يصل وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم السبت، في زيارة هي الأولى لوزير خارجية النظام منذ اندلاع الثورة السورية. وأفادت الخارجية المصرية في بيان نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، بأن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيعقد السبت مباحثات بمقر الوزارة بالقاهرة مع المقداد، من دون أن يقدم تفاصيل أكثر.
يصل وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم السبت
من جانبها، نقلت وكالة أنباء النظام السوري، عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، قوله بأنه "سيتم خلال الزيارة، إجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة والعالم".
القضايا الأمنية والسياسية
في حين قالت مصادر إعلامية إن الغرض من الزيارة "بحث التحضيرات لعودة سوريا للجامعة العربية، لاسيما مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية السنوية في الرياض في شهر أيار/مايو المقبل".
وأضافت تلك المصادر أن جدول أعمال زيارة المقداد التي تستمر ليومين، يتمحور حول "العلاقات الثنائية، والقضايا الأمنية والسياسية والإنسانية".
وسبق أن التقى شكري مع المقداد في أيلول/سبتمبر 2021، بنيويورك، على هامش اجتماعات الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك في أول لقاء على هذا المستوى منذ 10 أعوام.
كما تأتي الزيارة بعد نحو أكثر من شهر من زيارة قام بها وزير الخارجية المصري إلى دمشق وأنقرة تضامنًا معهما على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من شهر شباط/فبراير، والتقى خلالها رئيس النظام السوري بشار الأسد ووزير خارجيته، ونقل شكري في حينها "رسالة تضامن ومؤازرة من حكومة وشعب مصر مع الأشقاء في سوريا جراء الزلزال المدمر".
إعادة تأهيل النظام السوري
عاد الحديث مجددًا عن إعادة تأهيل النظام السوري إقليميًا وعربيًا، فقد كشفت مصادر إعلامية عن لقاءات تجمع مسؤولين أتراك ومسؤولين في النظام السوري، بداية الشهر الحالي بوساطة روسية وإيرانية.
كما أكدت مصادر رسمية سعودية مؤخرًا أن النظام السوري والسعودية في مفاوضات متقدمة من أجل استئناف العلاقات بينهما، بعد لقاءات أمنية مهدت لهذه المفاوضات.
وعلى الرغم من أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، كان قد نفى التقارير الصحفية التي تحدثت عن قرب زيارته لدمشق، إلّا أن الوزير السعودي أكد على وجود إجماع عربي يتشكل مفاده أنه "لا جدوى من عزل سوريا وأن الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما".
وبرر الوزير السعودي هذا التغير بالمواقف إلى "غياب سبيلٍ لتحقيق الأهداف القصوى، وأن نهجًا آخرًا قد بدأ يتشكل لمعالجة مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار، ومعاناة المدنيين خاصة بعد الزلزال".
تحرك تجاه النظام
سبق زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، قيام وفد برلماني عربي بزيارة العاصمة السورية دمشق، وضم الوفد رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورؤساء مجالس النواب في العراق والإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين وليبيا ومصر ورؤساء وفود سلطنة عُمان ولبنان والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي.
كما زار وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، دمشق يوم 12 شباط/ فبراير والتقى رئيس النظام بشار الأسد. وتقود الإمارات جهودًا لإعادة تأهيل النظام السوري على الصعيد العربي والإقليمي والدولي.
تأتي الزيارة بعد نحو أكثر من شهر من زيارة قام بها وزير الخارجية المصري إلى دمشق وأنقرة تضامنًا معهما على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من شهر شباط/فبراير
وفي يوم 15 شباط/ فبراير، قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في زيارة مماثلة للنظام السوري، وهي الزيارة الأولى لمسؤول أردني على هذا المستوى، منذ اندلاع الثورة السورية. وسبقت زيارة الصفدي عدة خطوات كشفت عن تقارب بين دمشق وعمّان، إلا أنه ظل محدودًا بسبب استمرار تهريب المخدرات في اتجاه الأردن والتي يتورط فيها شخصيات نافذة من النظام السوري، بالإضافة لحصول المليشيات الموالية لإيران على امتيازات بالقرب من الحدود الأردنية السورية.