"وصفَه بالباطل".. الحكم بالسجن 22 عامًا على الرئيس التونسي الأسبق المرزوقي
21 يونيو 2025
أفادت مصادر تونسية بأن المحكمة الابتدائية في تونس أصدرت حكمًا غيابيًا بالسجن 22 عامًا بحق الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، ومدير ديوانه حينها عماد الدائمي، إلى جانب عميد المحامين السابق عبد الرزاق الكيلاني.
كما أصدرت محكمة تونسية أخرى، يوم أمس الجمعة، حكمًا بالسجن 15 عامًا بحق القيادي البارز في "حركة النهضة" المعارضة الصحبي عتيق، بتهمة غسيل الأموال.
وتعزّز هذه الأحكام مخاوف المعارضة من تصاعد الحملة ضد منتقدي الرئيس التونسي الحالي قيس سعيّد، إذ تُعدّ مؤشرًا على التدهور المتزايد في مجال الحقوق والحريات في تونس، وفقًا لمتابعين.
الحكم على المنصف المرزوقي بالسجن 22 عامًا يأتي ضمن سلسلة من القضايا التي استهدفت معارضين لقيس سعيد في تونس
تندرج الأحكام الصادرة بحق الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، ومدير ديوانه السابق عماد الدائمي، وعميد المحامين الأسبق عبد الرزاق الكيلاني، إضافة إلى القيادي في حركة النهضة الصحبي عتيق، ضمن سلسلة من القضايا التي طالت معارضين في تونس. ففي نيسان/أبريل الماضي، أصدرت محكمة تونسية أحكامًا بالسجن وصلت إلى 66 عامًا بحق عدد من قيادات المعارضة ومحامين ورجال أعمال، بتهم "التآمر على أمن الدولة".
حكم غيابي على المرزوقي
أفادت مصادر تونسية، يوم الجمعة، بأن الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب في المحكمة الابتدائية بتونس، أصدرت حكمًا غيابيًا بالسجن لمدة 22 عامًا مع النفاذ العاجل بحق المرزوقي. واعتبرت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف أن المتهمين، ومن بينهم المرزوقي، "في حالة فرار".
وفي أول تعليق له، كتب المرزوقي على صفحته في "فيسبوك": "أصدر قضاة اليوم حكمًا ضدي بـ22 سنة سجن، تضاف إلى حكم سابق بـ8 سنوات، وآخر بـ4 سنوات"، مضيفًا أن هذه الأحكام "طالت خيرة رجالات تونس، ولا تزال تثير سخرية العالم". ووصفها بأنها "باطلة"، موجّهًا حديثه للقضاة بالقول: "أحكامكم باطلة وأنتم باطلون، وستُحاكمون بتهمة الخيانة العظمى".
وتابع المرزوقي: "تيقنوا أن الديمقراطية ستعود، وتونس ستستأنف بناء دولة القانون والمؤسسات، والشعب سيتحرر من الخوف والإذلال".
يُذكر أن المنصف المرزوقي تولى رئاسة الجمهورية بين عامي 2011 و2014، ويُعد من أبرز الوجوه الحقوقية المعارضة لحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، كما يُعد من أبرز المنتقدين لسياسات الرئيس الحالي قيس سعيّد، ويتهمه بـ"تفكيك مؤسسات الدولة الديمقراطية" منذ اتخاذه إجراءات استثنائية عام 2021، شملت حل البرلمان واحتكار السلطات ومحاكمة المعارضين.
اتهامات بالتشهير والتحريض
في أيار/مايو 2024، صرّحت المتحدثة باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، حنان قدّاس، بأن المرزوقي يواجه اتهامات بـ"التهجم على مؤسسات الدولة، والتشهير بعدد من القضاة، ونسبة أمور غير صحيحة تمس من سمعتهم واعتبارهم".
سجن قيادات معارضة بارزة
تقبع شخصيات معارضة بارزة حاليًا في السجون التونسية، من بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي. وتتهم قوى المعارضة الرئيس قيس سعيّد بتسخير القضاء لتصفية خصومه السياسيين، فيما يصرّ سعيّد على أن القضاء مستقل.
وكان سعيّد قد فرض في 25 تموز/يوليو 2021، إجراءات استثنائية شملت تجميد البرلمان، ورفع الحصانة عن نوابه، وتعليق هيئة مراقبة دستورية القوانين، والتشريع بمراسيم رئاسية.