10-أكتوبر-2020

ترحيب دولي باتفاق الهدنة (Sergei Bobylev/Zuma Press)

الترا صوت – فريق التحرير

تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بشأن خرق الهدنة الإنسانية التي اتفق عليها الطرفان برعاية روسية يوم الجمعة، بعد محادثات استمرت بين وزير خاجية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان ونظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف لما يقارب 10 ساعات في العاصمة الروسية موسكو، وسط ترحيب أممي على أمل أن تؤدي الهدنة لوقف شامل لإطلاق النار بين باكو ويريفان اللتين تخوضان حربًا طويلة منذ 30 عامًا.

تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بشأن خرق الهدنة الإنسانية التي اتفق عليها الطرفان برعاية روسية يوم الجمعة

وقالت وزراة الخارجية الروسية في بيان صادر عنها إن يريفان وباكو اتفقتا على هدنة إنسانية تبدأ اعتبارًا من الساعة 12 ظهرًا من يوم السبت، مشيرةً إلى أن الطرفين المتحاربين سيباشران بوساطة الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك (الولايات المتحدة، روسيا، وفرنسا) على أساس المبادئ الأساسية للتسوية "المفاوضات الموضوعية بهدف التوصل إلى تسوية سلمية في أقرب وقت ممكن".

اقرأ/ي أيضًا: ما تريد/ين معرفته عن أسباب الصراع العسكري بين أرمينيا وأذربيجان

وتابع البيان مضيفًا بأن الطرفين اتفقا على البدء بتبادل الأسرى وغيرهم من المعتقلين وجثث القتلى فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أنه "سيتم التوافق بين طرفي النزاع في قره باغ على حيثيات الاتفاق وبشكل دقيق"، فيما لم يصدر عن وزارة خارجية البلدين أي بيان أو تصريح حتى لحظة إعداد التقرير.

من جانبها، أكدت وزراة الخارجية التركية في بيان صادر عنها على أهمية الهدنة الإنسانية المعلنة بين يريفان وباكو، مشيرةً إلى ذلك بقولها إن "وقف إطلاق النار الذي أعلن بهدف تبادل الأسرى والجثث لأسباب إنسانية خطوة أولى هامة؛ لكنه لن يحل محل الحل الدائم"، ومؤكدة في الوقت عينه على أنها لن تدعم إلا الحلول التي تقبل بها باكو، وأنها ستواصل تقديم الدعم السياسي والميداني لباكو في هذا الإطار.

كما رحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باتفاق الهدنة الإنسانية الموقع بين الطرفين، وقال الدبلوماسي الإيراني في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي، إن طهران "ترحب بوقف الأعمال العدائية في إقليم (ناغورني) قره باغ كخطوة نحو السلام"، وأضاف داعيًا الطرفين لـ"الانخراط في حوار على أساس احترام القانون الدولي والسلامة الإقليمية".

من جهتها رحبت فرنسا باتفاق الهدنة الإنسانية الذي توصل إليه الطرفان، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أغنيس فون دير مول في تصريح مقتضب إن باريس"ترحب بإعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بين أرمينيا وأذربيجان. ويتعين الآن تنفيذه والتقيد به بشكل كامل من أجل تهيئة الظروف الكفيلة بوقف دائم للأعمال القتالية بين البلدين".

في حين أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوجاريك عن ترحيب المنظمة الأممية باجتماع الطرفين الذي عقد بوساطة روسية في موسكو، مضيفًا بأن الأمم المتحدة "تأمل أن يؤدي ذلك (الهدنة الإنسانية) أولًا وقبل كل شيء إلى وقف الأعمال العدائية"، لافتًا إلى أن بعض التقارير تحدثت عن مقتل وإصابة مدنيين من جراء هذا النزاع، مجددًا أمله بأن "يؤدي الاجتماع إلى وقف الأعمال العدائية على طول خط الجبهة بين البلدين".

وبعد وقت قصير من سريان مفعول الهدنة الإنسانية، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية شوشان ستيبانيان إن القوات الأذربيجانية "شنت بعد خمس دقائق من بدء سريان الهدنة، هجومًا باتجاه منطقة كاراخامبيلي في جنوب خط التماس"، وهو ما نفته وزارة الدفاع الأذربيجانية، وأضافت في ردها على اتهامات يريفان بأن الجيش الأرميني بقصف مقاطعتي تارتار وآقدام الواقعتين قرب خط التماس بعد بدء سريان الهدنة.

وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية على أن "النزاعات (بين البلدين) يجب أن تحل بناء على تنازلات متبادلة"، مشيرًا إلى استعداد يريفان وحكومة إقليم ناغورني قره باغ الموالية لأرمينيا "لتقديم تنازلات مقابل تلك التي تبدي أذربيجان استعدادًا لتقديمها"، معربًا عن "ثقته" بأن تقدم موسكو الدعم العسكري لبلاده إذا ما تعرضت لهجوم مباشر، وذلك في إشارة لاتفاقية الدفاع المشتركة الموقعة بين موسكو ويريفان.

وكانت كل من أرمينيا وأذربيجان جزءًا من الاتحاد السوفيتي قبل انهياره في عام 1991، وفي عام 1923 قام الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين ضمن سياساته المعروفة حينها بـ"الهندسة الإثنية"، بضم الإقليم إلى جمهورية أرمينيا، وعلى مدى سنوات بقيت الدولتان عالقتين في نزاع لم يتم حله بشأن الإقليم المعترف به دوليًا كجزء من أذربيجان.

أكدت وزراة الخارجية التركية في بيان صادر عنها على أهمية الهدنة الإنسانية المعلنة بين يريفان وباكو

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وإعلان كل من أذربيجان وأرمينيا استقلالهما، أعلن الإقليم بدوره استقلاله، وهو ما اعتبرته باكو خطوة مدعومة من يريفان، التي قدمت دعمها فعليًا للمجموعات الانفصالية في الإقليم، مما أسفر عن نشوب الحرب الأهلية المعروفة في منطقة القوقاز، واستمرت لثلاث سنوات مخلفة آلاف القتلى، ومسببة أضرارًا بالغة، قبل أن يتم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في عام 1994.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 تصعيد بين أذربيجان وأرمينيا.. ماذا يحدث في القوقاز؟