22-مارس-2022
الأزمة الأوكرانية

تحتاج أوكرانيا إلى أنظمة دفاع جوي متقدمة للتصدّي للقصف الروسي على أراضيها (Getty)

تزوّد الولايات المتحدة أوكرانيا بأنواع شتّى من المعدّات العسكرية ضمن برنامج دعم عسكري ضخمٍ من واشنطن لصالح كييف، وذلك لمساعدتها في مواجهة الاجتياح الروسي الذي بدأه الكرملين في 24 شباط/فبراير الماضي. إلا أن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد كشفت في تحقيق حصري لها بأن من بين حزم المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، أنظمة دفاع جويّة تعود للحقبة السوفيتية، كان الجيش الأمريكي قد حصل عليها بطرق غير مباشرة قبل عقود.

وبحسب أحد المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثت إليهم الصحيفة، فإن هذه الأنظمة الدفاعية تشتمل على نظام SA-8، وهي أنظمة سوفيتية مصنّعة مضى على تصنيعها عدّة عقود، وقد تمكّنت الولايات المتحدة من اقتنائها بهدف فحص مستوى التقنيات العسكرية التي صدّرتها موسكو حول العالم في فترة الحرب الباردة.

التلفزيون العربي

هذه الأنظمة الدفاعية رغم كونها قديمة، إلا أنّها مألوفة لمرتبات الجيش الأوكراني، الذي تعامل مع مثل هذه المعدّات بعد انفصال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي.

وبحسب وول ستريت جورنال، فإنه لم يصدر عن الولايات المتحدة أي تعليق رسمي بخصوص الاعتماد على هذه الترسانة السوفيتية الغامضة التي لديها لتعزيز القدرات الدفاعية الجويّة للجيش الأوكراني في مواجهة الهجوم الروسي الذي دخل يومه السابع والعشرين وقت نشر هذا المقال.

وكانت الولايات المتحدة قد تمكّنت من وضع يدها على كميات محدودة من أنظمة دفاع جوي سوفيتية، وذلك بغرض فحصها ودراستها من قبل الخبراء الأمريكيين والاستفادة منها في عمليات تدريب القوات العسكرية الأمريكية، وفق تقرير الجورنال. فقد بدأ الاهتمام العام بهذه الجهود الأمريكية السريّة بحثًا عن الأسلحة السوفيتية في العام 1994، وذلك بعد ملاحظة وجود طائرة نقل سوفيتية في أحد المطارات الأمريكية، حيث كانت الطائرة على مرأى من السائقين على أحد الطريق السريعة المطلّة على مدرج المطار.

وجرى لاحقًا الكشف عن قصّة هذه الطائرة، حيث تبيّن أنّها استخدمت في نقل منظومة دفاع جوي "أس-300"، حصلت عليه الولايات المتحدة من بيلاروسيا، وذلك ضمن مشروع سرّي انخرط فيه البنتاغون بشكل غير مباشر عبر أحد المتعاقدين معه، وبكلفة بلغت 100 مليون دولار أمريكي. ونقلًا عن مسؤول أمريكي سابق كان طرفًا في المهمّة، فإن المنظومة ما تزال لدى الولايات المتحدة ولم تكن ضمن المساعدات العسكرية التي أُرسلت إلى أوكرانيا مؤخرًا.

ووفق مشروع قانون الإنفاق الحكومي السنوي الذي أقره الكونغرس مؤخرًا، أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إدارته تعتزم تزويد أوكرانيا وشركاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي، بالذخائر والمركبات وغيرها من المعدّات التي تتواجد خارج الولايات المتحدة أو داخلها.

كما أن بحوزة الجيش الأوكراني بالفعل بعض أنظمة الدفاع الجوي الروسية، بما في ذلك منظومة الأس-300، إلا أنّها بحاجة للمزيد من هذه الأنظمة متوسطة وطويلة المدى من أجل التعامل مع الهجمات الصاروخية الروسية. أما صواريخ ستينغر التي حصلت عليها أوكرانيا مؤخرًا من الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، فتقتصر فعاليتها ضدّ الطائرات المروحية والطائرات الحربية التي تحلّق على ارتفاعات منخفضة.

وتأمل الولايات المتحدة عبر تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي أكثر تطورًا وفعالية بأن تمكّن كييف من فرض حالة "حظر طيران" عمليّة، وذلك في ظل استمرار رفض واشنطن والناتو الطلبات المتكررة من الرئيس الأوكراني زيلينسكي بفرض حظر طيران فوق الأجواء الأوكرانية. الرفض الغربي لفرض حظر الطيران فوق أوكرانيا يعزى إلى رغبة هذه الدول بتجنّب مواجهة عسكريّة مباشرة مع موسكو.


للتعرف أكثر حول ما هي مناطق حظر الطيران ولمَ يخشى الناتو فرضها فوق أوكرانيا، اقرأ هذا المقال على التراصوت.


يذكر أن الرئيس الأمريكي سيحلّ يوم غد الأربعاء في بروكسل في قمّة لحلف الناتو، وذلك من أجل مناقشة "الجهود الحالية لتعزيز الإمكانات الردعية والدفاعية لأوكرانيا"، وذلك بحسب ما أوضحت جين ساكي، الناطقة باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي.

كما كان وزير الدفاع الأمريكي لويد جيمس أوستن قد زار سلوفاكيا الأسبوع الماضي للتباحث مع المسؤولين فيها حول إمكانية إرسال نظام أس-300 لدى الجيش السلوفاكي إلى أوكرانيا، وكان الرد السلوفاكي بأن الطلب ممكن في حال وافقت الولايات المتحدة على تزويدها ببديل عن هذا النظام، وهو أمر لم يتم الاتفاق عليه بعد.

تسعى دول الناتو إلى تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جويّ تساعدها على التصدّي لسلاح الجوّ الروسي دون الحاجة إلى فرض حالة حظر طيران

ويأتي ذلك في ظل ضعف الإمدادات من أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية، ولاسيما نظام الباتريوت، وهو نظام يحتاج كذلك إلى أشهر من التدريب المتخصص قبل بدء تشغيله.