تسبب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، المقيم في الرياض، في إثارة غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، بعد أن توجه بالمديح لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فيما يُعد تجاوزًا دبلوماسيًا لمنصبه الحكومي.
أثار وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، غضب اليمنيين، بعد سلسلة تغريدات محملة بالمديح لابن سلمان، وصفها يمنيون بـ"التطبيل"
وعلى إثر ما فعله الإرياني، وصفه يمنيون بأنه تحوّل من مسؤول حكومي يمني إلى موظف لدى ابن سلمان، وآخرون ذهبوا أبعد من ذلك بوصفه "مطبل للسعودية" التي تقود بلاده تحالفًا يشن حربًا على البلاد منذ 2015 تحت مزاعم دعم الشرعية، في حين أن نفس التحالف يعرقل عودة الرئيس اليمني عبدربه منصورهادي وحكومته إلى اليمن.
اقرأ/ي أيضًا: ابن سلمان يستخدم سلاح المجاعة لتدمير اليمن.. نازيّة جديدة والجوقة تصفّق!
وزير يمني برتبة موظف سعودي!
وجاء حديث الإرياني، في تغريدات نشرها على تويتر، على خلفية قمة العشرين ومشاركة السعودية فيها، متجاوزًا الأعراف الدبلوماسية، بسيل من المدائح للسعودية وولي عهدها.
وقال الإرياني: "الثقل والدور السعودي كان ولا يزال وسيظل صمام الأمان في الحفاظ على أمن واستقرار منطقتنا العربية، في ظل أزمات طاحنة وحروب مندلعة، في أكثر من بقعة عربية، جراء تصاعد حدة التدخلات والأطماع الإيرانية والاعتداءات الأخيرة على مصادر الطاقة، وخطوط الملاحة الدولية"، على حد قوله.
ردود فعل النشطاء اليمنيين تراوحت ما بين السخرية والغضب، وجميعها رفضت ما اعتبروه تحولًا من كون الإرياني وزيرًا يمنيًا إلى موظف لدى ابن سلمان، وربما أكثر!
ورد الصحفي اليمني سمير النمري على سلسلة تغريدات الإرياني، قائلًا: "أنت وزير الإعلام اليمني وليس السعودي، وراتبك تستلمه من أموال الفقراء والمرضى في اليمن، وليس من السفير السعودي".
واعتبر الصحفي اليمني أن نشر وزير الإعلام اليمني لأخبار القيادات السعودية و"تنفيذ سياساتهم" على حد تعبيره، هو أمرٌ "يعارض المهام الموكلة إلى الإرياني وفقًا للدستور اليمني".
أما الكاتب اليمني صدام الكمالي فعلق متهكمًا على تغريدات الإرياني: "الله يعينك، لا أعتقد أنك مجبر على مثل هكذا تغريدات، لكن قده طبع".
في حين اتهم رسّام الوجوه اليمني، شهاب المقرمي، وزير الإعلام، بـ"التطبيل" للسعودية وحكامها، مطالبًا إياه بالتحلي بقليل من الحياء، على حد تعبيره.
ولفت الكاتب والأكاديمي عبدالوهاب التويتي، في تغريدة له، إلى أن "الشرعية (حكومة هادي) تأثرت ببقائها في الرياض ونسيت أنها يمنية"، بعد أن قال إن "وزير الإعلام لم يعد يشعر أنه وزير في دولة اسمها اليمن، وأن عليه أن يحترم البروتوكول الدبلوماسي، وتكون كلمته محسوبة وتمثل دولة. لكن الذي يظهر أن الموضوع خرج عن السيطرة".
طموحات الإرياني
وعلى إثر سلسلة تغريدات وزير الإعلام اليمني، تداول نشطاء يمنيون أنباءً عن مساعي الإرياني للحصول على حقيبة الخارجية في حكومة هادي، خلفًا للوزير المستقيل خالد اليماني.
ويقول النشطاء، إن الإرياني، ربما من خلال المديح في ابن سلمان، ونشر أخبار السعودية، وتحميلها فضل دعم اليمن، إنها هي محاولات لكسب دعم السعودية له في مساعيه لخلافة اليماني على رأس وزارة الخارجية اليمنية.
تداول نشطاء يمنيون أنباءً عن مساعي الإرياني للحصول على الدعم السعودي من أجل تعيينه وزيرًا للخارجية اليمني خلفًا لخالد اليماني
حول ذلك، يقول الصحفي سمير النمري، إن معمر الإرياني "يقوم بنشر أخبار تخص الحكومة السعودية، ويحرص على عمل إشارة في تغريداته على تويتر إلى مدير مكتب ولي العهد السعودي بدر العساكر. يريد معمر من الرئيس هادي تعيينه وزيراً للخارجية، وتقف السعودية كداعم للتعيين".
فيما قال الشاعر والناشط محمد المسمري، إن هناك أنباء عن تعيين الإرياني وزيرًا للخارجية، مشيرًا إلى وجود معارضة قوية ضد هذا القرار "كون الرجل أثبت فشله الذريع كوزير للإعلام اليمني"، على حد تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا:
حرائق ابن سلمان في اليمن.. الاحتيال بالمساعدات لا يغطي جرائم الحرب