20-يناير-2023
gettyimages

اعتبر وزير الخارجية السعودي أن التطبيع مع إسرائيل مصلحة للمنطقة (Getty)

أدلى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود بتصريحات جديدة حول موقف بلاده من تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وحول العلاقة مع واشنطن التي شهدت توترات مؤخرًا بسبب سياسة تسعير وإنتاج النفط وتوطُّدِ علاقات المملكة بالصين وروسيا. وجاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي الجديدة على هامش منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا.

أشار فيصل بن فرحان، في مقابلة مع وكالة بلومبرغ أمس الخميس، إلى إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشترطًا "الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية، قبل إقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل"

وأشار فيصل بن فرحان، في مقابلة مع وكالة بلومبرغ أمس الخميس، إلى إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشترطًا "الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية، قبل إقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل"، مؤكّدًا في ذات السياق اعتقاد المملكة، "أنَّ التطبيع مع إسرائيل هو أمر يصب في مصلحة المنطقة إلى حدٍّ كبير كما قلنا ذلك باستمرار"، وفق تعبيره.

وأضاف الفيصل، قائلًا: "مع ذلك، التطبيع والاستقرار الحقيقي، سيتحققان فقط من خلال منح الفلسطينيين الأمل، ومن خلال منحهم الكرامة"، ويتطلب ذلك، "إعطاء الفلسطينيين دولة، وتلك هي الأولوية"، على حدّ قوله. 

وأكد الوزير السعودي أنَّ الولايات المتحدة لا تزال الشريك الأمني الأكبر للسعودية، مشيرًا إلى أن واشنطن هي "الشريك الأمني الأكثر نشاطًا في المنطقة"، ولافتاً إلى أنَّ الصين "لا تزال شريكًا تجاريًا مهمًا".

وكان وزير الخارجية السعودي، تحدث، يوم الأربعاء، عن القضية الفلسطينية، حيث قال في كلمته خلال منتدى دافوس الاقتصادي أنَّ "القضية الفلسطينية أساسية بالنسبة للمنطقة ولم يتم التوصل لحل بشأنها حتى الآن، وهذا الأمر سيتم فقط عن طريق التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف الوصول لاتفاق حقيقي"، وفق قوله.

وفي نفس الكلمة التي سبقت المقابلة مع بلومبرغ، تحدث عن حل الدولتين مؤكدًا على أن نتيجته يجب أن تكون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرًا أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو وبمشاركة الصهيونية الدينية "أرسلت بعض الإشارات التي ربما لا تبشر بذلك"، لكنه أعرب عن أمله في أن "ترى الحكومة أن حل الصراع سيكون في مصلحة إسرائيل والمنطقة ككل، وعليهم أن يعملوا بشكلٍ جدي على حل القضية الفلسطينية".

وفي سياق متصل، تحدث وزير الخارجية السعودي في مقابلته مع بلومبرغ عن الملف السوري والحرب الأوكرانية والعلاقات مع واشنطن وروسيا، ففي الملف السوري والعلاقة مع النظام السوري، قال إن دول المنطقة "يجب أن تعمل لإيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ 12 عامًا". مضيفًا القول: "نعمل مع شركائنا لاكتشاف طريقة للتواصل مع الحكومة في دمشق على نحو يؤدي لتحركات ملموسة باتجاه حل سياسي، ونعلم أن ذلك سيتطلَّب بعض العمل".

وفيما يخص الحرب في أوكرانيا قال إن السلام يمكن تحققه "من خلال المفاوضات"، مؤكّدًا في ذات السياق أن الرياض تتواصل مع موسكو "بشأن إبقاء أسعار النفط مستقرة نسبيًا". وردًّا على سؤال بلومبرغ حول توتر العلاقات مع واشنطن، أكّد وزير الخارجية السعودي أنّ واشنطن "لا تزال الشريك الأمني الأكبر للرياض"، وفق قوله.

يأتي حديث وزير الخارجية السعودي، مع توالي الإشارات حول إمكانية التطبيع بين إسرائيل والسعودية والسعي المتبادل نحو إنجازه، وذلك بعد أن أكد رئيس الوزراء السابق يائير لبيد على تعزيز العلاقة مع السعودية خلال ولايته وذلك خلال آخر خطاب له كرئيس وزراء في الكنيست. فيما قال نتنياهو في نفس الجلسة التي كانت الأولى له بعد عودته إلى رئاسة وزراء دولة الاحتلال، إنه سيسعى لتعزيز اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، مشيرًا إلى السعودية.

وفي سياق نفسه، تحدث رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان حول تعزيز التطبيع مع السعودية، وذلك خلال زيارة الأخير إلى دولة الاحتلال.

وقال نتنياهو في بداية الاجتماع، "لقد عرفت الرئيس بايدن على مدى 40 عامًا كصديق عظيم لإسرائيل، وأنا أعلم مدى ثقته بك في مسائل الأمن القومي"، مضيفًا "يجب أن تعلم أننا نراكم شركاء مخلصين في مسائل الأمن المشترك، وبالطبع في تعزيز السلام"، وذلك بحسب ما نقله موقع "والاه" العبري. وبحسب المصدر نفسه ناقش الاجتماع تعميق اتفاقيات التطبيع وتوسيع "دائرة السلام".

تحدث رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان حول تعزيز التطبيع مع السعودية

وكان يائير لبيد، قد أشار  في وقت سابق إلى أن التطبيع مع السعودية "عملية طويلة وحذرة"، لكن إسرائيل تعتقد أن في الإمكان إتمام ذلك، وذلك عندما كان يشغل منصب وزيرًا للخارجية. مضيفًا في حينه "لن نستيقظ ذات صباح على مفاجأة، بل ستكون عملية طويلة وحذرة على الجانبين، وهناك مصالح أمنية لكلا البلدين".