06-فبراير-2018

تلقى وزير الدفاع القطري ترحابًا كبيرًا في زيارته لواشنطن (Getty)

أجرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، مقابلةً صحفية مع وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، خلال زيارته لواشنطن، والتي قالت الصحيفة إنه حظي خلالها بترحاب كبير تبعث الإدارة الأمريكية عبره برساله مفادها أنها باتت منزعجة من استمرار حصار قطر. في السطور التالية ننقل لكم الحوار مترجمًا.


في زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، إن بلاده وكذلك البيت الأبيض، ساخطون بسبب الخصومة التي بدأتها دول الحصار.

الترحاب الذي لقيه وزير الدفاع القطري في البيت الأبيض، كان بمثابة رسالة مفادها أن الإدارة الأمريكية ساخطة من استمرار الحصار

وكان الهدف الظاهري من زيارة وزير الدفاع القطري، إلى واشنطن، إجراء محادثات إستراتيجية مع وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس. إلا أن الترحاب الذي لقيه الوزير القطري كان بمثابة طريقة أخرى تخبر بها إدارة ترامب جيران قطر، أو بالأحرى دول الحصار، الإمارات والسعودية والبحرين، ومصر، أنها لا توافق على هذا الحصار المفروض ضد قطر منذ حزيران/يونيو 2017.

اقرأ/ي أيضًا: واشنطن بوست: حصار قطر يبوء بالفشل!

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين البارزين، ممن يعملون في الشؤون الخارجية، إن "الأمر قد طال"، بقصد حصار قطر. وجدير بالإشارة هنا إلى أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أبدى موافقة ضمنية على حصار قطر بادئ الأمر. والآن يبدو أنّ الإدارة الأمريكية حريصة على أن تكون دول الخليج موحدة في مواجهة الإرهاب وكبح جماح إيران، بدلًا من معاداة بعضهم البعض.

وأجرت لالي وايموث، مراسلة صحيفة واشنطن بوست حوارًا مع وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، إليكم ما جاء فيه:

  • هل بدأت الخصومة الأخيرة بين قطر من جهة، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى بالفعل عندما اخترقت الإمارات وكالة الأنباء القطرية، ونشرت أخبار  مفبركة عن أمير البلاد؟

لقد كانت البداية مباغتة، ولا أعتقد أنهم درسوا الأمر بشكل صحيح، فلقد اعتقدوا أنهم بتوجيه تلك الضربة القوية، سيتمكنون من تركيع الشعب القطري. إلا أن الشعب القطري قد أبدى تماسكه، وأصبح أكثر مرونة. فقد وثّقنا علاقاتنا في جميع أنحاء العالم. لذا، يمكن القول بأن الخطة قد فشلت، بما في ذلك مطالبهم الـ13.

  • كان من بين المطالب الـ13 أن تتوقف قطر عن دعم التطرف، أليس كذلك؟

نعم، فمن بين تلك المطالب، لم يكن ثمة مطلب واحد حقيقي. فنحن الدولة الوحيدة التي وقعت مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الإرهاب، كما أن لدينا فرق عمل من جميع الإدارات المعنية، تعمل معًا وجنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة، بشكل أسبوعي تقريبًا.

  • هل أحبطتم أي عمليات إرهابية؟

هناك عمليات صعبة وبرامج وتدريبات. اليوم، نحن ننفذ عمليات جوية جنبًا إلى جنب مع الأمريكيين لمكافحة الإرهاب.

  • في أي مكان تنفذون عمليات جوية جنبًا إلى جنب مع الأمريكيين؟

في العراق وأفغانستان.

  • ماذا بشأن سوريا؟

يستخدم التحالف الدولي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) جسورنا الجوية الإستراتيجية، لكننا نواجه بعض المشاكل، بسبب تعطيل جيراننا لهذه العملية. فتلك المسارات الجوية أصبحت مغلقة في الوقت الراهن.

  • هل تقصد المجال الجوي الإماراتي؟

أقصد بذلك الإمارات والسعودية، فكلاهما أعضاء في هذا التحالف، ولكن في ظل الحصار الذي فرضوه، فهم يعطلون هذه العملية.

  • هل هذا هو سبب انزعاج الولايات المتحدة من طول هذه الأزمة، وإبدائها الرغبة في إنهائها؟

ليست هذه هي الطريقة الصحيحة لمكافحة الإرهاب. فهذه العملية تحتاج إلى الكثير من تبادل المعلومات الاستخباراتية، أما إذا كنت لا تتواصل مع جيرانك، كيف لك أن تتبادل تلك المعلومات؟

  • كيف يمكن حل هذا الخلاف؟

الحل الوحيد لهذا النزاع يكون عبر الحوار، وهو ما كنا ننادي به منذ بداية الأزمة.

  • وماذا كان ردهم؟

إنهم يريدون أن يجلسوا على طاولة الحوار ولكن بشروط مسبقة، ونحن نرفض تمامًا فكرة الشروط المسبقة.

  • ترامب عرض التوسط لحل الأزمة، أليس كذلك؟

نعم، إنه يحاول. ولقد وصل إلى مسامعي أنه سيدعو مجلس التعاون الخليجي إلى واشنطن قريبًا. 

هذه هي الصورة الحقيقية بالضبط. فإذا كنت تريد إجراء حوار صادق مع إيران، فلا بد للطرفين أن يُنحيا مخاوفهما جانبًا، ويسعيا للتوصل إلى تفاهمات حول المنطقة. إن أفضل طريق هو الجلوس والحوار.

  • ألا تتخوف الإدارة الأمريكية من الأنشطة العسكرية الإيرانية خارج حدودها؟

بالطبع. ولكن كيف نعالج هذه المسألة؟ هناك طريقة شاقة، وسوف تكون كارثية، وهناك المشاركة والحوار، وهو ما نحث عليه دائمًا.

  • تتشارك بلادك حقول للغاز مع إيران، فهل تجمعكم علاقات صداقة مع طهران؟

تجمعنا علاقات صداقة مع الجميع، ونحن مسؤولون عن إمداد عدد كبير من دول العالم بالطاقة، لذا يجب أن يكون لدينا تدفق سلس للطاقة، وهو ما يعني أنه لا بد من استبعاد فكرة خلق الأعداء.

تريد الإدارة الأمريكية احتواء إيران ومحاربة التنظيمات الإرهابية، واستمرار حصار قطر ليس إلا إلهاءً لهذه الأهداف 

  • هناك قوات تركية في بلادك، فهل كنتم تخشون بالفعل من غزو محتمل من السعودية والإمارات؟

لن أقول كنا نخشى، إلا أنه كانت لديهم نوايا للتدخل العسكري، لكن علاقاتنا مع تركيا حالت دون وقوع أزمة كهذه.

اقرأ/ي أيضًا: اكذب ثم اكذب.. هكذا تشن حملة ضد قطر

  • ولكن، هل تعتقد بالفعل أن الإمارات والسعودية عازمتان على الغزو في الوقت الراهن؟

لقد أبطلنا هذا المسعى. ولكن في بداية الأزمة، كانتا عازمتين على ذلك، فلقد جربتا كل شيء، إذ حاولتا إثارة القبائل، واستخدمتا منابر المساجد ضدنا، ومن ثم حاولتا استغلال بعض الدمى لاستبدالهم بقادتنا.

  • هل كانوا يريدون تنصيب أمير جديد؟

نعم، هذا صحيح. فقد قدموا دميتهم، عبدالله بن علي آل ثاني (أحد أقارب أمير قطر السابق) عبر شاشات التلفاز. ثُم عندما فشلت خطتهم، اختطفوا الرجل وحاول الانتحار من أجل الخروج من أبوظبي. لقد حاولوا إغواءه، وبالفعل تبعهم لبعض الوقت، لكنهم وجدوا بديلًا له بعد ذلك، فأرادوا التخلص منه. ولديهم شخص آخر الآن.

  • ماذا ستفعلون إذن؟

لن يستطيعوا فعل أي شيء، فالشعب القطري يحب أميره.

  • بسبب المقاطعة المفروضة على قطر اُضطررتم لاستيراد كثير من المواد الغذائية لبلادك من بلاد أخرى عبر المجال الجوي الإيراني، أليس كذلك؟

نعم. فالمجال الجوي الإيراني هو المجال الوحيد المُتاح أمامنا، فقد أغلقت دول الحصار كافة السبل الأخرى. كما منحتنا إيران خطًا بحريًا، وهو ما مكننا من الحصول على غذائنا، إلى جانب بعض المواد الغذائية التي تأتي من أذربيجان، أو تركيا، أو أوروبا.

  • كيف سارت محادثاتك مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس؟ وما هو العنوان الرئيسي لها؟

كان العنوان الرئيسي للحوار، أخذ التعاون العسكري المشترك إلى مستوى آخر. فنحن بصدد توسيع قاعدة العُديد (قاعدة جوية تستضيف قوات الجيش الأمريكي)، وبناء مساكن، وزيادة القدرة الاستيعابية لتلك القاعدة.

  • وهل ستتحمل قطر تكلفة ذلك؟

بالطبع، فنحن نستضيفهم، وفي نفس الوقت، سوف نرفع من قدراتنا التدريبية والمهارية؛ فمعظم معداتنا العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وسوف نحصل على طائرات "F-15s" خلال بضع سنوات. كما أننا نمتلك بالفعل طائرات "C-17" وطائرات "C-130".

  • ما رأيك في التواجد الروسي في الشرق الأوسط، خاصةً في سوريا؟ ولماذا تشترون المعدات العسكرية الروسية؟

لقد كان لروسيا تواجد في سوريا منذ 40 سنة، وأعتقد أن لهم مصالح في المنطقة، فكلما استمرت حالة عدم الاستقرار في المنطقة، ندعو مزيدًا من اللاعبين الأجانب إلى أراضينا.

  • في الماضي، اُتهمت بلادكم بدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة في سوريا، أليس كذلك؟

غير صحيح. سواء كان ذلك في الوقت الراهن، أو فيما مضى. كل هذه اتهامات كاذبة ضد قطر. لقد كنا نركز في سوريا على محاربة داعش.

وزير الدفاع القطري: "دول الحصار وجدت شخصًا آخر ليلعب الدور الذي كان يلعبه عبدالله بن علي آل ثاني"

  • وهل يسير ذلك الأمر بشكل جيد؟

نعم، فعمليات القضاء على داعش تسير بشكل جيد جدًا، بل هي أفضل بكثير مما سبق، فعندما ضُغط عليهم قبل ذلك في العراق، انتقلوا إلى سوريا. وعندما ضُغط عليهم في سوريا، ذهبوا إلى العراق. ونحن نُرجع الفضل في ذلك إلى الجنرال ماتيس، فقد حارب تنظيم داعش بشكل جيد جدًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد تقرير الخارجية الأمريكية عن الإرهاب.. الإحراج مستمر لدول حصار قطر

حوار أمير قطر مع "سي بي إس".. صراحة تُجلّي مواقف الدوحة وسياساتها