09-أغسطس-2016

يسرا مارديني في سباق 100 متر فراشة في ريو2016(كيودو نيوز/Getty)

بعد عام واحد من مشهد ملحمي كانت تهرب فيه هي وأختها من نيران حرب مستعرة في بلدها، تحولت الفتاة ذات الثامنة عشرة إلى حديث العالم سواء عربيًا أو غربيًا. جاء في تقرير "بي بي سي" عنها: "هناك من لا نرغب في تتبع خطواتهم، من لا نريد أن نكون في محلهم، لكننا نتمنى لو أن لنا نفس قوتهم وصبرهم وشجاعتهم، هؤلاء الذين تعلمنا من ظروفهم أن أسوأ ما في الإنسانية قد يكون الرحم التي يخرج منها أحسن ما فيها.

استطاعت يسرا مارديني، بمساعدة أختها، أن تنقذ بسباحتها حتى الشاطئ 20 شخصًا كانوا يرافقونهم على نفس القارب

حتى وقت قريب، كانت يسرا مارديني فتاة مراهقة عادية، تدردش مع أقرانها وتحمل في يدها "السمارت فون" وتضحك. هي الوسطى بين ثلاث أخوات، كانت تذهب إلى ناد رياضي وتحب السباحة، وكانت في طريقها لتكون سباحة ماهرة ولكنها كانت تحظى بحياة عادية غير مغرية لتدفع الصحفيين للسفر للكتابة عنها. ثم جاءت الحرب السورية، بكل ما فيها من قسوة ودمار للحجر والبشر، فقسمت البلد وحولته إلى جحيم تستحيل فيه المعيشة.

اقرأ/ي أيضًا: أولمبياد ريو.. ستة رياضيين يمثلون فلسطين

كانت يسرا على قيد الحياة لكنها كانت بلا حياة حقيقية، وقع بيتها تحت القصف، فأُجبرت العائلة على تركه، حتى حوض السباحة الذي كان في سطح المنزل وكانت تتدرب فيه تحول إلى سراب، وكانت المأساة. كان لدى مارديني، ابنة مدرب السباحة، خيارين إما أن تبقى في بلدها بلا أمل أو أن تهاجر بحثًا عن حلمها. وقالت في نفسها: "ربما سأموت في الطريق لكنني على أي حال ميتة هنا، لا مجال للانتظار أكثر".

رحلة إلى المجهول

في الثاني عشر من آب/أغسطس الماضي عام 2015، على متن قارب صغير هي وأختها سارة والأب وطائفة من اللاجئين كانت رحلتها إلى بيروت وجهتهم الأولى. قضت مارديني أربعة أيام وسط غابة من الأشجار، حاولوا الاختفاء عن الأنظار، لا ماء ولا طعام ولا مأوى، وبعد عدة مناوشات مع أحد المهربين قرر أن يساعدهم على خوض غمار المتوسط إلى اليونان ولكن بعد دفع مبلغ مالي ضخم.

اقرأ/ي أيضًا: تاريخ المنشطات في الأولمبياد: الوجه السيئ للتحدي

السباحة لإنقاذ الحياة

كانت السباحة وقتها في البحر المالح، الذي تحرق ملوحته الأعين أشبه بمحاربة طواحين الهواء، لكنها تذكرت كل ما تعلمته في السباحة لأجل أن تنقذ حياتها وحياة من معها. القارب الذي كان من المفترض أن يحمل 6 أو 7 ركاب على الأكثر كان يحمل 20 شخصًا وفجأة توقف محرك القارب عن الدوران، كاد القارب أن يغرق، وتوقفه أصاب الجميع بنوبة فزع، وكان يجب تخفيف حمل القارب، تقول مارديني، التي تعلمت السباحة وهي في الثالثة: "فكرت أنه من العار أن أغرق لأنني سباحة".

استطاعت مارديني، بمساعدة أختها، أن تنقذ بسباحتها حتى الشاطئ 20 شخصًا كانوا يرافقونهم على نفس القارب، تقول مارديني: "حين وصلت على الأرض صليت ثم انهرت على الشاطئ. وبعد رحلة طويلة بين مقدونيا وصربيا وميونيخ وصلت أخيرًا إلى برلين".

وعندما وصلت إلى برلين كان السؤال الأول غير المألوف بالنسبة للاجئة: "هل هناك حمام سباحة قريب من مخيم اللاجئين هنا؟"، عندها وضعها مترجم مصري على اتصال مع Wasserfreunde Spandau 04، وهو أقدم ناد للسباحة في برلين. عندها أذهلت مارديني المدربين في ألمانيا، وبعد أربعة أسابيع من التدريب، قرر مدربها الألماني Sven Spannerkrebs أن يبدأ خطته للأولمبياد طوكيو 2020، لكن في آذار/مارس من هذا العام، قررت اللجنة الأولمبية أن هناك فريقًا لللاجئين سيذهب إلى ريو في رسالة غرضها الحب والسلام للاجئين في العالم. شاركت يسرا وهي تواصل مسارها الآن في ريو 2016.

القصة مترجمة بتصرف ـ الرابط الأصلي

 

اقرأ/ي أيضًا:

الأولمبي العراقي في مواجهة البرازيل ومهارة نيمار

5 حقائق لا تعرفها عن الألعاب الأولمبية