05-ديسمبر-2019

ناصر حسين / سوريا

1

‏مصابون بتخمة الأسئلة

وحُرقةٍ في الإجابات

وعاجزونَ على الموت

أو أن نحملَ نعشَ مأساتنا

ونشيعها إلى مقابر الأزل.

 

2

‏وجميلٌ

كل الجمال

أن يبدأ صباحي بوجهكِ

بابتسامتكِ الخجولة

بعينيكِ الخضراوين

وبنُعاسكِ الشهي

الذي يضمن لي أن أصير شاعرًا شغوفًا

يحِبُ الاستيقاظ باكرًا.

 

3

‏لا ألومكِ مُطلقًا

فجميلٌ أن نحزن أيضًا

لكن

لا تحزني أكثر

وتجففي ضحكاتكِ في وعاءٍ جاف على رفوف العمر.

العمر سريعٌ أيضًا

يركض بلا تعب

وحدنا نحنُ الذين يحتاجون للهرولة

في كل مرة

نجثمُ على أقدامنا

ويتركنا الحزن

معلّقين في الطرقات

كالصخر

بلا خُضرةٍ

ولا معنى!

 

4

‏مهملٌ

كجرحٍ نازفٍ

كلفظةٍ في الريح

وكجذعٍ يابسٍ في غابةٍ تحترق!

 

5

‏أحملُ أكياس الكلمات

وأقفُ على بابكِ

مُتعبًا من الخيبة والمشاوير الطويلة

أطرقُ الباب

فلا تجيبين

أتوجسُ مُرتبكًا على أعتابكِ

لأدس كلمة "أحبكِ" في جيبي

خوفًا من أن تقع

فتنكسر.

 

6

‏أمسِكُ بيدَ الحيرة

وأمشي خلفها

كطفلٍ لا يحفظُ الأسماء

ولا الأناشيد

أمسِكُ بيدِ الحيرة

وأتعثر خلفها

كمحاولة أخيرة

لصقل الزمنِ بعبارة وحيدة

تُخرجني من هذا الشك.

 

7

‏مُهمَلٌ

كقنديل في غرفة مهجورة

كطلقة في رأس ميت

كقلق منسيٍّ على وسادة!

ومتعبٌ أنا

متعبٌ

كصرخةٍ أتت بعد وجعٍ ضخم

لكنها توقفت عن العمل!

 

8

‏لا تعاتبيني

ليس لدي ما أقوله لكِ

كلماتي قضمها غيابكِ

ولساني صار مقبرة واسعة للحروف.

 

9

‏كادت الشمس أن تغيبَ من ثغركِ

وتُشرق من أجفانكِ

لكنها بقيت على وجنيتكِ

وكلما ابتسمتِ

تأبَّد الحُبُ

واكتمل النهار.

 

10

‏أبجديتي متكسرة

توقفي عن حمل مفرداتي

إنها ثقيلة

ويداكِ هشة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عينا المدينة

مشيتُكِ تجعل القلق يتداعى