21-مارس-2022
خالد بايندا وزير المالية الأفغاني السابق

وزير المالية الأفغاني السابق خالد بايندا (Getty)

تباينت مصائر كبار السياسيين الذي فرّوا من أفغانستان قبل خروج الأمريكيين منها في آب/أغسطس الماضي. فالرئيس أشرف غاني وجد ملجأ له في الإمارات العربية المتحدة، وقيل يومها أنه أخذ معه أكثر من 150 مليون دولار أمريكي، من أموال الدولة.

أما خالد بايندا، الذي خدم في السابق في منصب وزير المالية في أفغانستان في حكومة غاني، فقد لاقى مصيرًا مختلفًا، يرى البعض أنّه أفضل من مصير رئيسه، إذ يعمل حاليًا سائق أوبر في العاصمة الأمريكية واشنطن.


للمزيد حول الاحتلال الأمريكي لإفغانستان والانسحاب منها عام 2021 يمكن الاطلاع على مواد هذا الملفّ الشامل على التراصوت. 


أكّد هذا الخبر تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، والتي تحدثت مع خالد بايندا أثناء رحلة لمراسلها في سيارة الأجرة التي تعمل على التطبيق الشهير، وقال: "لو أتممت خمسين رحلة في الأسبوع، فسأحصل على مكافأة إضافية تبلغ 95 دولارًا".

خالد بايندا، البالغ من العمر 40 عامًا، أشرف يومًا ما على ميزانية حكومته المدعومة من الولايات المتحدة، والتي بلغت 6 مليارات دولار، أما اليوم فهو يجني 150 دولارًا مقابل العمل 6 ساعات على الأقل في اليوم سائقًا أوبر.

يعترف بايندا في إحدى رحلاته لواحد من الركّاب بعد أن تعرّف عليه: "الانتقال من كابول إلى واشنطن كان نقلة هائلة". لكنّه يؤكّد للواشنطن بوست بأنه يشعر بالرضا لأنه يمتلك الفرصة على الأقل التي تمكّنه من توفير دخل لأسرته.

يقول بايندا: "أشعر بالامتنان والرضا لأني أمتلك على الأقل فرصة للعمل ودعم أسرتي، ولكني في هذا الظرف الآن، لا أمتلك أي مكان أشعر بأنّه لي. أنا غريب هنا مثلما أني غريب هناك. إنها تثير فيك شعورًا بالخواء".

وفي تقرير الواشنطن بوست، يتحدث الوزير السابق خالد بايندا عن تجربته في أفغانستان في نهاية العام 2020، حين توفيت والدته بعدوى كوفيد-19 وهي تقبع في مستشفى متردٍ في كابول، وكيف أنّه اختير لمنصب وزير المالية بعدها بفترة قصيرة. يقول بايندا إنّه يتمنّى لو أنّه لم يقبل ذلك التكليف.

"لقد رأيت الكثير من القبح، لقد كنت جزءًا من الفشل. من الصعب أن تشاهد مأساة الناس وأنت في موقع المسؤولية".

يذكر بايندا أيضًا في حديثه مع واشنطن بوست إنه على قناعة بأنّ الأفغان لم يتفقوا على شكل الإصلاح الأنسب للبلاد، ولكنّه أشار أيضًا إلى أن واشنطن لم تف بالتزاماتها بالديمقراطية وحقوق الإنسان في أفغانستان بعد أن جعل منها نقطة انطلاق لسياساتها عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

التلفزيون العربي

تواجه أفغانستان أزمة إنسانية واقتصادية، حيث تم تجميد الأصول المملوكة للدولة كما انقطعت عنها المساعدات الدولية بعد سيطرة طالبان على الحكم فيها عقب انسحاب القوات الأمريكية وانهيار النظام الذي كان مدعومًا من واشنطن في كابول.

يقول بايندا: "كل ما بنيناه لم يعد عن كونه بيتًا من ورق، سرعان ما تهاوى، لأنه بيت من ورق قائم على أساسات فاسدة".

 

 

دلالات: