أشار تقرير حصري نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى احتمال أن يكون حادث تحطّم الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية الصينية الشرقية ناجمًا عن تدخّل متعمّد، وذلك وفق ما يرجّحه محققون أمريكيون راجعوا الصندوق الأسود للطائرة الذي تم العثور عليه في موقع سقوطها. (يمكن الاطلاع على القصّة الكاملة للطائرة الصينية المنكوبة 737-800 على هذا الرابط)
لا يستبعد المحققون الأمريكيون في حادثة تحطم الطائرة الصينية فرضية أن يكون الحادث متعمدًا
ففي تقرير وول ستريت جورنال، أفاد أحد المصادر المطلعين على مجريات التحقيق المتعلق بحادثة تحطم الطائرة الصينية من طراز بوينغ 737-800 والتي قضى فيها 132 شخصًا إلى أن الطائرة سقطت على ذلك النحو الذي ظهر في مقاطع الفيديو لأن شخصًا في قمرة القيادة قرّر ذلك، وهي نظريّة تدفع المحققين المعنيين بالحادثة إلى البحث بشكل تفصيلي في تصرفات الطيار، وصولًا إلى لحظة سقوط الطائرة الكارثي. كما لا يستبعد المحقق أن يكون شخص قد اقتحم قمرة القيادة وأدى إلى وقوع الحادث.
وقد أحاطت بحادثة الطائرة الصينية الكثير من التكهنات والإرباك بين خبراء الطيران، وذلك نظرًا للهبوط العمودي للطائرة في اللحظات السابقة لتحطمها المروّع في منطقة جبلية جنوبي الصين.
اقرأ: القصة الكاملة للسقوط المفاجئ للطائرة الصينية المنكوبة بوينغ 800-737
وبحسب المصدر الذي تحدث إلى وول ستريت جورنال، فإن الطائرة "قد تحركت على نحو مدفوع بأمرٍ أصدره شخص داخل قمرة القيادة"، كما أشار إلى أن السلطات الصينية، والتي تشرف على التحقيق، لم تضع يدها حتى اللحظة على موضوع أي خلل ميكانيكي أو تقني في الطائرة التي تحطمت في 21 آذار/مارس الماضي، والتي تعد واحدة من الطائرات الأفضل سمعة في العالم على مستوى سجلّ الحوادث. كما أكّد المصدر إلى أن المحققين الأمريكيين، لا يمتلكون كافّة المعلومات التي تتوفر لدى نظرائهم الصينيين في هذه القضية.
من جهتها، أكدت شركة خطوط شرق الصين في رسالة إلى وول ستريت جورنال، أنه لا تتوفر أية أدلة من شأنها أن تبيّن ما إذا كانت هنالك مشاكل في الطائرة قبل سقوطها أو لا، كما أكّدت الشركة ما أفاد كبار المسؤولين في الشركة في وقت سابق، حول الوضع الصحي للطيارين على متن الطائرة المنكوبة وظروفهم العائلية والنفسية والمادية.
كما أفادت الشركة في بيانها للصحيفة بأنها غير منخرطة بشكل مباشر في التحقيق الخاص بالحادثة، وأن مسؤولية التحقيق تقع على عاتق السلطات الصينية، والتي أكدت حتى اليوم أن عملية التحقق من الصناديق السوداء للطائرة وتحليل البيانات المتوفرة عليه ما تزال جارية، نظرًا للضرر الذي لحق بها جراء تحطم الطائرة. كما أكّدت الشركة على أن أي تكهّنات غير رسمية بشأن الحادثة قد يضرّ بمجريات التحقيق.
كان على متن الطائرة الصينية المنكوبة 132 راكبًا وراكبة فقدوا حياتهم جميعًا في الحادثة
يذكر أن حادثة تحطّم الطائرة الصينية على الرحلة رقم 5735 قد وضعت السلطات الصينية أمام تحدّ جديد لضمان سلامة الرحلات الجويّة وتعزيز الإجراءات الخاصّة بذلك عبر البلاد، والحفاظ على سمعتها القويّة على مستوى سلامة وأمن الطيران خلال السنوات الماضية، علمًا أن آخر كارثة جويّة كبرى في الصين قد وقعت عام 1994. أما شركة خطوط شرق الصين، فلم تشهد أية حادثة في رحلاتها على مدى 18 عامًا متتالية.
