12-فبراير-2020

ماكس إرنست/ ألمانيا

أيا أيّتها البلاد.

أيا أيّتها الخرائب التي تقتصُّ منا في المنامات كالمناجل.

أيا أيّها الوطن الذي تُعبّدُ الطريق إلى وجودك بعظام آلاف الضّحايا،

بمذابح كُبرى تحمل ذكرى كالوسم وكاللّعنة،

بشُهودٍ،

وشواهد لقبورٍ تُهتكُ بنعالٍ لبغالٍ عسكر

أيا أيُّها السقمُ الذي استوطن في عظم البيوت

أيا أيُّها العفنُ الذي ملأ أفواه الجائعين

أيا أيُّها التفاوتُ الذي حان ميعادُ ازدحامك بين بُطون الفُقراء

وجيوب من يملكون أثمان المدافع

أيا بلادًا لا ترحم،

لا تُزهر،

لا تُمطرُ إلّا أشلاء،

تأكُلُ أعضاء الأموات،

تبترُ ذاكرةً،

تنقعُها بمياه الكبريت،

ترفعُ أصوات أغانيها

عن غصب بُكاء الشّعب الرّازح تحت صبابيط العسس الأحمر،

أفواج الآلهة العسكر،

وصدى لعقوبات الأسياد "أسياد مصائرنا الجّرباء".

تبًّا للعرق السّامي،

لصلاة الدّم القومي

وتبت كلُّ القوميّات فلا تُطعمُ أفواه الأطفال الجوعى في البرد حساء

لا تكسو عُريانَ في أوطانٍ متراميةٍ بخيامٍ،

وحدودٍ تركضُ كجراءٍ عمياء

وعواصفُ تعوي،

أسنانُ البرد تُمزقُ ألاف الأسماء

يا أرضًا كاللّعنة!! تبًّا

يا أرضًا تتناسى حشرجة صُدور الأيتام المرضى

وصدى صيحات ذويهم،

وروائح دمهم تتخثّرُ ذكرى حمضيّة

أو بولٌ من خوفٍ في مُنتصف التعذيب،

وما قبل هُبوط ملاكات الموت البطران

ويا للكثرة!

 

تبًّا يا أرض اللّعنات الأولى،

يا أرضًا كالشريان النّازف

يا أرضًا قحباء بما تملك،

تستوطي لمن يدفعُ أكثر

ويستوطنُها كبغاء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشاهدة تنتظر

أبواب للفرادى