، يقوم الناس بإعداد طبق "إيركمين"، المكون من القمح المبخر مع الفول الجاف المغلي على شكل حساء. إلى جانب الاستمتاع الجماعي بعروض رقصات أمازيغية، مثل "أهواك" و"أحيدوس"، كنوع من الترحيب بسنة زراعية جديدة.

يحتفل الأمازيغ برأس السنة الجديدة، بتنظيم وجبات جماعية من الطعام التقليدي والموسيقى والرقصات مثل رقصة "أهواك" و"أحيدوس"

وكانت هناك طقوس أخرى تمارس في هذا اليوم قبل أن تندثر، على سبيل المثال كانوا يقصون شعر الأولاد الصغار، ويتزوج الشباب في هذه الفترة كفأل خير، مثلما تُوزع الفواكه الجافة لإدخال الفرح على الأطفال. وتسعى اليوم عدد من الجمعيات الأمازيغية إلى استرجاع بعض تراث الثقافة الأمازيغية من خلال تنظيم أنشطة ودورات ثقافية وفنية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تدريس الأمازيغية في المغرب مهدد بالفشل

أسماء أمازيغية ممنوعة في المغرب!