13-مارس-2017

أخطاء عديدة في المقالات الطبية لويكيبيديا وهو ما يضرب مصداقيتها (كارين بلاير/أ.ف.ب)

كثيرة هي المواقع التي تقدم خدمة المعلومات الطبية، كأنواع الأدوية والتشخيص البسيط واستعراض الحلول السريعة لملايين المستخدمين الذين لا يترددون للحظة باستشارة غوغل، والذي بدوره يقدم آلاف النتائج والتي غالبًا ما تتصدرها موسوعة ويكيبيديا الحرة، التي تحتوي على آلاف المقالات الطبية، وقد قام بإنشائها زوار الموقع دون خضوع للتدقيق والمراقبة، بالإضافة لقابلية إعادة تحرير تلك المقالات وتعديلها في حال عدم وجود أي مصدر دقيق لتلك المعلومات.

نصحت دراسة أجراها باحثون أمريكيون قبل سنوات بالتعامل بحذر مع موسوعة ويكيبيديا، حيث تحتوي على أخطاء في كل تسعة مواضيع من أصل عشرة

فمنذ أن أنشئت ويكيبيديا في عام 2001، نمت وتطورت بسرعة لتصبح واحدة من أكبر المواقع على الإنترنت، تجذب أكثر من 100 مليون زائر شهريًا، أمّا ويكيبيديا العربية فانطلقت في عام 2003 ووصل عدد مقالاتها في آذار/مارس الجاري حوالي 500 ألف مقالة، ولا تزال في مرحلة بناء المحتويات وإضافتها.

اقرأ/ أيضًا: "ويكيبيديا" تهاجم "ديلي ميل".. صحيفة صفراء

هذه الموسوعة، والتي نصحت دراسة أجراها باحثون أمريكيون قبل ثلاث سنوات ونشرتها دورية «American Osteopathic Association»، من التعامل بحذر معها، حيث تحتوي على أخطاء في كل تسعة مواضيع من أصل عشرة. هذه النسبة التي بدأت تتداول بعد أن كشف هؤلاء الباحثون تلك الأخطاء، وقاموا بمقارنة بين مقالات الموسوعة الحرة عن أمراض القلب والسرطان والاكتئاب وبين البحوث الطبية العلمية التي تتناول هذه الأمراض.

إن فسح المجال بإضافة وتعديل المحتوى وسهولة مشاركته وتوفره، جعلت منه مصدر شك أكثر من مصدر قبول وتبني، فالموسوعة لا تشترط على الزوار الذين يقومون بعملية التحرير أو التسجيل إدخال أية بيانات ومعلومات لهم، لذلك كثيرًا ما يحدث ورود أخطاء قد تؤثر لاحقًا على بنية المعلومة وصحتها، خاصة إن كانت تلك المعلومات طبية فقد تؤثر بشكل مباشر على الأشخاص الذين يسرعون بالبحث عنها وتبنيها، ومع تراكم المعلومات غير الصحيحة ستتحول مهمة الموسوعة من مجال مفتوح للمعلومة لغسيل أدمغة وتحوير. ليس فقط فيما يتعلق بالجانب الطبي، بل بموضوعات اشتهرت ويكيبيديا بالهفوات والأخطاء فيها، كالسير الذاتية والتواريخ والأرقام المتعلقة بحوادث تاريخية أو تواريخ ميلاد ووفاة مشاهير.

لم تكن تلك الأخطاء حصرية على الموسوعة الحرة ويكيبيديا فقط، ففي دراسة أخرى قامت بها عدة جامعات متخصصة في العاصمة سيول في كوريا الجنوبية، قام الباحثون بتحليل المعلومات الصحية التي يقدمها أكثر من 120 موقعًا إلكترونيًا، عن حساسية والتهابات الأنف والتهابات الجيوب الأنفية. وخلصت الدراسة إلى أن غالبية هذه المواقع لم تُقدم لزوارها المراجع المناسبة للمعلومات التي تنشرها، بالإضافة لعدم ذكر تنبيهات عن الأضرار الجانبية للأدوية المذكورة، كالمخاطر المحتملة والأخرى التي لم تُجرَ دراسات كافية للتحقق منها.

اقرأ/ أيضًا: صدر وعتبة "ويكيبيديا" لي

بالرغم من إنشاء مئات المواقع الاستشارية والمواقع والصفحات التي تسهل الاستشفاء، تبقى العلاقة المباشرة بين الطبيب والمريض الأنسب

ودراسة أخرى لإحدى جامعات المملكة المتحدة شملت تطبيقات الهواتف الذكية، قام فيها باحثون حول أكثر من 87 تطبيقًا على متاجر جوجل وآبل للهواتف الذكية، مختصة بتقديم معلومات حول الأمراض المنقولة جنسيًا والعدوى التناسلية، 13 تطبيقًا فقط منها كانت معلوماتها دقيقة بالكامل، 46 تطبيقًا كانت معلوماتها غالبًا دقيقة، وفي 28 تطبيقًا كانت المعلومات دقيقة جزئيًا. بالإضافة إلى أن 25 تطبيقًا منها احتوت على أكثر من معلومة أو نصيحة من المحتمل أن تكون ضارة.

بين المواقع الطبية ومواقع المعلومات الإرشادية والوقائية وتطبيقات الهواتف الذكية تبدو المسألة شبه معقدة في الحصول على المعلومة الطبية الصحيحة التي نحتاجها في ذات الوقت الذي تداهمنا قلة الحيلة أمام المرض.

وبالرغم من إنشاء مئات الأطباء مواقع استشارية خاصة بهم تعتمد على المراسلات والتشخيص عن بعد، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات يوتيوب وغيرها، تسهل الاستشفاء وربما يرتاح المريض إليها، إلاّ أنه كما يرى كثيرون تبقى العلاقة بين المريض والطبيب داخل العيادة بشكلها المباشر والصريح هي الأنسب والتي يفضلها المختصون أيضًا.

اقرأ/ أيضًا:

ويكيبيديا العربية.. بؤس ثقافي

رد على مقال: ويكيبيديا العربية بؤس أم أمل ثقافي؟