02-سبتمبر-2016

(Getty) ويكيبيديا مرجعي في العالم، لكنه مثار سخرية عندنا

تصلح "ويكيبيديا" بنسختها العربية أن تكون مثالًا فاقعًا لرداءة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، فسوى الفقر الهائل في معلومات عديدة يحتاج إليها الناس بمختلف اهتمامتهم ومشاربهم، هناك مشكلة أصلًا في المواد الموجودة من حيث دعم دقتها العلمية، في مقابل أنك حين تجرّب أن تقرأ الموضوع ذاته، في الموقع ذاته، بلغة أخرى ستجد مواد بحثية شاملة تكاد تكون كتبًا من حيث الحجم.

تصلح "ويكيبيديا" بنسختها العربية أن تكون مثالًا فاقعًا لرداءة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت

تقول الأرقام إن ويكيبيديا العربية في حال مرزٍ للغاية، إذا أن المحتوى العربي فيها لا يتجاوز 349359 مقالة، بينما المحتوى باللغة الإنجليزية يصل إلى حوالي خمسة ملايين مقالة، والإسبانية مليونًا ونصف، والألمانية حوالي مليونين.

اقرأ/ أيضًا: رثاء الأشياء الصغيرة

ثمة مقالات ودراسات تضعها مؤسسات وأفراد على صلة بمواضيع معينة، فالمهتمون بحقوق الإنسان يحاولون رفع المحتوى الحقوقي ما أمكنهم، والمهتمون بالأدب يصبون جهدهم على جعل المواد المكتوبة تعطي فكرة وافية عن كاتب أو شاعر، في مقابل ذلك لا تفعل المؤسسات العربية، سياسية أو ثقافية أو حتى دينية، أي شيء، رغم أن لدى الكثير منها العديد من الدراسات التي تصلح للنشر بغرض الفائدة العامة. ناهيك طبعًا عما يرتكبه بعض الأفراد من حماقات غير مقبولة ولا مهضومة، كأن يأتي أحدهم ويضيف إلى صفحة إحدى نجمات السينما العالمية بأنها كانت متزوجة منه. مزحات كهذه مكانها الصفحات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، فميزة التحرير المتاحة لأي إنسان وجدت لغرض إغناء المادة الموجودة، والإضافة إليها، ورفع سويتها، لا من أجل تخريبها.

صحيح أن هناك مواضيع إشكالية في الواقع العربي اليوم، تحدث حولها حالة استقطاب حادة، إذ يمكن للفرقاء أن يشكلوا كتائب تحريرية هدفها الأساسيّ نسف سردية الفريق الآخر، لكن الصحيح أيضًا أن الفقر واللامهنية، والجهل أحيانًا، يطال المواضيع ذات الطبيعة الثقافية العامة.

"ويكيبيديا" مرجعي في العالم، لكنه مثار سخرية عندنا.

اقرأ/ أيضًا:

جيمس بوند الصحافة

الشعر الميّت على فيسبوك