03-مايو-2020

ماكس فون موس/ سويسرا

على طاولة التشريحِ

مسترخٍ جسدي

بعينين فاغرتين

أتذكرُ أن الأموات

لا تجحظ عيونهم

الآن أدركُ لمَ الجسد الساكن

يبدو مزرقًا

حين يبذل جهدًا ولا يستطيع

من أجل إغلاق عينيه لفعل شيء

من أجل رفع يده لمسح دموع

مودعيه

من أجل التقدم خطوة نحو إصلاح

ما هدم في النفس

من أجل

ذاكرة ناشطة في مجال الندم

من أجل ما يسمعه ولا يجيب

من أجل فعل شيء إزاء ما سيحصل 

الجسد الميت يشعر بالجوع كذلك

لكنه يكابر،

لو تكلم اثار فزع الاحياء

لو بقي صامتًا

سيحاولون مليًا استنطاقه..

الجسد الميت يصير ثقيلًا

معونة منه.. ليسقط من أيديهم

على عجل..

الجسد الميت

لا ينسى وشاية طرأت بجانبه

لكنه تحول وديعًا

لا يبدي ردة فعل إزاء الأحياء

وليس بمقدوره

سوى أن يكون كذلك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أصنع ثقبًا لأعبر منه

رحلة إلى برج بابل