ويتكوف في رفح.. زيارة دعائية أم شراكة في تجويع غزة؟
1 أغسطس 2025
في وقت تتفاقم فيه أزمة الجوع والمجاعة المقنّعة في قطاع غزة، وتغلق فيه سلطات الاحتلال المعابر أمام دخول الغذاء والدواء، اختار المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، صباح اليوم الجمعة، أن يقوم بجولة استعراضية في مركز لتوزيع المساعدات الغذائية في مدينة رفح، تديره جهة غير حكومية تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية".
وقد اعتبر الفلسطينيون أن الزيارة تأتي في سياق حملة دعائية أميركية تهدف إلى تلميع الدور الإنساني لواشنطن، في الوقت الذي تُتهم فيه إدارة ترامب بالضلوع المباشر في إطالة أمد الحرب عبر دعمها العسكري والسياسي اللامحدود لإسرائيل.
وبينما يقف آلاف الغزيين في طوابير طويلة بانتظار سلة غذاء قد لا تصل، يرى كثيرون في غزة أن ما يُعرض كمساعدات إنسانية ليس سوى غطاء للتنصل من المسؤولية عن الكارثة المتصاعدة، ومحاولة لفرض آليات توزيع يُنظر إليها باعتبارها وسيلة للهيمنة السياسية، لا أداة للإنقاذ.
ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، من بينها هيئة البث الرسمية وقناة 12 الخاصة، فقد وصلت قافلة المبعوث الأميركي إلى محور موراج شمال مدينة رفح، حيث تفقد أحد مراكز توزيع الإغاثة. وقد نُشر مقطع مصور يوثق لحظة وصوله إلى الموقع، في زيارة تُعد من النادر أن يقوم بها مسؤول أميركي إلى القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
اعتبر الفلسطينيون أن الزيارة تأتي في سياق حملة دعائية أميركية تهدف إلى تلميع الدور الإنساني لواشنطن، في الوقت الذي تُتهم فيه إدارة ترامب بالضلوع المباشر في إطالة أمد الحرب
حماس: زيارة "استعراض دعائي" لتجميل شراكة التجويع
حركة حماس سبقت الزيارة بانتقادات لاذعة، ووصفتها بأنها "استعراض دعائي" يهدف إلى احتواء الغضب الشعبي تجاه ما وصفته بـ"الشراكة الأميركية الإسرائيلية في تجويع أهالي غزة".
وقال عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، إن ويتكوف "لا يرى في غزة إلا ما يريد له الاحتلال أن يراه"، مضيفًا أن الزيارة "لا تتعدى كونها محاولة تجميل لصورة الإدارة الأميركية أمام فظائع التجويع والقتل الجماعي".
المساعدات تحت النار والمجاعة تفتك بالسكان
زيارة ويتكوف تأتي في ذروة تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 154 فلسطينيًا، بينهم 89 طفلًا، قضوا نتيجة الجوع وسوء التغذية منذ بدء العدوان.
كما تؤكد مصادر فلسطينية أن آلية توزيع المساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي انطلقت في 27 أيار/مايو، وُضعت تحت إشراف ودعم إسرائيلي، وتُتهم بأنها تهدف إلى تجميع السكان تمهيدًا لتهجيرهم، في إطار خطة لإعادة فرض السيطرة على القطاع.
ومنذ تفعيل هذه الآلية، سقط 1330 شهيدًا، وأُصيب أكثر من 8818 جريحًا بنيران الجيش الإسرائيلي، خلال محاولتهم الوصول إلى المساعدات، في مشهد يتكرر يوميًا عند نقاط التوزيع.
قال عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، إن ويتكوف "لا يرى في غزة إلا ما يريد له الاحتلال أن يراه"
توقيت حساس.. ومفاوضات مجمّدة
وتزامنت زيارة ويتكوف مع حالة الجمود السياسي في مفاوضات التهدئة وصفقة تبادل الأسرى، بينما تسعى الإدارة الأميركية إلى دفع الأطراف نحو تسوية، ولو جزئية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نشر صورة له برفقة ويتكوف خلال لقائهما في مكتبه بالقدس المحتلة، مؤكدًا عبر منصة "إكس" أن البحث تركز على الوضع الإنساني ومسار الحرب.
ووفق قناة "12" العبرية، تأتي زيارة ويتكوف في "لحظة حرجة" تُجبر إسرائيل على اتخاذ قرارات مصيرية، ليس فقط بشأن مستقبل الحرب في غزة، بل إزاء الانهيار الإنساني الذي بات يلقي بظلاله على المشهد الدولي.