26-أبريل-2022
لوحة لـ جاسبر جونز/ أمريكا

لوحة لـ جاسبر جونز/ أمريكا

جسر الأقفال الموصدة

 

جسر الفنون

قفر في هذا الصباح الثلجي

وحاجز نهر السين لا يأبه

بالعشاق ذوي الأسماء المكتوبة

على الصلب والنحاس

هؤلاء راحوا يستدفئون بعيدًا

في مكان ما

داخل قصة الحب

أو بعد انطفاء الوردة الحمراء.

 

الأقفال باردة

مرت عليها عوادي المطر والشمس

تصفق ألواح العواصف

على السطح الصغير

تُنسج خيوط الحرارة عميقًا

 

أما الصدأ الرطب فيمكث

مثل ملح بني

في الأغوار المنسية

لا يغيب

يتوالد في كل آن

حبيبات وتضاريس صغيرة

يصير نحتًا جنب الاسمين.

 

فكيف يٌنقش الاسمان

من أجل الحب الدائم

في أقفال مغلقة؟

هل هو إملاء عمى العشق الجارف

يقود الخطى

يمزج عرق الأجساد

وفرح العيون

ورحابة الأحلام

حين ينتصب وهم الاعتقاد الأبدي

واللامبالاة الحرى

والانتظار الجارف

بلا أفق غير الجسد الواحد

سوى لحظة الحب.

 

أما نهر السين فيسكن عيونه

يحضن المفاتيح الملقاة

كتابوت الخلود الفرعوني

يبتسم

ولا يكترث

تباركه الأبنية القروسطية

النائمة على سر المقاصل الدامية

لكن هو العشق الذي يدوم

حين ينسل الماء بعيدًا

عن الأقدام التي تدق

خشب الجسر دون كلل

تزرع القبل

كفراشات ليل

تحوم بين أجنحة طيور

باريس البيضاء الخالدة

فوق كل الأسوار.

 

وهم

 

يتنادى صوتك

من مقهى إلى جريدة

إلى حانة

إلى حضن مومس

يتنادى صوتك

في المدى العميق

لذات هي أنت

هي الآخرين

والمومس زبيدة

ذات العينين الزائغتين

بلا لون

ذات الجسد المعضوض الثنايا

بالزمن الآبد

 

يتنادى صوتك

وقد تغضب

وقد تحن

لكن تتذكر دوما

أنهم من هنا مروا

موباسان

وبودلير

ونيتشه

أسماء مغموسة

في ماء الذهب والبريق

ذي النقاوة البدائية

 

تعانق وجوههم المتعبة

المعلقة في جدار الغرفة

بجبلك البعيد

وربما بعض سكينة رحيمة

تحط في جوف قلبك

دفئًا وسلامًا

وربما ألقوا إليك

بالرمق الفريد

الذي لن تجد

لكنك تجرع الحبة

وتنتشي.