صعّدت القوات الأميركية من هجماتها على الحوثيين في اليمن، حيث أدّت سلسلة غارات شنتها المقاتلات الأميركية مساء الأحد على أحد الأسواق وأحياء في العاصمة صنعاء إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة 30 آخرين. كما استهدف القصف، فجر اليوم الإثنين، ثلاث محافظات أخرى: مأرب وسط البلاد، وعمران وصعدة شمالًا.
وبالتزامن مع هذه التطورات الميدانية، أعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثية رسميًا أن الولايات المتحدة تُحضّر لعملية برية في اليمن. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد كشفت الأسبوع الماضي عن مخطط لعملية برية تقترحها إحدى الدول في المنطقة، يقوم على دعم فصائل يمنية محلية موالية لحكومة عدن لشنّ هجوم بري على معاقل الحوثيين، بغطاء جوي أميركي كثيف. وبحسب الصحيفة، لا تزال الخطة قيد الدراسة ولم تحصل بعد على ضوء أخضر أميركي أو إقليمي، وسط مخاوف من إشعال جولة جديدة من الحرب الأهلية في اليمن.
وزير الخارجية في الحكومة التابعة للحوثيين: "الغارات الجوية الأميركية وبالأخص في مناطق التماس والساحل، تُشير إلى أن العدوان الأمريكي يتبع سياسة الأرض المحروقة بقصد الإعداد والتجهيز لعملية عسكرية برية تهدد بتفجير الوضع بشكل كامل".
الغارات الأميركية تحصد أرواح عشرات اليمنيين
قالت وزارة الصحة اليمنية التابعة لحكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليًا)، في بيان على منصة "إكس"، إن حصيلة الغارات الأميركية على سوق وحي فروة الشعبي في العاصمة صنعاء ارتفعت إلى 12 شهيدًا و30 جريحًا، في حصيلة غير نهائية، مشيرة إلى أن فرق الإسعاف والدفاع المدني لا تزال تواصل عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض، ما يجعل عدد القتلى مرشحًا للارتفاع. وقد تسببت الغارات في دمار واسع، شمل انهيار مبانٍ سكنية بالكامل.
وفي السياق ذاته، شنت المقاتلات الأميركية فجر الإثنين سلسلة غارات جديدة استهدفت محافظات وسط وشمال البلاد. وشملت الضربات 6 غارات على مديريتي صرواح والجوبة في محافظة مأرب، و3 غارات على مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، إضافة إلى 4 غارات على مدينة صعدة ومديرية سحار، وغارة واحدة على مديرية جبل المحويت شمالًا. وحتى الآن، لم تصدر أي معلومات من الحوثيين حول الخسائر الناتجة عن هذه الغارات.
وكانت القوات الأميركية قد شنت يومي الخميس والجمعة غارات وُصفت بأنها الأكثر دموية منذ بدء الحملة العسكرية ضد الحوثيين في منتصف آذار/مارس الماضي، حيث استهدفت ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة، ما أسفر عن مقتل 80 شخصًا وإصابة 150 آخرين، معظمهم من عمال الميناء وكوادر طبية هرعت إلى المكان لإسعاف الجرحى.
وعلّقت القيادة المركزية الأميركية على الهجوم بالقول إن ميناء رأس عيسى يُستخدم من قبل الحوثيين كمصدر رئيسي لجمع عائدات الضرائب على الوقود، والتي تُموّل بها عملياتهم العسكرية، وادعت أن الميناء يعد مركزًا استراتيجيًا لانتشار قوات الحوثيين.
وبحسب إحصاءات نشرتها وكالة "الأناضول"، فقد ارتفع عدد ضحايا الحملة العسكرية الأميركية من المدنيين حتى يوم الإثنين إلى 205 قتلى و406 مصابين، معظمهم من الأطفال والنساء، دون احتساب الخسائر في صفوف المسلحين التابعين للحوثيين.
الحوثيون يحذرون من تداعيات أي عملية برية
قال وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، جمال عامر، إن الولايات المتحدة "تُحضّر لشن عملية عسكرية برية في اليمن"، محذرًا من أن هذا السيناريو "قد يؤدي إلى تفجير شامل للأوضاع في البلاد". وجاءت تصريحات عامر خلال لقائه في صنعاء مع ماري ياماشيتا، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.
ونقلت قناة "سبأ" التابعة للحوثيين عن عامر قوله إن "استهداف ميناء رأس عيسى وقصف فرق الإسعاف يُعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان يجب التحقيق فيها".
وأضاف أن "الغارات الجوية الأميركية، خصوصًا في مناطق التماس والساحل، تعكس اعتماد واشنطن سياسة الأرض المحروقة، ما يُشير إلى استعدادها لعملية برية قد تخرج الأوضاع عن السيطرة"، داعيًا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التدخل "قبل فوات الأوان".