10-أبريل-2023
اليمن الحرب في اليمن

تتم هذه الخطوات في غياب شبه تام لواشنطن (Getty)

يسود انطباع في الصحافة العالمية في الأيام الأخيرة الماضية مفاده أن الأزمة اليمنية في صدد تسوية شاملة، بعد التقارب السعودي الإيراني بوساطة صينية، مع التركيز في وسائل إعلام غربية متعددة عن دور صيني جديد في الاتفاق المرتقب بين السعودية وحلفائها من جهة والحوثيين وداعمهيم من جهة ثانية.

الدور الصيني سيكون بمثابة تأكيد لوجهة النظر القائلة بأن أمريكا "هي التي تعرقل السلام بالمنطقة"

يحدث ذلك في وقت أكدت فيه شبكة بي بي سي "وصول وفد عماني إلى صنعاء للتوسط من أجل هدنة في اليمن"، وتحدّثت فيه وكالة رويترز عن "سفر مبعوثين سعوديين إلى صنعاء لمناقشة شروط وقف إطلاق نار دائم" في ظل معلومات عن التوصل لاتفاق تمديد الهدنة الراهنة إلى نهاية العام 2023 رغم نفي أوساط مقربة من الحوثيين لوقف إطلاق النار.

وفي بعد آخر متصل لفت موقع "ذي إنترسبت الأمريكي" الانتباه إلى أن هذه الخطوات تتم في ظل غياب شبه كامل لواشنطن، وذلك على الرغم من وجود دور صيني علني سواء في ملف التقارب السعودي الإيراني أو التسوية المحتملة بوساطة صينية للأزمة في اليمن، مما يعزز مكانة الصين الاستراتيجية في منطقة ظلت محسوبة على الولايات المتحدة الأمريكية أو على الأصح منطقة ظلت الكلمة العليا فيها لواشنطن.

وفي هذا الصدد تعتقد وكالة رويترز أن نجاح الوساطة الصينية بين إيران والسعودية مهد لإطلاق جهود التسوية في اليمن بوساطة صينية أيضا، والأخطر من ذلك أن الدور الصيني سيكون بمثابة تأكيد "لوجهة النظر القائلة بأن أمريكا هي التي تعرقل السلام بالمنطقة" حسب موقع ذي إنترسبت.

أصوات من تحت الركام

يشار في هذا الصدد أيضا إلى ما ذكره موقع تلفزيون الميادين الموالي لإيران وحزب الله والداعم للحوثيين من "وجود تفاؤل من جانب الحوثيين بأنَّ الاتفاق حقيقي وأنَّ الحرب تؤول إلى نهايتها تدريجياً".

وحول تفاصيل الدور الصيني، أفاد موقع ذي إنترسبت، أنه تمثل في تسهيل مفاوضات تبادل السجناء وبحث ملف الرحلات الجوية وطريقة تقاسم السلطة مستقبلا في البلاد.

فيوم السبت أفاد الحوثيون أنهم "استقبلوا 13 أسيراً أفرجت عنهم السعودية مقابل أسير سعودي أُفرج عنه في وقت سابق، وذلك قبيل تبادل أوسع للأسرى اتفق عليه الطرفان المتحاربان".

وفي الأثناء أعلن مستشار وزارة الإعلام اليمنية مختار الرحبي، عبر حسابه على تويتر، أن "السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، وصل إلى صنعاء على رأس وفد سعودي"، دون ذكر مزيد من المعلومات.

وبالتزامن مع ذلك كله أعلنت المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أن جماعته "متمسكة بمطالب عادلة وستجري نقاشاً حولها بهذه الجولة".

وتتعلق تلك الشروط أساسا بموضوع "صرف مرتبات جميع الموظفين من استحقاقات إيرادات النفط والغاز (في مناطق الحكومة)، وإعادة الإعمار، وخروج القوات الأجنبية من اليمن والتعويضات".

وعلق موقع ذي إنتسربت على ذلك بالقول: "لقد انتزعت الصين الآن تنازلات من السعوديين جعلت مباحثات وقف إطلاق النار ممكنة. ويبدو أنَّ السعوديين وافقوا على مطالب الحوثيين بالكامل، والتي تتضمَّن فتحاً لميناء رئيسي من أجل السماح بدخول الإمدادات الضرورية إلى البلاد، والسماح بالرحلات الجوية إلى صنعاء، والسماح للحكومة بالوصول إلى عملتها من أجل دفع رواتب العاملين وتحقيق استقرار الاقتصاد".

وبحسب موقع ذي إنترسبت فإن أولوية الطرف السعودي هي حماية أراضي المملكة والتركيز على التنمية المحلية، وفي هذا الصدد نقل الموقع عن إريك سبيرلينغ، المدير التنفيذي لمؤسسة "Just Foreign Policy" (سياسة خارجية عادلة)، قوله: "تُظهِر التنازلات السعودية -وضمن ذلك الرفع المحتمل للحصار والخروج من الحرب- أنَّ أولويتها هي حماية الأراضي السعودية من الهجوم، والتركيز على التنمية الاقتصادية في الداخل".

بحسب موقع ذي إنترسبت فإن أولوية الطرف السعودي هي حماية أراضي المملكة والتركيز على التنمية المحلية

وختم موقع ذي إنترسبت تقريره بالقول إنه "في حال نجحت الوساطة الصينية ستكون بكين حققت ما فشل بايدن بإنجازه، حيث سبق وأن تعهد بإنهاء الحرب في اليمن".