27-يونيو-2022
لوحة لـ ستيوارت بولير/ أمريكا

لوحة لـ ستيوارت بولير/ أمريكا

  • إلى جورج

 

كان قد قرّر أن يركب الدرّاجة ويسير إلى حتفه، إلّا أنّ شبحه المرافق لم يساعده. أعطى لنفسه وقتًا مستقطعًا ليتدبّر أمر الشّبح، لكنّ ذلك لم ينفع. بقي الشّبح قرينه ورفيقه كأنّه وجد معه أو خلق لأجله.

*

 

لم تعتد نفسه على ذلك، الخفّة الّتي قال بها جملته الشّبحيّة الأخيرة خفّفت من رباطة جأشه. عهد نفسه أقوى من ذلك بكثير.

*

 

جسده يرتمي على الأرض مثل خرقة. أو مثل بالون هيليوم. الرّداء الّذي يلبسه يسير كفقّاعةٍ في الهواء. كان يرشح برباطة جأشه السّائرة معه أينما ارتحل.

*

 

جسده كالعبارة شاسعٌ وقنوات يديه طالعةٌ من جوفه الأعمق. جسده ملتقى للأشقّاء والنّدماء والحيارى. جسده عرضةٌ للانبطاح والسّير الحثيث على التّخوم. جسده رمح التّلال وأسطوانةٌ تتكرّر في الصّالة.

*

 

تعينه الدّروب على رحلته والصّلوات على المسير. والدّعاء على الخروج من الحيرة. يعينه صوتٌ خارجٌ من القلب وصنّارةٌ لصيّادٍ مات منذ عامين.

*

 

من قصائده يطلع صوت المغنّي

من شذراته تستفيق القنوات

ومن أنينه تشقّ الصّخور طريقها للأعالي.

*

 

يخترع عتمةً في الطّريق

لئلّا يصل.