27-يناير-2018

أكد وزير الخارجية القطري على استعداد بلاده التام لاستضافة كأس العالم 2022 (محمد فراج/ الأناضول)

خلال مقابلة أُجريت معه في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، أكّد وزير الخارجية القطري على ثقة بلاده التامة في استضافة "أفضل كأس عالم في المنطقة العربية". المزيد من تفاصيل المقابلة مع الوزير القطري، نشرتها وكالة أنباء رويترز في تقرير ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.


صرح محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، أن دولة قطر واثقة من قدرتها على استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 بنجاح، وأن جميع التحضيرات تسير وفق الخطة الموضوعة بشكل كامل، بعد تعطل خطوط الإمداد لفترة وجيزة العام الماضي، نتيجةً للحصار المفروض عليها من بعض جيرانها الخليجيين.

أكّد وزير الخارجية القطري، أن جميع التحضيرات لاستضافة كأس العام 2022، تسير وفق الخطط الموضوعة بشكل كامل

وقال محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء القطري أيضًا، إن الاقتصاد القطري ينمو في الوقت الحالي بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، وأن البلاد التي تعد المُصدر الرئيسي للغاز، كانت على استعداد تام للصمود أمام الحصار.

اقرأ/ي أيضًا: بالوثائق: خطة تخريبية إماراتية لضرب الاقتصاد القطري.. والهدف كأس العالم! (2-2)

وأشار الوزير القطري إلى أن بلاده تقدمت بشكاوى قانونية للهيئات الدولية ضد التلاعب في الاقتصاد من قبل دول الحصار. وأوضح محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن حكومة بلاده استطاعت التغلب على "الارتباك الذي حدث في الإمدادات" مع بداية أزمة حصار قطر. "استحدثنا طرقًا بديلة"، يقول الوزير القطري، مُؤكدًا على أنه "لم تعد هناك أية عراقيل في الوقت الراهن"، كما أكد أيضًا على أنه لم يتلق أي إشعار من الفيفا يفيد بأنها تخطط لتغيير مكان إقامة كأس العالم.

ولم تقدم الفيفا أي مقترح بشأن حرمان كل من روسيا وقطر من تنظيم بطولتي كأس العالم للأعوام 2018 و2022 على التوالي، وذلك على الرغم من نشر تقرير العام الماضي، يعرض عددًا من محاولات التأثير على مسؤولي التصويت في الفيفا.

وتجدر الإشارة إلى أنّ تنظيم كأس العالم، يُعد ركيزة أساسية في الهجوم الدبلوماسي الذي شنته دول الحصار ضد قطر. كما كشف تحقيق مطول نشره موقع "ذا إنترسيبت" عن خطة إماراتية لضرب الاقتصاد القطري بالتلاعب في العملة وسوق الأوراق المالية، بهدف تعجيزها عن استضافة كأس العالم.

تقويض جهود مكافحة الإرهاب

على جانب آخر، أشار وزير الخارجية القطري إلى أنّ أزمة حصار قطر، قد أثّرت سلبًا على التنسيق الأمني في منطقة الخليج العربي بأسرها. وقال الوزير القطري، إنّ "ذلك يقوض من جهودنا المشتركة في مكافحة الإرهاب. فضباطنا غير مسموح لهم الذهاب إلى الأسطول الخامس الأمريكي، كما أن مقاعد ضباط السعودية والإمارات شاغرة في الدوحة، على الرغم من أن أعلامهم لاتزال مرفوعة هناك"، وذلك في إشارة إلى قوات البحرية الأمريكية في الخليج العربي، والقاعدة العسكرية الأمريكية في العديد.

أكّد وزير الخارجية القطري على أن حصار قطر أثر سلبًا على جهود مكافحة الإرهاب بمنطقة الخليج

ولفت الوزير إلى أنّه عندما تحدث ترامب مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأسبوع الماضي، أكّد على نقطة تأثر التنسيق الأمني، وقال إنه يرغب في المساعدة لحل الأزمة. لكن محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أشار إلى أنّ دول الحصار غير مستعدة للمشاركة في حل الأزمة، وهكذا "يُصبح الأمر صعبًا"، أي حل الأزمة.

اقرأ/ي أيضًا: الغاز.. العنصر الغائب في تفسير حرب السعودية على قطر

وقبل أسابيع قليلة، تقدمت قطر بشكوى إلى الأمم المتحدة، بشأن اختراق طائرات عسكرية إماراتية لمجالها الجوي، في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وعن هذا قال وزير الخارجية القطري، إن بلاده لا تسعى لتصعيد عسكري مع الإمارات.

وبخصوص خطة ضرب الاقتصاد القطري، أكّد محمد بن عبدالرحمن آل ثاني على أنّه "لدينا معلومات تشير إلى أن ثمة أمر مريب يحدث في أسواقنا المالية"، مُشيرًا إلى تقدم البنك المركزي القطري بشكاوى قانونية للمؤسسات الدولية، بشأن التلاعب في العملة القطرية، مُوضحًا أنّ "تلك الشكاوى تأخذ مسارها القانوني حاليًا، كما أن هناك خطوات قانونية تتخذها قطر في هذا الصدد".

وبخصوص التصعيد الحاصل بين إيران والسعودية، أعرب الوزير القطري عن تخوفه من اندلاع مواجهة مباشرة بين البلدين، ليس فقط لأن قطر تقع بينهما، كما أشار، ولكن أيضًا لأن مواجهة كتلك "ستؤثر على كامل المنطقة".

هذا ويُشار إلى أنّ الاقتصاد القطري قد شهد نموًا أسرع مما كان متوقعًا رغم الحصار المفروض على البلاد. وقد أشار وزير الخارجية القطري إلى أنّ صندوق الثروة السيادية القطري، أحد أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم، قد يتوسع في استثماراته الخارجية، متحديًا التوقعات التي انبنت على الحصار.

يقول الوزير القطري: "لقد أسسنا لمرونة اقتصادية قوية، ونفتتح الآن خطوطًا جديدة للتجارة، وبنينا ميناءً جديدًا"، مُضيفًا أنّ "صندوق استثمارنا يسعى لإيجاد فرص استثمارية جديدة، والدخول إلى قارات جديدة. فلدينا خطط لأفريقيا سنبدأها قريبًا، ولدينا خطط لمنطقة آسيا الوسطى سنبدأها العام القادم".

أشار وزير الخارجية القطري إلى أن صندوق الثروة السيادية القطري، سيتوسع في مشاريعه الاستثمارية الخارجية، رغم تحديات الحصار

وأخيرًا، وبخصوص حل الأزمة مع دول الحصار، شدد الوزير القطري على أنّه إذا ما استُئنف الحوار مع دول الحصار، فعلى تلك الدول "وضع استراتيجيات جديدة للتعايش على أساس احترام سيادة الدول الأخرى".

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما هي أسرار قوة الاقتصاد القطري التي تحصنه في وجه الأزمات؟

الوزير "المقاتل" محمد بن عبد الرحمن.. من جولة الدفاع إلى تعرية دول الحصار