11-أغسطس-2019

من أجواء الاحتفال بالعيد في مصر (أ.ف.ب)

لماذا لا نفرح؟!

العيد هو مناسبة عظيمة للفرح، رسالة ربانية للتخفف من هموم الدنيا وأحمالها، نداءٌ من السماء إلى الأرض يبشر بتراتيل الفرح وآيات المواساة.

في الآونة الأخيرة، ارتبط العيد في مصر بالحوادث الإرهابي هنا وهناك؛ دماء تراق على صفحات الوطن متسائلة: بأي ذنب أريقت؟! 

الفرح في العيد عبادة أمر الله بها كل الذين يؤمنون به على اختلاف دياناتهم، يخبرنا الله أن نفرح الآن، بينما يستكثر البعض علينا الفرحة!

اقرأ/ي أيضًا: عن العيد والأضحية

في الآونة الأخيرة، ارتبط العيد في مصر بحدوث تفجير إرهابي هنا، وهجوم مسلح إرهابي أيضًا هناك؛ دماء تراق على صفحات الوطن متسائلة: بأي ذنب أريقت؟! 

في عيد الفطر الماضي، خرج المصريون من صلاة العيد ليفاجأوا بهجوم إرهابي راح ضحيته ثمانية من أفراد الشرطة بين ضابط وجندي، وقبل عيد الأضحي فوجئنا بحادثة معهد الأورام المروعة.

دماء تفترش الطريق، بعضها لوّن مياة النيل، وبعضها ارتوت به أرض القاهرة العطشى للدماء مهما أريق فوقها! 

23 ضحية من المارة والمرضي وذويهم افترسهم الموت، بسيارة مفخخة في طريقها إلى وسط المدينة، غالبًا كانت متجهة إلى إحد الوزارات أو السفارات التي تمتلىء بها المنطقة. تتصادم السيارة المفخخة بالمتفجرات، والتي كانت تسير عكسيًا، بثلاث سيارات أمام معهد الأورام، فتلقي بموتها أمام من يصارعون الموت.

النهاية المصرية في كل شىء دائمًا ما تكون على طريقة هيتشكوك، دراما الرعب سيدة المشهد بلا منافس. ترجع من صلاة العيد الصغير لتتابع الاحتفالات فيصعقك خبر الهجوم الإرهابي. 

وقبل العيد الكبير يحدث انفجار أمام مستشفى للأورام هو الأكبر في العاصمة. هنا القاهرة؛ القلوب التي في الصدور تتنفس الرعب لكنها تحيا وتفرح!

على ذكر موانع الفرح، غلاء الأسعار هو أحد أهم تلك الموانع، إذ الاحتفال يحتاج إلى المال، إلى الكثير منه للدقة، والعيد لدى الأطفال يتمثل في الملابس الجديدة التي تمنعهم الفرحة بها من النوم، لكن ما الحال إن عجز بعض الآباء عن شراء ملابس العيد لأطفالهم؟ حينها الحزن هو الذي سيمنعهم من النوم.

رغمًا عن كل شيء. العيد فرحة

في عيد الأضحى، فدى الله نبيه إسماعيل بذبح عظيم، بعدما همّ والده بذبحه تنفيذًا لأمر الله له، ليصبح من بعد ذلك يومًا خالدًا تذبح فيه الأضاحي في كل مكان. 

وفي مصر عقب صلاة العيد تمتلئ الشوارع بالدماء والجلود واللحوم، في مشهد لا يعجب البعض، لكنه ضريبة الفرحة، وما أخفها وأجملها من ضريبة طالما ستوصل اللحم إلى بيوت الفقراء.

أكثر من يفرح بالعيد هم الأطفال، فنحن، وإن كنا نلتقي بمن لم تأخذهم الغربة من أصدقائنا في صلاة العيد، نزور الأقارب ونأكل ما لذ وطاب -إن وجد- لكن فرحتنا دائمًا منقوصة. 

الفارق في العيد أن الله يبعث في القلب أملًا. العيد استراحة محارب لالتقاط الأنفاس من الركض خلف الحياة، علنا ندركها ذات يوم، ربما يوم عيد.

في العيد يبعث الله في القلب أملًا، فالعيد استراحة محارب لالتقاط الأنفاس من الركض خلف الحياة، علنا ندركها ذات يوم

في العيد نوع فريد من الراحة النفسية، فرحة مؤقتة وحزن مؤجل، نصر حاضر وهزيمة ماضية، صفحة تطوى وأخرى ناصعة البياض تفتح، القلب مرتاح من رصد الاحتمالات، والروح أكثر يقينًا في رب عليم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كعك العيد في مصر.. تراثٌ ورأسمالية

7 ملاحظات على تهاني العيد