18-أكتوبر-2021

تطالب السعوديات بتعزيز حقوقهن الأساسية في المملكة (Getty)

انتشر على وسائل التواصل في السعودية مؤخرًا وسم أشعل الجدل بين رواد تويتر في السعودية وعدد من دول الخليج العربي، يحرّض الشباب على الزواج من الفتيات الموسرات ماديًا وعدم التزوّج من المرأة العاملة أو التي تنتمي لأسر منخفضة الدخل، وهو ما أثار انتقاد وتدخّل آلاف المغردين والناشطين. 

وصلت نسبة الطلاق إلى الزواج بين السعوديين إلى 41،5% في العام 2020

وسم #تزوجها_بطرانة انتشر بشكل واسع بين المغردين السعوديين، بين مؤيّد ومعارض، ولم تخل التغريدات من شجبٍ وتنديد من العديد من الناشطين والناشطات من المجتمع السعودي، الذين أبدوا امتعاضًا من الربط بين مشروع الارتباط ومؤسسة الزواج واشتراطها بعوامل مادية من أيٍ من الطرفين، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة والمتطلبات المتزايدة للحياة الحديثة، وتزايد المنافسة في سوق العمل لكلا الجنسين في الدول العربية، بما في ذلك السعودية، التي ارتفع فيها معدل البطالة إلى حوالي 12% في العام 2021. 

وقد واجهت الحملة انتقادات واسعة من الناشطين والجمعيات النسوية التي  اعتبرت أن الوسم المنتشر والتغريدات التي تضمّنته تسيء إلى المرأة في الشكل وفي المضمون، وتستبعد حقها في اختيار الشريك المناسب، وتتناقض مع مبادئ المساواة بين النساء والرجال في المجتمع. كما اعترضت الكثير من الفتيات السعوديات على الفكرة المطروحة، على اعتبار أنها تتنافى حتّى مع العرف السائد في الشرق، حيث يعدّ الرجل في نظر المجتمع هو المسؤول عن تأمين مصاريف الأسرة. كذلك تباينت تعليقات المغردين، بين من اعتبر أن الفكرة إيجابية ويمكنها أن تساعد على تحمل نفقات الحياة، وبين من رفضها معتبرًا أن اختيار المرأة بالنظر لعوامل مادية يرهن الزواج لمتغيّر ماديّ هشّ، ويشكّل إهانة للرجل والمرأة ولمنظومة الزواج معًا. 

المغرّد خالد الدوسري استنكر وجود رجال يقبلون الزواج من نساء بسبب أموالهن، وأضاف "وين الكرامة وعزّة النفس، الحمدالله الذي عافاني مما ابتلاهم به ".

وخالفه الرأي المغرّد خالد الغامدي، فغرّد قائلًا : "إي والله ودي أتزوج وحدة بطرانة تعيشني النقص الي عشته ".

ومن باب السخرية والتهكّم، توجّهت المغرّدة أثير الروقي، إلى الرجال الباحثين عن الزواج من الفتيات الميسورات، وسألتهم : "وش رأيك انت تحمل بعد وهي تصرف عليك وعلى عيالك".

وأشار أحد الحسابات إلى أن فئة كبيرة من الشباب السعودي يمتنعون عن الزواج بسبب الفقر، كما أن أغلب حالات الطلاق سببها مادي، فمن المستحيل أن تجد زواجًا مستقرًا في حال كان الزوجان فقيرين بحسب رأيه.

أما المغرد الذي عرف عن نفسه باسم "أبو طلال" فقال إن الأخلاق مقدّمة على المال، وأن الأولى أهم من الثانية: 

وكرر مغردون الرأي الذي يرى أن الرجل الذي يبحث في المرأة عن مالها، فإنه على حد تعبيرهم يفتقر إلى المروءة. 

بدورها قالت المغردة مهرة العنزي إنه يمكنها الوقوف مع زوجها في وقت الشدائد، لكنّها ترى أنه من الإستحالة أن تصرف عليه.

 

واعتبر مغرد آخر أن رابط الحياة الزوجية أسمى من أن يُربط بالمصالح، لذلك إذا لم يُبنَ الزواج على المودة ولرحمة، فسينهار عند أول اختبار.

أما الناشط وليد العامر فاعتبر أن النقاش بأسره يدل على تحكّم الماديات في حياتنا المعاصرة وأن عنصر المال مقدّم على العلاقات الإنسانية الطبيعية القائمة على المودة والتفاهم والتقارب بين الطرفين. 

وفي السياق نفسه اعتبرت المغرّدة سوما سميح أن الزواج ليس سلعة، وليس منتج يتمّ اختياره، الزواج هو حب وعمر وعقل وتفاهم وليس مجرد عقد قران، ومهر شريك الحياة يجب أن يكون السعادة لا التعاسة.

تزايد في نسب الطلاق في المملكة

 

بحسب الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، فإن نسبة الإناث من إجمالي السكان في المملكة تبلغ 49،1%. وتعتبر الهيئة أن الإناث اللواتي بلغن من العمر 32 عامًا دون أن يتزوّجن يصنّفن في فئة "العوانس"، والتي تبلغ 10،07% بين السعوديات. وتنتقد ناشطات هذا التصنيف من الهيئة، التي وضّحت من جهتها بأنه مجرّد تصنيف إحصائي وفق مطالعات للأعمار المتعارف عليها في كل بلد، والتي تبدأ فرص الزواج فيها بالتدنّي بالنسبة للرجال والنساء معًا، وهو في المملكة يبدأ من سنّ 32 عامًا بالنسبة للنساء.

بحسب الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، فإن نسبة الإناث من إجمالي السكان في المملكة تبلغ 49،1%

أمّا نسبة حالات الطلاق إلى حالات الزواج بين السعوديين في السعودية فقد بلغت مستويات قياسيّة في الأعوام الماضية، حيث وصلت نسبة الطلاق إلى الزواج بين السعوديين إلى 41،5% في العام 2020. كما أن إجمالي عدد صكوك الطلاق التي صدرت في السعودية العام الماضي بلغت نحو 57،595 صك طلاق، بمعدل 157 صك طلاق يوميًا، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 12.6% مقارنة بالعام 2019.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ارتفاع معدلات الطلاق في اليمن.. وجه خفيّ من مآسي الحرب

وحش الطلاق في العراق.. 10 حالات كل ساعة!