08-أبريل-2021

لوحة لـ سي تومبلي/ أمريكا

كنت أعرف أني أقصد اللاشيء

أسير بلا هدف

بلا خطا

 بلا درب يحفظ خطواتي المبعثرة

 

كنت أبتدع شيئًا غريبًا

موعدًا لا يحين

وكلامًا تدربت قوله آلاف المرات وفشلت

 

الآن أنا إلاي

صدري ممتلئ بالغبار

أترنح فوق أوراقي كنقطة حبر حائرة

ربما لم

ولن تكتمل الجُّمل

 

الآن

وحده سؤال الحياة يسكنني

والموت يتطلى خلف شباك حيرتي

لوجهه تسعة أعين يترصدني بها

هل قلت أحبك تسع مرات

 

لطالما كنت أمشط شعر الصباح

بأغنية أو اثنتين

لطالما جلسنا على كرسي الدهشة

نحتسي قهوتنا الصباحية

لطالما كان ينظر للبعيد

ويطفئ آخر أغنياتي

ولطالما سألته عن السبب ولم يجبني

وقال: غدًا ستفهم

 

الحقيقة التي لطالما بحثت عنها

اليد التي لطالما تمددت فوق افتراضي العبثي

لأنالها

لم تعد لي

الأصابع التي عزفتني كلحن مسائي

لم تعد لي

الحقيقة هي الخسارة

وحقيقتي أني كلما حاولت

أن أحدث المساء بابتسامة.. صفعني

وقال: تأدب

 

منهكًا عدت إلى فراشي

متعبًا من آخر الحروب التي اغتالتني قبل الطلقة الأولى

أنا الخاسر في كل الحروب

اتفقد جسدي مسامًا مسامًا

لا أثر لعطرك فوق جسدي

يعطرنا البارود إذ يصرخ بنا

تعالوا

لدي وليمة للنجاة

ينجو البارود وحده

وتقتلنا خيباتنا

في رصاص يخطئنا للمرة الألف

ولكنه يلذع شغافنا

في مشهد للعدم

 

أنا لا أفكر بما أقول

لذلك قد تكتبني الكلمات نصًا رديئًا

بلا أي معنى

 

كم كان من حقي أن انتظرك

أن أهزم الوقت في انتظارك

أن أخبرك بما تعرفين

لتسخري مني

تقولين: أعرف

كم كان من حقي النجاة

كأي حلم عابر لم تقطع طريقه الخيبة

ولم يفخخه ماضٍ مقيت

 

عندما عدت إلى البيت

لم يلاحظني أحد

مررتُ خفيفًا خفيفًا

كهمسٍ تعثر عند الشفاه

ولم يلتقطني أحد

لأن سقوطي كان اعترافًا بأني

وحدي

وحدي وحيد

ولا من أحد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أتفتتُ رملًا ثم ملحًا وأشياء أخرى

مناداة الوردة باسمٍ آخر